الجمعة , مارس 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / منو الفي الدنيا ما فاكر شوارع الثورة جيابة شنو البيتش شمش باكر تظاهر ناس و اضرابها مجرد فرد يا قاصر و إرادة الشعب غلابة

منو الفي الدنيا ما فاكر شوارع الثورة جيابة شنو البيتش شمش باكر تظاهر ناس و اضرابها مجرد فرد يا قاصر و إرادة الشعب غلابة

لم تسقط بعد ، حتى الخامس عشر من ابريل 2019, مازالت دولة التمكين تناور عبر مجلس الانقلاب العسكري الذي سمى نفسه انتقاليا و توارت خلفه كل قوى الثورة المضادة. فهو لم يكتف باغتصاب السلطة و عدم تسليمها لقوى الثورة و قيادتها في قوى اعلان الحرية و التغيير، بل ترفع عن القيام بأي واجب تفرضه الإرادة الثورية التي سعت لإسقاط النظام و تفكيك دولة التمكين، و تمادى اكثر بالاجتماع بالاحزاب التي كانت تشكل سلطة النظام البائد ليشاورها في تكوين الحكومة الانتقالية التي من المفروض ان تكنس اثارها !!!
فالمجلس و قوى الثورة المضادة يستخدمان تكتيكات يجب الا تنجرف اليها قوى الثورة، و هما يعملان على عدة مستويات منها: التشكيك في تجمع المهنيين، و محاولة خلق انقسام في تحالف اعلان قوى الحرية و التغيير ، و تفكيك الاعتصام بالقصف المعنوي تمهيدا لفضه ، و المماطلة في المفاوضات لادخال قوى اخرى اليها من قوى الثورة المضادة تحت دعاوى عدم الاقصاء، و حماية المجرمين و عدم القبض على ايا منهم، و التباطؤ الشديد في تفكيك مؤسسات دولة التمكين. و هما يوظفان في ذلك ادوات الإعلام الرسمية التي مازالت تعمل و كأن الثورة لم تحدث، و يحاولان استعادة زمام المبادرة في وسائل التواصل الاجتماعي، كما يستميتان في تعزيز تمركزهما في الجيش بعد انكسار الاجهزة الأمنية، و استخدام السيطرة الاقتصادية كأداة لتمويل نشاط الثورة المضادة و شراء الذمم. كذلك تمكنا من إعادة استقطاب حميدتي الذي بدأ محاولا التمركز في الوسط و الاقتراب من حركة الجماهير، بتحويله الى جزء اصيل من السلطة عبر تعيينه نائبا لرئيس السلطة الإنقلابية.  و لهذا شاهدناه اليوم في محاولة فض الاعتصام . و بالطبع سوف تتواصل محاولات فض الاعتصام و لن تتوقف. و حميدتي الان يتعامل كسلطة بعد ان اصبح الرجل الثاني في الدولة. و يجب فهم التحول في موقفه و انه اصبح خطرا على الاعتصام بعد ان تحول لسلطة، مع ضرورة عدم الدخول معه في مواجهة و محاولة تحييده ما أمكن.
ازاء ما تقدم ، المطلوب هو  فضح هذا الاتجاه الذي يتمناه مجلس الانقلاب و عدم الاستسلام له، مع الاهتمام بالمحافظة على ادوات الحراك التي تتعرض الان الى فرز مبكر قبل انجاز المهمة و اسقاط النظام، تأثرا بنشاط قوى الثورة المضادة، التي تستفيد من الأخطاء المتراكمة للحراك. لذلك لابد من التنبه و وضع تكتيكات تصدي عاجلة، مع عدم الركون للاحباط و فقدان الثقة في النفس و في الجماهير. صحيح ان المعركة صعبة و شرسة جدا، لكن الانتصار فيها حتما معقود بلواء حركة الجماهير.
