سؤال لحُكّام السعودية !!

سيف الدولة حمدناالله

لماذا تُحاربون جماعة الحوثي في اليمن وتدعمون جماعة حميدتي في السودان؟ تقولون أنكم تُقاتلون جماعة الحوثي في اليمن لأنها مليشيا عسكرية تعمل خارج نطاق القوة النظامية للدولة، فيما تدعمون جماعة حميدتي وهي الأخرى مليشيا تعمل خارج نطاق القوة النظامية للدولة، والأخيرة تتألف من قتَلَة ومجرمين، زرعها في بلادنا مجرم مثلهم إسمه عمر البشير بغرض حمايته الشخصية، وقد إختار الشعب بإجماعٍ كامل أن يخرج في ثورة ونجح في الإطاحة به وهو الآن سجين في إنتظار أن يلقى مصيره المحتوم، ما الذي يجعلكم تنشطون في حرب ضد حوثي اليمن وتأخذون حوثي السودان بالأحضان وتمدونه بالمال والسلاح !!

ثم، أن الحوثي الذي تُحاربونه في اليمن يُعتبر ملاك رحمة بالنسبة لحميدتي الذي تدعمونه في السودان، ذلك أن الحوثي في حربه التي إمتدت سنوات لم نسمع بقيام جماعته بقنص الشباب في الطرقات وإطلاق الرصاص على رؤوسهم، ولا يقومون بإغتصاب النساء، ولا يتهجمون على الأهالي في بيوتهم ويغتالون الأب أمام أطفاله الصغار، ولا يهينون الرجال والنساء بضربهم بالسياط على الطرقات ويطلقون عليهم الشتائم البذيئة.

وما يجعل مليشيا الحوثي رؤوفة بالمدنيين من أبناء اليمن، انهم كلهم على بعضهم يمنيين في يمنيين، وكما يقولون، أن الجنس للجنس رحمة، كما أن مليشيا الحوثي تُحارب سواء بالحق أو بالباطل من أجل قضية، أما مليشيا حميدتي فكثير من أفرادها أجانب من غرب أفريقيا، ومن بينهم من ينتمون لجماعات مٌتطرفة مثل جماعة (بوكو حرام)، وعند هؤلاء حياة الإنسان ليس لها قيمة، وقتل الروح عند الواحد منهم أسهل من قتل الذبابة، وفي ذلك تفسير للبشاعة والقسوة وإنعدام الرحمة التي تتم بها عمليات القتل، مثل إلقاء الصبيان والصبايا على النهر بعد توثيق أرجلهم بأربطة على الصخور، وجلد الجثث بالسياط، والقتل بإحراق الناس أحياء، والذبح بالنصال الحادّة، وتصفية فرد من الأسرة أمام ذويه .. إلخ. 

ثم نسألكم بالله يا حُكّام السعودية، هل ترضون بقيام مثل مليشيا حميدتي في بلادكم؟ يُمنح فيها الصبيان في مرحلة البلوغ الرتب النظامية؟ هل تقبلون أن تقوم دولة أخرى، صديقة أو عدو بدعم تلك المليشيا في بلادكم وتزويدها بالأسلحة والصواريخ والعربات المُصفّحة؟