سيف الدولة حمدناالله
من الممكن أن تنصلح كل الأخطاء التي ارتكبها البشير ونظامه، المؤسسات والمشاريع التي قضى عليها يمكن بنائها من جديد، المسروقات ويمكن إعادتها من اللصوص، نظام التعليم والصحة ويمكن أن يعود بجهد الخبراء الوطنيين إلى سيرته الأولى، ولكن الخطأ الوحيد الذي سوف يمنع من حدوث كل ذلك هو خازوق إسمه حميدتي، غرسه البشير في خصر الوطن قبل أن يقضى البشير نفسه وبغباء على الترياق الذي كان يمكن أن يقي البلاد من شره، وهو القوات المسلحة.
ومشكلة الفلول وبقايا النظام الذين يهللون لحميدتي ويراهنون عليه ليعيد إليهم القبضة على البلاد والسلطة من جديد، نسوا أن حميدتي الشهر الماضي ليس حميدتي اليوم، بعد أن أصبح يخرج الملوك والأمراء في إستقباله، وبعد أن تذوق طعم السير على البساط الأحمر على أنغام السلام الوطني، و أصبح الذي يسير خلفه ويحمل له حقيبة سفره ضابط نظامي برتبة فريق أول.