مسارااات

مسارااات
عبدالقادر العشارى
انفضو ايديكم من هذا العبث وقومو الى ثورتكم !!
تقول الأسطورة اليونانية ان الهة الأغريق حكمت فى طرطوس على سيزيف حاكم كورنيث وابن ايلوس اله الرياح ، بالعذاب الأبدى فى الجحيم – كان الحكم ان يأخذ سيزيف صخرة من عند سفح الجبل ويدحرجها الى أعلى حيث تسقط منه قرب القمة فيعاود الكرة من جديد وهكذا دواليك .
تذكرت هذه الأسطورة التى جعل منها الكاتب الفرنسى الشهير البير كامو رمزا للعبث وانا اقلب فى صفحات دفترى الذى يحمل بين طياته كل الاتفاقيات التى وقعها هذا النظام مع المعارضة كنت قد حصرتها مؤخرا فلم اجد اتفاقية واحدة التزم بها هذا النظام الذى اجاد فيها هوايته ولعبته المفضلة ” وقع ولا تنفذ ” .. ولم اجد اتفاقا واحدا افلح فى حل جزء من الأزمة السودانية ، بل بالعكس زاد وعمق الأزمة بمشاركة محاوري النظام من المعارضة فى الحكم وهذه المشاركة لا تحصر فى اقتسام الكيكة كما يخيل للبعض فالذى يشارك النظام يشاركه فى “خيره وشره ” فيقود الى زيادة الانفاق الحكومى والترهل الادارى واعادة انتاج الازمة ..
فكلما اعلنت لنا الشمس ميلاد يوم جديد تكاثرت علينا المشاكل واطلت علينا الأزمات بسحنتها النكراء ، ولا زال النظام سارحا بخياله المريض بعيدا عن الناس والمعاناة وشظف العيش ويحدثنا بكل خطل وسذاجة ويشنف اذاننا صباحا ومساء عن انتهاء الحوار الوطنى وان رئيسه البشير سيرمى فى وجه الشعب بقميص يوسف ليرتد بصره كأنما الشعب كان كفيفا لايرى جرائمهم فى حق الوطن التى حزن لها الشيطان ، ولا يرى قتلهم للشعب بالأسلحة الكيماوية والغازات السامة ونهبه لثرواته وتدميره لابنائه وبناته بالمخدرات .. و “ياللمهانة ” وأعلام السودان التى ينبغى ان ترفرف فى احتفال الفاشلين بأنتهاء رحلة حوارهم مع انفسهم وتجديد تأمرهم على الشعب تنسج بأيدى صينية فى مصانع نسيج صينية “Medin Cina ” بعد ان دمرت كل البنية التحتية للصناعة فى البلاد بذات الأيدى الملطخة بالدماء التى يتشوق البعض فى قوى المعارضة لمصافحتها ووضع يده معها تلبيتا لرغباته وشهوته فى السلطة .
بعد ان خرج علينا البشير بكلمته فى برلمانه المزور وبطريقته الأرجوزية المعهودة رافضا اى حوار بعد حوار الوثبة  فقد سدت الأبواب والنوافز لقوى التسوية التى وضعت الشعب ومعاناته ومطالبه وراء ظهرها واقبلت على السلطة ومكاسبها ، ومن ورائها المجتمع الدولى ومصالحه .
تحدثنا حتى بح صوتنا ، وكتبنا حتى جفت اقلامنا ، ان الرهان على المجتمع الدولى رهان خاسر وان المجتمع الدولى لا يجيد فى حديثه الا لغة المصالح وان هذا النظام منزوع الوطنية لا يتردد فى بيع كل الوطن وتسليم مفاتيحه للمستعمر ليبقى امنا مطمئنا فى السطلة ولكن لا حياة لمن تنادى .. فلا زالت قوى نداء السودان سادرة فى غيها متخندقة فى تسويتها ..
يبدو ان الشعب بدأ يتلمس طريقه نحو الخلاص وسيصل بارادته وعزيمته التى لاتقهر الى مبتغاه .
فرزت الكيمان وتراصت الصفوف وهاهو الشعب يهمس فى اذن البشير وبطانته الفاسدة ان تحسسو رؤسكم فانها قد اينعت وحان قطافها وانا لأصحابها ، ويلتفت الى اذن المعارضة هامسا ان اركبو معنا ولا تكونو مع القوم الظالمين .. فبات كل مواطن يحمل بداخله براكين من الثورة التى يمكن ان تنفجر فى اى لحظة واى وقت فى وجه النظام .
ان على قوى نداء السودان ان تلتقط القفاز وتستغل رفض النظام للحوار معها وتكسب الزمن وترفع ايديها عن اى حوار مستقبلى مع هذا النظام وتستدعى جديتها وتستنفر قواعدها للانتفاضة واسقاط النظام ، فلا تغيير حقيقى يمكن احداثه غير اسقاط نظام الانقاذ الفاسد من جذوره وبناء نظام جديد بصيغة جديدة تستوعب وتسع الجميع . فى ظل دولة مدنية ديمقراطية تعددية فيدرالية ..
اللهم انى قد بلغت .. اللهم فاشهد ..