الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / الحركة الاسلامية من المكر والتمكين إلي الانحطاط  والسقوط

الحركة الاسلامية من المكر والتمكين إلي الانحطاط  والسقوط

عبدالعزيز ابوعاقلة
صحيفة نوبة تايمز

# عندما كنا طلاباً في الجامعة قبل انقلاب الانقاذ المشئوم 89 رأينا بأعيننا كيف أن (الاتجاه الإسلامي) الجناح الطلابي للجبهة الإسلامية كان اقصائياً وشمولياً ولا يقبل الآخر ويطرح شعارات التكفير ضد من يختلفون معهم فكريا وسياسيا ، وكيف كان يمارس الارهاب الفكري علي الطلاب بشعارات مثل ( التحالف مع الشيوعيين خيانة للدين والوطن ) حتى انهم كانوا يسرقون موارد الطلاب ( ميزانية الاتحاد ) المخصصة لخدمة الطلاب ،ويجنبها لخدمة تنظيمه ومنتسبيه في الجامعة . وكيف كان محترفا ولصا قي تزوير انتخابات الطلاب مدعوماً من السلطة وأجهزة الامن ( في عهد النميري ) و التي كانت تعتقل طلاب التنظيمات المعارضة و تترك المرشحين للاتحاد الموالين للنظام والاتجاه الإسلامي حينذاك .وعندما اطلت الديمقراطية انهزم شر هزيمة (وليس تدليس بوق الانقاذ  الانتهازي حسين خوجلي في شماراته الكاذبة ) اذن الجبهة الاسلامية لها تاريخ ورصيد موغل في الاقصاء و الغش والخداع والتزوير والفساد ظهر مبكرا وهم من دفعوا قيادتهم الى احتكار السلطة والثروة بمبدأ واحد الاقصاء التام وامتلاك الحقيقة المطلقة نتيجتها النهائية التي توصلنا اليها لا تنمو وتتمدد تنظيمات الإسلام السياسي بجميع مسمياتها إلا في ظل الأنظمة ديكتاتورية .
# لم نجد ما يمكن نقده فيما قدمته الحركة الاسلامية ( الاخوان المسلمين ) في السودان من افكار سوي شعارات ( مستنسخة ) مستوردة من شيخهم حسن البنا في مصر وبعضها من ابوالعلا المودودي الباكستاني ( الحاكمية لله ) وغيرها من أفكار القطبين وتأثر مثقفيهم بافكار علي شريعتي الايراني وهي بالطبع ( ميتافيزيقية ) وعاطفية تم ربطها بالقوة والصاقها بالدين وهماً وزوراً واوهموا أنفسهم بتلك الشعارات و تطبيقها دون رؤية علي الرغم من أنها خارج السياق التاريخي للواقع السوداني والتنوع ومعرفة التعقيدات السياسية السودانية ، وأنها لا تصلح لبناء دولة ، إلا أنهم أوهموا أنفسهم بأن تطبيقها ونسبها الي الدين ( طاعة لله ورسوله) .
# وهكذا فإن الحركة الاسلامية في السودان ( الاخوان المسلمين ) تلبست بالدين و الشعارات الفضفاضة ( العودة إلى الإسلام ) لبلوغ غايتها السرية من الوصول إلى ( السلطة/ والتمكين ) السياسي والاقتصادي والثقافي في الوطن . وسرعان ما تحولت شعارات مثل ( ربط رسالات السماء بالارض ) الي قيم ظلامية و النهب والسرقة والفساد والافساد وشعار ( خير ما استأجرت القوي الأمين ) الي نخبة شريرة وانانية ظالمة غير مؤتمنة . وشعار ( لا للسلطة ولا للجاه ) إلى ( استحواذ) وحسابات مالية سرية في الخارج واستكبار وتسلط شامل في كل مناحي الحياة من حقوق وحريات أساسية بما فيها الملابس والتفكير والعقيدة والتعبير والحرية الشخصية . وبذلك احتكرت الدين والدنيا بأختام مسجلة لها وحدها تلوّح بها ما ارادت ذلك وهكذا تم التآمر علي اعدام المفكر المستنير ( محمود محمد طه ) حتي تخلو لها الساحة أمام كل من يقاومها ويقف لها بالمرصاد بقوة المنطق والفكر.
