الجمعة , أبريل 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / صَدَّقنا العسكرَ فقادُونا إلى مَحرقةِ السَحَر، ولكن صبراً!

صَدَّقنا العسكرَ فقادُونا إلى مَحرقةِ السَحَر، ولكن صبراً!

بقلم: عبد العزيز عثمان سام- 4 يونيو 2019م صباح عيد الفطر المبارك
لن أقول عيد سعيد، والثائرُ هناك فى ساحَةِ الإعتصام شهيد،
كيف نقول العيد مبروك والبلد محروق؟ وحشا أم الشهيد تقَّابة نار،
وكيف نقول تامِّين، والثوَّار فى ختام رمضان وفى وقت السَحَر ناقصين؟
ياتو عيد والبلد يجوسُ فيها الرِعاع، الهَمَج، الجنجويد؟
وياتو عيد وضُبَّاط الجيش الوطنيين جرَّدُوهم من سلاحهم وصيَّروهم عبيد؟
ومن وين تجِينا السَعادة وقد غَدرُوا بالثوَّار داخل ميدان إعتصام القيادة؟!.
وأمَّا بعد: 
نشهدُ أنّنا نعرف يقينا من أتى بالقاتل عبد الفتّاح البرهان إلى ميدان الإعتصام وقدّمه للثوار وزَكَّاه ليقود فريق القَتَلة رغم تحذير العقلاء الذين خبِرُوا البرهان قاتلاً مُحترفاً أدمن قتل أهل دارفور لثلاثة عقود، ذهب هناك “مُلازماً بدبُّورة” وعاد منه برُتبة فريق أوَّل قاتِل. وبنيشان شرف من سَلفه المخلوع عمر البشير، كُتِب عليه “رَبّ الفور”. ولو كان البشير فرعوناً فإنَّ “البُرهان” هامانه وبقية الجوغة هُم السَحَرَة.
. صَدَّق الشعبُ السودانى الثائر العسكر وإحتمى بهم فى دارهم (القيادة العامة) وهو يعلم أنَّهم يقتلون ويغتصبون الحرائر، ويكذبون. وما جبرهم على المُرِّ إلا الأمَرّ طعماً كالحنظل، فإستجاروا من الرمضاء بالنَّار.
. الجيوش فى كل بلاد العالم يحمون البلاد من عدو خارجى، ويغيثون العِباد عند الكوارث إلَّا الجيش فى السودان فإنهم يقتلون الشعب ليحموا مصلحتهم الشخصية. فإذا تحرَّك الشعبُ يطالب بالحرية فهو خائن يُهدد أمن الوطن فيُستباح دمه وعِرضه وأرضه ويُباد بلا رقيب أو حسيب. 
. وإذا إنتفض الشعب ضد ظلم العسكر وسوء حُكمهم وفسادهم الذى يغطى قرص الشمس أعلنوه عدُوَّا وجلبُوا سلاحاً وعتاداً بكلِّ موارد السودان ونكَّلُوا به وأبادُوه.
. وإيَّاك أن تخطأ وتفاوض الجيش فى السودان، الحاكم الدائم فى كل الأوقات والأزمان، لأنه يفاوض بفوهَةِ البندقية، وكلَّما سدَّد ضِده الشعب حُجَّة دامغة، ردَّ الجيشُ بزخَّات من رصاصٍ حَىِّ على صدر الشعب الأعزل إلا من معرفته بحقه وشجاعة نادرة تدفعه لقولِ الحقِّ فى وجه عسكرٍ ظالم. والعسكر فى السودان يغتصِبُون الحُكم بالرصاص، ويحكمون بفوهة بُندقية مصوَّبة دوماً على صدرِ الشعب، ويفاوضون بإطلاقِ الرصاص، ويوقِّعون على إتفاقيات السلام تحت دوِّى القنابل من البرِّ والجوِّ والبحر، من كل حدبٍ وصوب. ولم يقاتل يوماً عدو خارجى.
. والعسكر فى السودان لم يجدوا حليفاً خيِّراً يسندهم بالرأى والحكمة غير حِلف الشرِّ: مصر، الأمارات السعودية، حِلفٌ يقتاتُ أرواح الأبرياء العزَّل فى فجاجِ الأرض، اليمن، ليبيا، مصر، سوريا، السودان، يفسدون ويقصفون الأمِنين من السماء ومن البرِّ والبحر، ويجوسُون خلال الديار الأمِنة فيترُكوها هَشِيماً،
. العسكر فى السودان جُبِلوا على تدمير الشعب فى كلِّ مكان، يقتلون ويبدون ويحرقون القرى بأهلها ويضعون الناجين منهم فى معسكرات موت يحرسُها الجنجويد يعدُّون عليهم أنفاسهم. 
. وعسكر السودان عندما يُطلبون للعدالة الدولية يفزعون ويهربون من المُحاسبة ويعطِّلون حُكم القانون وبسط العدل بالقسط، يرفضون يقاومون العدالة بإمكانيات وموارد الدولة، ويجفِلون من كلمة العدل وإنهم أنَّما يكرهون الله ويقاومون الرحمن. ويقدِّمُون التنازلات كى لا يُقبضَ عليهم ويقدموا للعدالة، والعدل فى منتهاه هو الله الأحد، الفرد الصمد،
. قال المجلس العسكرى الإنتقالى أنَّه شريك فى ثورة 19 ديسمبر 2018م وحامِيها، لو كان ذلك كذلك، فلماذا تقتلون الثوَّار؟ لو كنتم حقاً شركاء فى الثورةِ مع الثوَّار: فضدّ من قامت الثورة فى السودان؟. الثورة لم تقم ضد المخلوع عمر البشير وحده دون بقية رهطِه الأشرار القتلة، الثورة قامت ضد كل الأشرار الذين وضعوا يوسف غدراً فى غيابات الجُبِّ، ثُمَّ جاءُوا أبَاهم عِشَاءً يبْكُون. الثورة قامت ضد فروعون وهامان وجميع السَحَرة الذين أبطلَ عصَا الثورة سِحرهم فخرُّوا سُجَّدا، الثورة قامت ضد الشرّ، وضِد جميع الأشرار.
