الخميس , مارس 28 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / قولوا للمجلس العسكري:

قولوا للمجلس العسكري:

لمن يقولون: نعطيهم فرصة
الحراك الشعبي الذي أطاح بعمر البشير، ليس من صنع العسكر الذي يزعمون أنهم يركبون موجة الحراك، في حين انهم في واقع الأمر ينقلبون الحراك، ويضعون مطالب الثوار في ثلاجة معطوبة حتى تتعفن بمرور الزمن ولا تصلح للتداول، وجاءوا بابن عوف خليفة للبشير ولما رفضه الثوار لأنه جزء أصيل ومكشوف من النظام المراد نسفه، تراجعوا خطوة وأتوا بالفريق عبد الفتاح برهان الذي أضاف بعض الثوم والشمار لبيان ابن عوف، وقال كلاما انشائيا عن الحريات واطلاق سراح المعتقلين بموجب قانون الطوارئ (يعني ليس المعتقلين السياسيين قبل فبراير الماضي)، وتشكيل حكومة مدنية بالتوافق (يعني بشرط موافقة المجلس العسكري على عضويته).
وجاء الفريق عمر زين العابدين كناطق رسمي قال كلاما كثيرا، بعضه وعود ومعظمه وعيد، ثم فجر قنبلة في وجه المجلس العسكري عندما قال إنهم كعسكريين استولوا على السلطة “ما عندنا حلول”- كررها “ما عندنا حلول جيبوا انتو الحلول ونحنا نطبقها”.
طيب: إذا ما عندك حلول جاي ليه؟ ولماذا تقطع الطريق أمام من يعرفون مشكلات البلاد وظلوا يعدون الحلول لها من خلال لجان مهنية متخصصة؟ ولكن الاعتراف بأن المجلس العسكري غير معني بتوفير الحلول لمشكلات البلاد يكشف مصير مجلس الوزراء المدني الذي سيكون أعضاؤه (الوزراء) مطالبين ب”اقتراح” السياسات والمبادرات لإخراج البلاد من الحفرة التي أنزلتها فيه حكومة البشير، ولكن القرار بشأن تطبيقها يبقى في يد المجلس العسكري الذي سيكون السلطة التشريعية (البرلمان المكون من 9 جنرالات) ويصدر القوانين في شكل مراسيم “عملا بالسلطات المخولة لي بموجب… قررت ما يلي”، ويصبح القرار ملزما للوزير الافندي.
وقد انطلت حيلة العسكر على البعض، ومن هؤلاء البعض من رابط في الساحات وناضل ونازل واستبسل وصولا الى الاعتصام التاريخي امام القيادة العامة للجيش، فصار يقول: نعطيهم فرصة لنرى كيف سيكون وفاؤهم بوعودهم!! أي وعود الله يهدينا ويهديك؟ ينبغي أن تكون انت صاحب القرار لأنك الثائر الذي واجه زبانية قوش وعلي عثمان وعانيت منذ المهد من البطالة والفقر والمرض؟ لماذا تعطي توكيلا وتفويضا مفتوحا لأشخاص لا تعرفهم وكانوا حتى الخميس الماضي في الخندق المضاد بينما أنت مسنود بالملايين من إخوتك ولا تحتاج وصاية من أحد؟ هل تدرك أنك تخون دماء من استشهدوا ليجعلوك ويجعلوني أعيش حرا كريما في أمن وأمان دون خوف من قوش أو “الجهاز” او الامن الشعبي او الطلابي؟ هل تريدون للكنداكات الباسلات ان يتوشحن بالسواد والرماد لأعوام قادمات؟ هل تضمن أن عسكر المجلس الانتقالي لن يقولوا بعض انقضاء سنتين ان الجماهير تريد منهم الاستمرار في الحكم؟ هل تستبعد نقض العهود، وقد عرفت كم كان البشير كاذبا قليل الحياء؟ هل تستبعد ان احد هؤلاء الجنرالات سيخوض الانتخابات بعد سنتين او ثلاثة بعد طبخها بالطريقة البشيرية ويواصل التدكترة علينا لسنوات طوال؟
لا تخونوا ثورتكم وتبيعوا دماء شهدائكم بوعود فارغة، فالنظام الذي ناضلتم لاستئصاله قائم بشخوصه ومؤسساته وبنوكه وسلاحه، ويا ويلكم وويل بلادنا إذا تراجعتم خطوة واحدة عن مسعاكم للخروج ببلادنا من نفق مظلم مليء بالثعابين السامة والضباع الشرسة- قوتكم في تلاحم صفوفكم والتفافكم أمام وخلف من بايعتموهم قادة للحراك الثوري الذي ما زال يلهم الملايين في مختلف أنحاء العالم.

قولوا للمجلس العسكري:
شكر الله سعيك وما قصرت فقد ساعدتنا في تقصير المشوار ولكننا لا نريد منك ان تكون امتدادا لعهد بغيض فاسد مجرم بذلنا الروح والعرق للخلاص منه، كونوا يا جنودنا وفخرنا حراسا للوطن من الفتن والإحن والأعداء، ولكن لا يجوز لبضع عشرات او حتى آلاف منكم أن يفرضوا الوصاية على الملايين بقوة السلاح
إذا غادرتكم ساحة الاعتصام فعلى ثورتكم السلام، فكونوا أوفياء لعهد قطعتموه لبناء وطن آمن يعيش فيه الناس سواسية، وسيلعن التاريخ كل من يبيع دماء الشهداء ويخون عهوده مع رفقة النضال، وعليكم إدراك أنكم أقوياء بسواعدكم العارية، وتستطيعون صوغ الحياة القادمة بالصورة التي تشتهون برغم مكائد شخوص دولة الإنقاذ العميقة التي ما زالت متماسكة، اعتصموا بحبل الله وببوابات القيادة العامة توطئة للزحف على أجهزة الدولة لتحريرها وتمليكها للشعب الذي هو أنتم.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.