الجبهة الوطنية العريضة ترد على مبادرة مجموعة ال ٥٢ و غيرها من المبادرات

بِسْم الله الرحمن الرحيم

فى أواخر عام ٢٠١٥ تنادت مجموعة عُِرفت بمجموعة ال ٥٢ باصلاح النظام عبر مكافحة الفساد و ارساء أسس الحكم الديمقراطي عبر حكومه انتقالية لا عزل فيها لأحد وقد قُبِرت هذه المبادرة فى مهدها فلم يقبل بها النظام ولم يقبلها من يسعون لإسقاط و إزالة النظام
وقد رأى بعض أعضاء هذه المجموعة بعد اندلاع ثوره ١٩/١٢/٢٠١٨ الشعبية الشاملة و التى جعلت شعارها الواحد الأوحد الوحيد  تسقط بس ان يعيدوا مبادرتهم الإصلاحية تلك عل ذلك يوقف هدير الثوره و قَد تبرأ عن هذا المسعى بعض من كانوا فى المبادرة 
تقول الجبهة الوطنية لمن تبقى من اصحاب المبادرة و لمن يفكر في اَي مبادرة مماثلة مايلي
اولا
الثورة التى انتظمت كل المدن و القرى فى كل الولايات لا يدعي احد انه من فجرها او يمسك زمام امرها بل هى ثوره يقودها شباب و شابات الوطن و قد انطلقت من رحم المعاناة من نظام الانقاذ المجرم طيلة ثلاثين عاما و قد حددت الثورة مسارها و هدفها وهو إسقاط و ازالة النظام و كل مؤسساته التى أنشأها النظام 
انها لا تريد من هذا النظام الفاسد المستبد شيئا ولا تتقدم اليه باي طلب او مذكرة ولا تعترف بالنظام و لا تسعى الى اَي توافق مع النظام او اَي لقاء او تحاور معه كما لا تسعى الى اَي مسعى لاصلاح النظام اوتعديل مساره فطلبها واحد و هو تسقط بس
ان الثورة لا يمثلها فرد او جهة بل هي تمثل نفسها فى هتافاتها التى اصمت اذان المرجفين و ادخلت فى نفوسهم الهلع والخوف و الان يتنازلون مظهرا لإسكات الشارع
ثانيا
ان الثورة لا تهدف الى إقامة حكومة انتقالية فى ظل هذا النظام و لا تريد ان يكون النظام و اعوانه جزءا من اَي حكومة انتقالية 
ثالثا
هناك جرائم ارتكبها النظام بدءا من الانقلاب نفسه و جرائم القتل فى دارفور و جبال النوبة و النيل الازرق وفى امري وكجبار و بورتسودان و فى الجامعات وفى انتفاضة سبتمبر٢٠١٣ و حتى آليوم و هناك جرائم الاغتصاب الممنهج و الفردي و المؤسسي  وهناك جرائم السرقة والنهب والفساد السياسي و الفساد الإقتصادي و الفساد الاعلامي وهناك جرائم تمزيق النسيج الاجتماعي وتقسيم الوطن والتفريط فيه أرضا وشعبا وتشريد المواطنين وهدم  كل مؤسسات الدولة مدنية كانت ام عسكرية و تشريد الكفاءات المقتدرة من القوات النظامية و الخدمة المدنية الى آخر الفظائع التي ارتكبها و يرتكبها النظام من تعذيب واعتداء على الحرائر من نسائنا فى الثوره التي انطلقت فى التاسع عشر من ديسمبر ٢٠١٨ و هي كلها مرصوده و موثقة 
هذه الجرائم وغيرها تستوجب المساءلة و المحاكمة قانونا وعدلا ولامجال هنا الى مسعى لأي إصلاحات يتراضى عليها النظام و زبانيته 
رابعا
نقول لأصحاب مبادرة ال ٥٢ وغيرهم من يفكر او يسعى الى دور اصلاحي امام كل مواطن خياران لا ثالث لهما
اما الانضمام للثورة حتى تحقق أهدافها 
او الوقوف مع النظام
فمن اختار الطريق الاول كتب الله له الحسنى و الفلاح و سجل له التاريخ موقفا مشرفا يقدره الوطن
ومن اختار الطريق الثاني فلا عاصم له وقتئذ من غضب الشعب ومن موج يبتلع كل الظالمين واعوانهم
عاش الشعب السوداني بشبابه و شاباته و مهنييه و قواه الحية  وانها لثورة حتى النصر

على محمود حسنين
رئيس الجبهة الوطنية العريضة
الثلاثاء١٢/٢/٢٠١٩