# تآمرت حركة الإخوان المسلمين ( الجبهة الاسلامية ) على ديمقراطية الشعب السوداني مبكراً وعملت بكل مكر ودهاء على تسميم الحياة السياسية و تقويض الديمقراطية الليبرالية ما بعد الطاغية نميري من اول يوم علي الرغم مما أتيح لها من حرية التعبير والحركة والعمل مع الأحزاب جنبا لجنب وذلك لعرض بضاعتهم على الناس ، وانشاء دور وصحف واقامة ندوات علنية في الهواء الطلق ولكنهم عملوا علي وضع عوائق في طريق عملية السلام وابتزاز الأحزاب ( بالشريعة ) والتحريض في صحفها ( الوان .والراية ) على إشعال شرارة الحرب ضد مواطنين عزل وتغذية روح نار الخصومات بين الاحزاب التقليدية بعضها البعض و اختراق قيادات الجيش وتحريضه على الانقلابات والحروب الداخلية. حتي وصلت الي حد احتكار السلطة والحكم بفهم ( قرقوش ) أمام كل السودانيين .
# مهدت لنفسها الاستيلاء على السلطة ونفذت ما كانت تنوي له في انقلابها المشئوم 89 وعطلت الدستور والغت جميع الأحزاب السياسية والنقابات المهنية واستحوذت على الجيش والشرطة والأمن وكوّنت ميليشيات موازية في الأجهزة الأمنية ومكّنت عناصرها من قيادة الخدمة المدنية وفتحت زنازين سجونها للتعذيب والسحل والضرب لكل من يعارضها ( سياسيا دينيا وثقافيا ) و في سابقة لم تعرفها قيم المجتمع السوداني قاموا بتصفية الطلاب والشباب والكوادر المعارضين سياسيا . و عندما لم تجد حلا في فكرهم لمشكلة التنوع في الوطن اشهروا الحروب علي الشعوب السودانية المرتبطة بهويتها وارضها قتلا للنساء والأطفال بالطائرات وتجويعاً بالحصار ومنع الغذاء .
# بعد مضي ما يقارب 30 عاما من الإقصاء وارهاب الشعب السوداني بشعارات وهمية مثل ( أو تراق كل الدماء ) ذلك الشعار الداعشي الذي ظلت تردده عناصرهم في اجهزة اعلامهم رغم الانحطاط السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والقهر والظلم والفساد والقتل واذلال الناس في الزنازين والسجون والتحرش بهم والانقسام في المجتمع من عنصرية وقبلية والعجز التام أمام المعضلات السياسية ( كيف يحكم الوطن ) التي برعوا في دحرجتها إلى الأمام ففي كل مرة تلوّح إلى أن أغلقت كل السبل أمامهم فظلوا حائرين عاجزين عدا عن تقديم الأجهزة الأمنية للاحتماء خلفها وتقويض مستقبل الدولة السودانية ولا زالوا يتمسكون ( بالسلطة ) وكأنها تفويض إلهي لهم فهم وحدهم يمتلكون الحقيقة وغيرهم في ضلال ولكن لم يسعفهم مشروعهم الكاذب في كل هذه المدة الزمنية الكافية التي لم تتاح لأي ممن استولوا على السلطة التي منحت لهم في تقديم أي حلول بل ظل الاستنساخ السياسي والاستهبال والخداع دوما يظلل ملامح تنظيمهم حتى انكشفوا لكل الناس في الوطن بانهم جماعة لا تحمل أي مشروع سياسي او فكري او ثقافي يذكر يدفع إلى بناء وطن واحد يحترم الإنسان والمواطنة والعيش الكريم والسلام .
# . فليستمر المد الشعبي حتي تحقيق النصر المنشود لاسقاط هذه الجماعة المستبدة الفاشية لان الرهان علي ارادة الشعوب في التاريخ السياسي امام اعيننا تدك الحكام المستكبرين الذين لا يدركون ولا يقرأون الكتابة في جدران الوطن المتكارث 30 عاما . فلتسقط بس الفاشية عسكرية ( متأسلمة ) او مدنية ( متأسلمة ) ولينهض وطن المستقبل من كبوته ومن نخبه الأنانية الفاشلة ليصبح يسع كل الناس .
عبدالعزيز ابوعاقلة

مارس 2019

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.