. وسؤال للناطق بإسم المجلس العسكرى: إن كانت حملة غدركم وقت السَحَر من صبيحة التاسع والعشرين من رمضان ضد من أسميتموهم “الأوغاد” فى ضاحية “كولمبيا” المُتاخمة لميدان الإعتصام، فما جُرم المُعتصمون الذين كانوا نِياماً فى الميدان فنكَّلتم بهم ومزقتمُوهم شرَّ ممزق؟ والمؤمن لا يكذب، لكن عسكر السودان يكذبون، “بِشَّة” كبيرهم الذى علَّمَهم الكذب والفساد وهُم على دَربِه سَائرون،
. وشعوب الدُنيا تحتفلُ بالعيد السعيد بعد صيام وقيام يرجون رحمة ربهم، والسودان مهما صُمْنَا وقُمْنَا جاء عسكر السلطان من جنجويد ودراكولات مصاصى دماء ليخَضِّبُوا صباح عِيدنا بدِماء حمرَاء قانِية يحِيلون به أملَنا الوردِىُّ إلى أحزان. ولكن برغمِ الحزن الساكن فينا ليل نهار، سنسعى بثبات لإقتلاع معقلِ الشرِّ، والعسكر فى السودان هم معقل الشر، وإذا ذهبوا جاء الخير إلى السودان، وحَطَّتِ السعادة كما الطير الخدارى الذى ساب دِيارنا ورَاح.
. والعسكر فى السودان لم يحموا الشعب يوماً من عدوٍّ، بل هُم عدو الشعب وليس سِواهم، والعسكر فى السودان عافوا كل دول الخير والسلام وإختاروا ثالوث الشرِّ حليفاً لهم، والطيور على أشكالها تقع،
. ومن سُخريات القدر أن يتحدَّث القاتل “البرهان” رأس العسكر أنه يزمع إقامة انتخابات مبكِّرة خلال تسعة أشهُر ليُسلِّم السودان لحكومة مُنتخبة! كأنّه إستلم البلد عقب فوزه فى انتخابات، فكرَّر مقولة سلفه المخلوع بدون وعى منه: (الذى يريد الحكم يأتى عبر صناديق الإنتخاب). هذا ما رسخ فى عقله من دروس البشير، وقوله هذا سوف يهوى به قريباً إلى مذبلة التاريخ. 
ونسأله: ألا يعتقد البرهان أن الجماهير التى أطاحت بالبشير لقادرة على أن تفوز بأى انتخابات تجرى اليوم وليس بعد تسعة أشهر؟. 
ومتى يفهم البرهان وملأه أنَّ طول الفترة الانتقالية مهمة لتثبيت أركان السودان كدولة؟ وليس”دفن الليل اب كراعاً بَرَّة” الذى يُمليه عليه أصحابه من فلولِ كيزان الدولة العميقة الذين رَكَلهم الشعب بثورته الظافرة ويتحينون العودة من “الشُبَّاك” فى غفلة من الزمن؟، 
. هذا، والإنتخابات الحرة النزيهة تحتاج لعمل دؤوب فى مقدمته تصفية نظام الحكم البائد، مؤسسات وأفراد بمن فيهم جنرالات المجلس العسكرى، وتفكيك وإزالة الدولة العميقة التى يرعاها البرهان.
. ثمَّ هناك حروب قائمة فى تخوم السودان يجب إخمادها ومعالجة آثارها وعودة النازحين واللاجئين وقيام العدل فى انتهاكات الحرب هناك خلال العقدين الماضيين، وإجراء مصالحات إجتماعية، ورتق نسيج المجتمع السودانى، ثمَّ يلِى ذلك قيام انتخابات عامة حرة ونزيهة، وليست انتخابات تحت مظلة البرهان والطغمة التى ورثت الحكم من البشير، لأن الثورة طالبت بإسقاطِ النظام بكُلْكُلِهِ وليس إسقاطِ البشير رأس النظام الذى خلفه تابِعه البُرهَان، كأسوأ خلف لاسوأ سلَف.  
. ويعيبُ البرهان أنه يتحدثُ بلا دليل أو بُرهان، لا يفكِّر مَلياً ثم يتحدث، بل العكس.
المهم أنَّ المجلس العسكرى لا شرعية له للجلوس حيث يجلس الآن غصباً عن جماهير الثورة وحان الوقت ليذهب المجلس وأنصاره إلى مذبلة التاريخ،  
. اللَّهُمَّ أنَّ شعبَ السودان يشكو إليك عسكر المجلس العسكرى الذين يقودهم البرهان، اللهم فتكفَّل بهم، وأجعل كيدهم فى نَحرِهم، وأرنا فيهم ألآءِ قوتك وبطشك وجبروتك، اللهم أنزل عليهم بأساً وبطشاً يحلُّ بهم ويجعلهم كالصرِّيم، وأجعلهم عبرة لمن يعتبر، هم وحُلفاءهم الأشرار، اللهم إنَّ شعب السودان مظلوم فإنتصر. أمين.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.