من تحت الحريق

أول مقال للكاتب إسحق أحمد فضل الله بعد سقوط البشير

(١)

مساء الخامس من أبريل المشؤوم نجتمع برفقة الرئيس بعد إجتماع لجنته الأمنية مع عدد من اهل الأمن والصحافة منهم المتحمس عبد الماجد عبد الحميد ويوسف عبد المنان والرزيقي ، بعد انتهاء الاجتماع انفردت بالرئيس بوساطة المقدم (م . ع) وقلت له فيما قلت إن الشغلانة (صفرجت) وانك (مقنطر) ضحك ضحكته المشبعة بالثقة .. ما زاد انقباضي وغم نفسي …
(٢)
في الساعات الأولى من صباح يوم ٦ ابريل وبينما قوش ينهي إجتماعا مع قيادة هيئة العمليات ويشتبك لفظيا مع عثمان انجليز حول خطة التعامل مع موكب القيادة اذا ما تحول لاعتصام …وبالمناسبة عثمان انجليز كان يعلم خطة تجمع المهنيين وكان مطلعا عبر أحد اذرعه فيه الدكتورة (أ . م) عبر صديقها المقرب …
(٣)
مساء السابع من ابريل ذهب قوش للرئيس وعرض له تقرير الموقف الأمني والاستخباري ، ثم خرج منه ليجتمع بالفريق عبد الله مهدي رئيس الدائرة الفنية بالجهاز ، والذي أعطاه رؤية حول ما يجري كاملا …

(٤)

في العاشرة صباحا يوم ٨ ابريل وبمكتب عادي بقسم الحرب النفسية غرب قاعة الشهيد الزبير كان الفريق اول برهان قد اجتمع مع حميدتي واتفقا معا على نهاية مرحلة (قنطرة) الرئيس استعدادا للتسديد ، وابنعوف كان جزءا من خطة برهان لكنه لا يعلم أن نهايته ليست في صالحه …

(٥)
في مساء ٨ ابريل حميدتي يجتمع مع ابنعوف ينقل له موافقة برهان على خطة الخروج الآمن للرئيس ، والتي كانت أشبه بخطة (فالكيري) في عهد الزعيم النازي هتلر ، والتي كان البشير قد شارك في وضعها في أكتوبر ٢٠١٨ ….

(٦)
صباح ٩ ابريل يحشد حميدتي نخبة قواته واكثرهم انضباطا وولاء له وقربا منه ويملأ بهم شوارع الخرطوم ، بكامل عتادهم ، وقوش يقنع البشير بأن هذه الخطوة لا خوف منها ، وقوش يعلم أن برهان لن يحرقه إن هو ساعده في حرق ابنعوف ….

(٧)
مساء ٩ ابريل صدرت الإشارة لكل وحدات الجيش بالتأهب الكامل لاستلام السلطة ، اتصلت بالاخوة في التنظيم الخاص واتفقنا على اللقاء وقبل أن أخرج اتصل بي قوش قائلا (الموضوع انتهى) عرفت بعدها انه تم القبض على اغلب رؤوسهم …..

(٨)

صباح ١٠ ابريل برهان وابنعوف وحميدتي وقوش يجتمعون لوضع كامل اللمسات الأخيرة ، يخرج منهم ابنعوف ليلحق اجتماعه برئاسة الاركان ويجتمعون هم اجتماعا اخر عبر اتصال تلفزيوني (مؤمن) عبر فريق فني مصري مع (طه عثمان من السعودية) و (فريق أمن متقاعد من أبوظبي)  و (رئيس المخابرات العامة المصري) ….

(٩)

مساء ١٠ ابريل ابنعوف يسجل البيان ، ويرسل صباح الأحد للتلفزيون لكنه يعترض بواسطة جهة خارج السيطرة لكنها تتبع ل قوش  ، يؤخذ الفلاش وتعاد مراجعته وتطالب الجهة بإعادة التسجيل او المونتاج يوافق قوش على ذلك ، لكن حميدتي يعيد إرساله برفقة ٢٠ سيارة مسلحة ويبث رغما عن اعتراض الجهة ….

(١٠)

١١ ابريل وبعد البيان يجتمع حميدتي وبرهان مع قوش ويتفق الاثنين على ابعاد قوش مقابل صفقة عادلة ، وابعاد ابنعوف بصفقة (ما) ويكلفان المقدم (س .ا) بكتابة بيان تنحي ابنعوف ، تزامنا مع رفض حميدتي للمشاركة في المجلس العسكري ..

(١١)

نهار ١٢ ابريل يتلكأ ابنعوف في قبول العرض ، لكن طه عثمان يخرج له (سي دي) فيقبل مرغما لكنه يطالب بلقاء أخير مع الرئيس … لم يقابل الرئيس وانما تلى الورقة التي كتبها المقدم (س) لتبث مساء اليوم نفسه ..

(١٣)

الان يحكم السودان برهان وطه والسعودية ومصر والإمارات وحميدتي ، والسياسي  رجل الأعمال المرتبط بالنظام السابق والداعم للحراك بقوة له صلة قريبة جدا وتنسيق متين مع برهان وحميدتي وما يفعله المجلس العسكري ليس استجابة لرغبة الشارع وانما تنفيذا لخطة اتفق عليها السياسي مع حميدتي بمزرعة الاخير بسوبا شرق يوم ٢٩ مارس المنصرم ولا يعلم بها الا شخصين من إعلان الحرية والتغيير أحدهما فتاة لها (سي دي) بحوزة جهة ما ….

(١٤)

الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني صارتا من الماضي …. هذه حقيقة تدحض كل كذبنا السابق وهو كذب لله وللتنظيم …. لكن لا سبيل غير اتخاذ الحركة والحزب وكتائب الظل والامن الشعبي فزاعة لينفذ النظام الجديد أجندته وأجندة طه عثمان وكفلائه …. ولا مانع من عملية إرهابية نوعية تتخذ ذريعة لاتخاذ إجراءات أكثر شدة ضد العدو المتوهم (الحركة الإسلامية) …

(١٥)

اما عن مصير شخصي الضعيف فما انا الا شخص أعزل في العيلفون من يحمل ضد تهمة غير الكذب فليأتني ببلاغه وأمر قبضه …