و لسنا في حاجة للقول بأن الشرط الاول للانتصار ، هو الحفاظ على وحدة الجماهير و حماية اعتصامها و ضمان استمراره، عبر حماية و حدة قوى اعلان الحرية و التغيير، دون اغفال لوجود اصراعات بين مكونات التحالف. و من المهم وضع ضوابط للعمل المشترك التحالفي في هذه اللحظات الحساسة، و تحديد من يفاوض بصورة جماعية، و رفض المبادرات الفردية و توحيد الخطاب. و في هذا السياق نرجو ان يكون الحزب الشيوعي قد اوصل رايه الذي نشره في بيانه حول التفاوض لحزب المؤتمر و حزب الأمة قبل النشر. اذ من الطبيعي ان يكون هناك صراع بين قوى نداء السودان و قوى الاجماع الوطني داخل تحالف قوى اعلان الحرية و التغيير ، فالاولى تنازلت عن خطها القائم على الهبوط الناعم تحت ضغط الحراك الذي فاجأها لا عن قناعة، و اي ضعف في قوة الضغط الجماهيري سيعيدها الى خطها الاساسي. و المهم هو الحفاظ على ضغط الجماهير الذي سيجبر ما تبقى من النظام على تقديم التنازلات، كما سيجبر نداء السودان على عدم العودة لخطه القديم و القبول بإجراءات الهبوط الناعم. المهمة صعبة لانها تتقوم في الحفاظ على الوحدة مع إدارة الصراع، و مواجهة الثورة المضادة في نفس الوقت، لكن التراجع ليس خيارا بأية حال.
و في تقديرنا ان  المطلوب هو قيام قوى اعلان الحرية و التغيير بهجوم مضاد لهجوم الثورة المضادة، ينبني على الحفاظ على وحدة المعارضة، و في نفس الوقت يطرح هذه القوى كسلطة مدنية بديلة و موازية لمجلس الانقلاب العسكري بدعم الشارع، بدلا من انتظار مجلس الانقلاب الذي اتضح انه اللافتة التي تتخفى خلفها قوى الثورة المضادة. و مثل هذه السلطة التي تتمتع بسلطة سيادية و تنفيذية و تشريعية لحين تكوين حكومة و برلمان بعد استلام السلطة فعليا، ستجد الدعم حتما من المجتمع الدولي و خصوصا الاتحاد الافريقي الذي امهل الانقلابيين خمسة عشر يوما لتسليم السلطة لحكومة مدنية كما تردد ، و الاتحاد الاوروبي الذي ظل ينادي بنقل السلطة إلى حكومة مدنية.
فإعلان السلطة المدنية يخلق سلطة موازية لمجلس الانقلاب، على عكس تعيين حكومة مدنية مقصور دورها على القيام بدور الجهاز التنفيذي فقط. فإعلان حكومة يعني اعلان سلطة تنفيذية فقط ليس لها جانب سيادي ، و بالتالي لن تكن موازية لمجلس الانقلاب الذي احتكر السلطة السيادية، و من الممكن له ان يعترف بها و يدخل الجميع في ورطة. فاعترافه بها خصوصا و انه يدعو القوى لتقديم تصورها و مرشحيها للحكومة، يعني اسقاط كل الحجج للاستمرار في الاعتصام و يصفي الثورة و يحتويها، و في نفس الوقت يحتفظ للمجلس الانقلابي بوضعه المتفوق الحالي.
و الخلاصة هي انه بالرغم من ان الوضع شديد التعقيد،  و ان الثورة المضادة قد نشطت بشكل كبير و هي تستخدم كل ادواتها و تتمترس خلف مجلس انقلابها، الا ان المبادرة مازالت بايدي الحراك و اعتصامه الذي لا بد من المحافظة عليه و دعمه، و مواكبته بالتظاهر و بتحريك مدن الاقاليم و تعزيز الاضراب و ايقاف دولاب الحياة، لحين استسلام مجلس الانقلاب و تسليمه السلطة لممثل الجماهير. و حتى يتم ذلك ، على قوى الحرية و التغيير مواصلة نشاطها و تعزيز تفوقها في وسائل التواصل الاجتماعي، و الضغط لتحرير أجهزة الإعلام الرسمية من قبضة دولة التمكين، و الضغط على مجلس الانقلاب و التفاوض معه على تسليم السلطة فقط وفقا لما تم إعلانه منذ وجود المخلوع البشير باعتباره امتدادا لنظامه، و كذلك الضغط على مؤسسات التمكين الاقتصادية لدولة التمكين بصور مبتكرة لحين تفكيكها لاحقا، مع الحفاظ على تنوع ادوات الحراك.
و قوموا لثورتكم  و احموا حياضها  و لا تنجرفوا مع تكتيكات الثورة المضادة  فانتم الاقوى و الاجدر بالانتصار الشامل و هو قريب

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.