الجمعة , أبريل 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / الزعيم الغيور..على محمود حسنين..مع الخالدين..

الزعيم الغيور..على محمود حسنين..مع الخالدين..

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الوالى الكريم والصلاة على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه مع التسليم..
تعلقت همته بالثريا..فسعى لها..
الزعيم الغيور..على محمود حسنين..مع الخالدين..
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه..فمنهم من قضى نحبه..ومنهم من ينتظر..وما بدلوا تبديلا.. ) صدق الله العظيم..
ترددت كثيرا فى الكتابة عن الراحل الكبير..شيخ المناضلين الصامدين المصادمين.. لحقب طوال..الاستاذ المحامى طيب الذكر..على محمود حسنين الذى مضى لجوار ربه مبكيا على فضائله الجمة.. وخصاله الحميدة.. امس الجمعة ..وشهد وداعه جمهور حاشد .. اعترافا بفضله.. وحزنا على فقده الفاجع.. ماذا اقول عن رجل قامة باسقة وشامة وضيئة فى وجه وطننا العزيز..رجل سيرته ومسيرته بصفاء سريرته النقية.. لم يغادر الكتاب شاردة أو واردة فى مسيرته القاصدة وما لاقاه من بلاء ومصائب ومصاعب.. جعلته يتحسس بيده حبل المشنقة ..المهين الملتف حول عنقه..قاب قوسين أو أدنى..ليست مرة واحدة ولكنها مرات ومرات..والحمد لله فى كل مرة سلمت الجرة..حتى اكرمه الله بان يؤدى كثيرا من رسالته الوطنية.. ويؤدى سجدتى شكر لله.. يلثم خلالهما ثرى وطنه الذى أحب.. بعد عودته من المنفى..ويحمله ثوار بلاده الاشاوس على اعناقهم.. في ميدان الاعتصام.الشهير تقديرا لدوره الوطنى.. واحتراما لشخصه المناضل.. مرتين عندما أتاهم متضامنا عند عودته من منفاه الاختيارى فى بريطانيا.. والذى دام عقدا من الزمان.. حينها بكى وابكاهم.. وهو يخاطبهم من منبر الاعتصام العصى..والمرة الثانية والاخيرة عندما جاءهم محمولا على اعناق الرجال وهو مغطى بعلم الاستقلال..فصلوا عليه وبكوه..بدمع الدم ..وودعوه.. الى بيته الدائم..مع الشهداء فى مقابر احمد شرفى..
سيرة الراحل الكبير الجهادية القاصدة من الركاب الى التراب ..معلومة ومقدرة من الشعب السودانى ال
معلم..اريد فقط ان اسلط بعض الاضواء على بعض مواقفه وصفاته من خلال معرفتى الشخصية ومعايشتى له.. وتتلمذى على يديه  ..فقد كان الفقيد العزيز شهما شجاعا كريما..لا يهادن ولا يساوم ولا يجامل فى قناعاته واهدافه الوطنية..كنا طيلة سنوات المقاومة لنظم القهر والفساد والاستبداد..نراه فيلقا لوحده.. مقاوما ..يتفق معه كثيرون ويختلف معه اخرون..ولكن يتفق الجميع على احترامه والتواد والتواصل معه..عنده المبادئ هى الاساس مهما غلا وصعب التمسك بها..فهو لا يركن للمصالح الذاتية..مما جعله معارضا على الدوام ..حتى لتلك الحكومات التى كان حزبه الوطنى الاتحادى..او الاتحادى الديموقراطى شريكا فيها..
تعرض للملاحقة والفصل من العمل والاعتقال والمحاكمة بالاعدام والسجن..والنفى وغيرها من المضايقات..
تصدى لفساد بعض مسؤولى نظام الفريق ابراهيم عبود عام1962م..وهو قاضى صغير..دفع ثمن اصراره على ملاحقة الفاسدين..تشريدا من وظيفته المرموقة..لم ينحن او يتراجع.. بل مضى قدما مرفوع الرأس..  نحو القضاء الواقف..حيث سجل صفحات من نور فى سعيه لتحقيق العدالة ونصرة المظلومين ..دون من او اذى او تفاخر ..وكانت ابواب مكتبه.. وبيته مشرعة لكل صاحب حاجة او غرض..
كان من قادة انتفاضة الثانى من يوليو المجيدة عام1976م..تخطيطا وتنفيذا..وعندما فشلت كان من ضحاياها تعذيبا ووقوفا امام المحاكم العسكرية الميدانية فى محكمة سلاح الموسيقى..لقد عشت معه واخرون لحظات فاصلة بين الموت والحياه.. وكنا حينها للموت اقرب منا للحياة..وقد كنا نتحسس رقابنا.. من اثر حبل المشنقة.. الذى كنا نراه عيانا فى النوم والصحو..كان الراحل الكبير يبث فينا الامل والتفاءل وهو يتولى تلقيننا الحجج للدفاع عن انفسنا..قضينا اكثر من اسبوعين فى عنبر الموت فى المهندسين..فقد حدثنا الحراس.. بان لا احدا خرج حيا من هذا العنبر المشؤوم..ثم واصلنا مشوارنا معا داخل سجن كوبر والسجون الاخرى..بعد تم تخفيف الحكم علينا الى السجن المؤبد..ظلت المجاهدة ام شهاب تمدنا بالطعام والدواء والكساء بكل الوسائل والحيل..ذكرت ذلك شكرا وعرفانا لها وهى فى حزنها الكبير المقيم..وتوالت الاعتقالات والسجون والمنافى طيلة سنوات العهد الغيهب المطاح به..
كان على محمود.. عليا فى مقامه.. ومحمودا فى فعاله.. وحسنا فى قوله.. يتطاول ويسرع عند الفزع ويبطئ عند الطمع..كان يغشى الوغى ويعف عند المغنم..ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا يا أبا شهاب.. لفراقك لمحزونون..ولا نقول الا ما يرضى الله..
اسال الله العلى العظيم ان يدخله جنة النعيم..ويطرح البركة فى زوجه.. ابنائه وبناته..واصهاره.. وحفدته وأسباطه.. واخوانه احمد ود.عثمان واولادهم وبناتهم وال حسنين.. وان يربط على قلوبهم..وعزاء خاص الى زملائه ومحبيه من منسوبى الحركة الاتحادية ..وللسادة الادارسة والاهل فى العاصمة ودنقلا وارقو ولندن..ولجيرانه وللوطن العزيز
وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..اخوكالحزين
عبدالرسول النور..

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.