سلسلة أحاديث ملغومة التهميش الثقافي ..! سامح الشيخ 

  (1)

في تلك الفترة من الاجازة الطويلة الاجازة الإجبارية لقرابة العام أو أكثر بسببب انتهاء امتحانات الاجازة الصيفية والذهاب القسري للدفاع الشعبي الذي بدونه لا تقديم للجامعة . كنا نستمرئ العطالة حبا ونتسكع على الطرقات كمن يتعاطى المكروه عمداً الذي هو دون شك يتعاطى الحرام أو كما قال الشاعر ود الرضي الله يرضى عليه ويرحمه. 

بينما انا في وضعية أشبه بالاستلقاء  منها عن الجلوس على مصفوفة من ثلاث لسانك بطريق التمطي كنت متمطيا علي هذه الثلاث لساتك بين شجرتي النيم في مقابل المنزل الذي سكنت به الخالة ميري وأمام مزيرة السبيل لشرب الماء التي يتدلى منها كوز لشرب الماء منه معلق على طرف جنزير ليس كالجنزير في النجوم إنما أكرمكم الله جنزير مكيفات كما يطلق عليه عمال وصنايعية العالم الذين  ما فتئت الدعوات لهم كل عام بأن يتحدوا. أو جنزير حمير كما يطلق عليه العربجية الكادحين الذين قد يصنفهم البعض كعمال غير مهرة رغم انهم مع رفاقهم الصنايعية وغيرهم  و ملح وكزبرة وسكر الأرض. 
وانا على تلك الهيئة والناس من حولي بتمر أتاني صديق من الجانب الآخر المقابل للحي وبينما هو في مرحلة سلامه كيف تمام تمام كيف ألقت علينا الخالة ميري السلام فردنناها معا مع إضافة أنني ذكرت كما العادة اسمها مسبوقا بخالتي بطريقة أشبه بالاستنكار كيف تقول خالتك ونظرت انا اليه مستغربا بطريقة أشبه بالبلاهة وما المشكلة فأشار لتلك النقاط التي يتزين بها كعادة من عاداتنا القديمة لزينة المرأة متجاوزا شلوخ والدته مستنكرا علي استباق اسمها بالخالة ميري. 

                 (2)

حفيت اقدامي وزاد رهقي رهقا البحث عن وظيفة علي القدمين ومن معاينة لاخرى، مع المئات من نسخ الشهادات الأكاديمية وغيرها موزعة بين الأقارب والأصدقاء والمعارف تستجدي وظيفة لله يا محسنيين وهذا كان من رابع المستحيلات ومازال في ظل ناس هي لله هي لله. مرت الايام والشهور وبعض من السنين حتى جاءت وسيط جريدة للإعلان عن وظيفة أو التسويق لوظيفتك في سوق العمل فكان أن نشرت إعلانا بدايته محاسب يطلب عملا ووضعت رقم الهاتف السيار الخاص بي مع انه لم أكن أتوقع شيئا من ذلك إلا أنني تفاجأت بكثرة الاتصالات التى تطلبني للعمل التي كان جلها من القطاع الخاص الا انها كانت تتواطأ وتتفق في عرضها في  قلة الراتب وكأنه متفق عليه فكان خياري أن أختار أقربها حتى أوفر ميزانية المواصلات. 

تم تعييني كمحاسب بورشة لصيانة العربات بالمنطقة الصناعية بالخرطوم بحري لكن لم استمر بها طويلا فقد كان الشريك الآخر بالورشة رجلا فظا غليظ القلب يتعامل بنوع من التعالي علي الآخرين برغم عن ذوق وأدب الشريك الآخر إدريس ذلكم البحراوي الكسلاوي الذي يتقطر طيب وحسن للمعاملة وطيب المعشر وأيضا بقية المشرفين والعمال الذين كان بيننا كل الود والاحترام. كثيرين منهم طلبوا مني استحمل هذا الشريك الفظ الذي لا يتوانا عن الصراخ والثورة سريعا لأبسط الأشياء. صرخ في وجهي مرة واحدة بعدها قدمت استقالتي لكن ندمي الان أنني لم استقيل وانا كنت اسمعه يصرخ  بوجه ادم الميكانيكي الماهر في شكل دعابة احيانا  وبعض الاحيان بصورة جادة واصفا إياه بالمكوجي لانه بحسب ما يدعي أنه لا يوجد ميكانيكي اسمه ادم. بعد فترة في حديث مع الوالد  عن سبب تركي للعمل بالورشة وسأل عن اسم الشريك فاخبرته ووصفته ووصفت له أن يسكن وعن بعض المعلومات مثل انه درس بيوغسلافيا ومتزوج منها علمت بعدها  من والدي أن الشخص الفظ غليظ القلب هذا  تربطنا به صلة قرابة..!