*هل سيتم إختطاف الثورة السودانية من منصة الثورة نفسها  وبشعاراتها؟*

*د.أحمد بابكر* 

بخصوص المؤتمر الصحفي الذي سيعقد الأربعاء 13 فبراير بدار حزب الأمة والذي دعت له مجموعة*الحرية والتغيير* وهي مجموعة تكونت من تجمع المهنيين والإجماع الوطني ونداء السودان والأحزاب الإتحادية المعارضة . .
لاشك أن تمليك الحقائق والتواجد على المسرح الإعلامي مهم لمثل هذا التحالف،  لكن هذا المؤتمر يأتي ضمن ظروف وتحركات تضع تساؤلات استباقية لما سيطرحه هذا المؤتمر غدا الأربعاء. .
بداية هناك تحركات محمومة من مجموعات الهبوط الناعم(الهبوط الناعم هو مصطلح يفيد بعمل تسوية مع هذا النظام وتعترف بوجوده مع بعض التنازلات هنا وهناك ) داخليا وخارجيا لكي تنتهي هذه الإنتفاضة في أقصى تجلياتها بتنحي البشير عن السلطة ومعه بعض الرموز المعروفة من الإسلاميين، مع الإبقاء على كل مرتكزات النظام،لأن هذا النظام لم يعد هو نظام الجبهة الإسلامية فقط وإنما هو منظومة تعبر عن مصالح شريحة سياسية وإقتصادية ترى في تفكيكه خطر عليها وعلى امتيازاتها ومصالحها وربما خروجها النهائي عن دائرة الفعل السياسي والنفوذ الإقتصادي والمجتمعي. 
هذا بالإضافة لمصلحة المجتمع الدولي في وجود هذا النظام لأسباب كثيرة أهمها انه خادم مطيع لتنفيذ مطالبها، وكذلك في عدم وجود ديمقراطية مستقرة ومنتجة وناجحة.
ولذلك شاهدنا كم المبادرات التي نشطت وكذلك الحديث عن إمكانية وأهمية طرح المبادرات كن بعض الكوادر القريبة من القيادات التي تعتبر من دعائم وأدوات الهبوط الناعم وإنقاذ النظام .
نشط حزب المؤتمر الشعبي توأم المؤتمر الوطني في طرح مبادرة لإنقاذ الإسلاميين ونظامهم. .
كذلك تم تحريك بعض الشخصيات المحنطة التي يتم تفعيلها عند الحاجة إليها فتم نفض الغبار عن د.الجزولي الإسلامي الذي ساهم في إجهاض انتفاضة مارس أبريل،وتم إخراجه من القبو ومجموعته بمبادرة السلام والإصلاح والتقوا بالصادق المهدي الذي اتفق معهم في ماطرحوه!!!!
ثم يأتي الإعلان عن مؤتمر صحفي للصادق المهدي ومن ثم يتم الغاءه بحجة مزيد من المشاورات..وواضح أن المؤتمر كات يهدف إلى طرح مبادرة يكون فيها الصادق كوسيط بين الشعب المنتفض والنظام.
ويأتي هذا الإعلان عن مؤتمر صحفي لقوى الحرية والتعديل ضمن هذا الظرف وفي مقر حزب الأمة مثيرا جدا. .خاصة في ظل اعتقال كافة قيادات وكوادر القوى المناهضة لأي تسوية أو تفاوض أو حوار مع النظام ولاترى اي حل إلا في إسقاط  كامل النظام وليس رأس النظام( البشير) .
هناك تساؤلات مهمة هل تم إلغاء مؤتمر الصادق المهدي لكي يعتلي منصة الحرية والتغيير وبالتالي تكريسه كزعيم للمعارضة مما سيتيح له طرح مبادراته المعروف أهدافها سلفا؟ 
هل سيطرح المؤتمر الصحفي مبادرة عن البحث عن مخرج وذلك عبر طرح نقاط تتحدث عن تنحي البشير وتكوين حكومة انتقالية (وليس سلطة انتقالية) أي الحديث عن حل متفاوض عليه يشمل المؤتمر الوطني نفسه. …
أي طرح سقفه الأدنى أقل من إسقاط النظام وكل النظام ..وتكوين سلطة انتقالية تقوم بمحاسبة كل من اجرم في حق الشعب منذ 89 وتعمل على تفكيك كل مرتكزات الإنقاذ وووالخ 
أي طرح غير هذا الطرح يجب أن لايمر على من هم على الأرض ويجب قطع الطريق أمام اي طرح ملتبس يتحمل أكثر من تفسير كما درج بعض السياسيين في تصريحاتهم والتي غالبا ما يتبعها سيل من بيانات النفي وتصريحات لاحقة بتوضيحاتها. ..

*#احمد_بابكر*

*الثلاثاء 12 فبراير 2019*