الجمعة , أبريل 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

غدا الخميس

 ، فليكن زحفا حامل ألوية النصر وخميسا مشهودا وزحفا عرمرم وسيل هادر  ، حتي تسمع البوادر والحضر جاءنا هتاف من عند الشارع ، أن حضورك واجب مقدس لا يتخلف عنه حتي ذوي الأعذار  ، فلصوتك قوة الحق التي تصيب سلاح الظالمين بالخرص  ، فنجدد النداء ،  دعوة لعشاق الوطن  ، ومناشدة لمحبي الإنسانية وثوار الكرامة ، هذا نداءٌ للناس ، لكل الناس ، للآخذين بيد الأمة ، الذين فيهم نسمة مروءة وشرارة حمية ، الذين يعرفون وظيفتهم تجاه الإنسانية ، المتلمسين لإخوانهم العافية ، الساعين فى رفع الضغط عن العقول ، الدافعين لغيوم الأوهام التى تمطر المخاوف ، شأن الطبيب فى إعتنائه أولاً بقوة جسم المريض ، وأن يكون التنبيه والإرشاد متناسباً والغفلة خفةً وقوة ،فالساهى ينبه بصوتٍ خفيف ، والنائم يحتاج الى صوتٍ أقوى ، والغافل يلزمه الصياح والزجر ، وهذا النوع الأخير إيقاظه يحتاج الى نطاسىٌ بارع يسقيهم مُراً من الزواجر والقوارس علٌهم يفيقون ، وإلاً فهم لايفيقون حتى يأتى القضاء من السماء ، فتبرق السيوف وترعد المدافع وتمطر البنادق فحينئذ يصحون ولكن صحوة الموت !! أؤلئك الذين جمعتهم الوثبة ، وثبة الإستبداد وغطرسة المستبد ، فصغروا نفوسهم الصغيرة أصلاً المهزومه فصلاً ،وترقوا فى درجات الإنحطاط وصاروا لغير ما خُلقوا له ، وأستمرأوا النذالة وارتضوا الذل وعاشوا الوضاعة والسفالة فى أسفل سافلين ، فياترى هم أحياء فنحيهم بالسلام أم أموات نسأل لهم الرحمة !! ونقول لهم ياهؤلاء لستم أنتم بأحياءٌ عاملين ولا أمواتٍ مستريحين ، بل أنتم بين بين ، فمالكم تدعوننا الى الشقاء المديد والناس فى نعيم مقيم وعزٍٍٍٍ كريم أفلا تنظرون ؟ وماهذا الإنخفاض والناس فى أوج الرفعة ، هل طابت لكم طول غيبة الصواب عنكم ؟ أم أنتم كأهل ذلك الكهف ناموا ألف سنة ثم قاموا ، وإذا بالدنيا غير الدنيا ، والناس غير الناس ، فأخذتهم الدهشة والتزموا السكون ، الذين يحضرون ويلتفون حول قاتلهم ويرجون منه مايرجون ، قد فتر عزمهم وقلت  حيلتهم ، معرفتهم مقصورة فى ذاتهم ، يشكون حاضرهم ويحنون للماضى ، ويبيعون أهلهم ويشترون الدنيا بالآخرة ، ولايدرون أن الحاضر ناتج ماضيهم ، فسواده من سواد أفعالهم ، وتردى فكره من إنحطاط أقوالهم ، أين الدين ؟ أين التربية ؟ أين الإحساس ؟ أين الغيرة ؟ أين الجسارة ؟ أين الثبات ؟ أين الرابطه ؟ أين المنعة ؟ أين الشهامة ؟ أين النخوة ؟ أين الفضيلة ؟ أين المواساة ؟ هل تسمعون أم أنتم صمٌ لاهون ، الى متى هذا التقلب على فراش البأس ووسادة اليأس ، فأنتم مفتحة عيونكم ولكنكم نيام ، لكم أبصار ولكنكم لاتنظرون ، فلا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور ، لكم سمع ولسان ولكنكم صمٌ بكمٌ ، تخشون الحق ، وتحبون الباطل ، وتحيون كيفما ، بفساد رأى وضياع عزمٍ وفقد الثقة بالنفس وترك الإرادة للغير ، فقد ينفع اليوم الإنذار واللوم ، أمًا غداً إذا حلَ القضاء فلايبقى لكم غير الندب والبكاء ، فإلى متى هذا التخادع والتخازل ، فإن الليل وإن طال سيأتى الصباح ، حينها لاينفع ولا جدوى للصياح ، يوم أمواج الحق تهدر وثواره من كل حدبٍ ينسلون ، وعندئذ لو أردتم حِراكاً لاتقون ، بل تجدون القيود مشدودة والأبواب مسدودة لانجاة ولامخرج –
أيها الشرفاء ، إن كانت المظالم غلَت أيديكم وضيَقت أنفسكم حتى صغرت نفوسكم وهانت عليكم الحياة وأصبحت لاتساوى نقيراً وتشابكت أصفارها وتباعدت أسفارها ، وأمسيتم لاتبالون أتعيشون أم تموتون ، فهلاً أخبرتمونى لماذا تحكِمون فيكم الظالمين حتى فى الموت ، أليس لكم من الخيار أن تموتوا كيفما تشاءون ، لاكما يشاء الظالمون ؟ هل سلب الإستبداد إرادتكم ؟ كلا ، إن أنا أحببت الموت أموت كما أحب ، فإن كان الموت حتماً فلماذا الجبانة ؟ وإن كنت أميناً فلم الخيانة ؟ فإن أردت الموت فليكن اليوم قبل الغد ، ولكن بيدى لابيد  عمرو أليس :

وطعم الموت فى أمرٍ صغير
كطعم الموت فى أمرٍ عظيم

محمد عثمان المبارك

 

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.