الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

اوراق يابسة

قصة قصيرة
______________________

محمد احمد

ففى اثناء
سيرهما
متشابكي
الايدي
في تلك الجامعةِ
العريقة ذات
الاشجار
الملونه بفعل
تداخُل
فصل
الشتاء ، و ان
بعضها فعلاً
قد بدأ
بالاستغناء
عن الفروع
الهشه و
اليابسة حتي
امتلأت
الارض بها و
تغطت
تلحفتها ، فمع
خطوات
العابرين
تصدر
خشخشاتها
المرعِبة كأنها
تحطيم
للعظام
الآدمية
فالتحطيم
سهل و
سريع ، فذات
الاوراق
تحتاج
شهور كى
تنمو ،و كلما
إزدادت
سرعة
خطواتهما
إرتفعت
اصوات
الخشخشات
لتعتصر
يدة اكثر
فأكثر حتي
شعر بنبضاتها
المتصاعدة
و قبضتها الدافئة

فهي كعادتها
تخاف
التسرع ،
لخشيتها من
سماع
اصوات
التحطيم
المخيفة تلك

كانا يسيران
بخطي
بطيئة تارةً و
سريعة
غالباً
كأنها احدي
سيمفونيات بتهوفن
التي تصارع
الاقدار…

فكلما علت
المخاوف
لديهما
تسارع اللحن..

فصوت الكونترباص
الغليظ و
المتماوج يشبه لحظة
الاحتضار
الاخيرة علي
افلام الرعب

فلم يشبه ذاك
الصوت
الذي تصدرة
الاوراق
اليابسة سوي اصوات
الاسلحه البيضاء في
ايام
الحروبات
الكالحه
عندما كانت
تعم
الفوضي في
عالمنا
الغابر و
اشلاءة التي
ضاعت بين
جنحات
الطريق ذو الكُبيري
الصغير بتلك المدينة
التي يراها البعض
مكمن الحرية
و يراها
البعض الآخر
المدينة
التي تتم فيها
صناعة
القررات
الناهبة لموارد
الشعوب من قبل
الرأسمالية
المتوحشة
التي لا تعرف
الرحمه

تتطاير
الاوراق اليابسة
لحظه
صدامها بحوافر
قدميهما و
قد ازعجته
نوعا ما ،
لكنها ظلت
مجرد
خشخشة لم
تؤثر علي
ثوابتهما
القوية

فالارضية التي
تجمعهما
ثابتة كثبات
الجبال
الشاهقة التي
لا تعرف
معني اللين ،
فقد ظلت
منتصبة منذ
النشأة الاولى
منذ ان
لم يعرف
العالم معني
الحب و
السلام

تأملتهُ لاكثر
من مرة و
نظرت لعينيهِ
مباشرة
سألته ( بحزن و الدمع
يتطاير من عينيها)

قالت : هل انت تُخزل
من  يحبونك !! و
تحبهم لهذه الدرجة ؟

فقط.. غادرها
بعفويته
المعتادة
لم يرغب
البته في
تعكير الاجواء اكثر
مما هي علية ،
فتجربة
الثلاثة عشر عام كانت
كفيلة ليتفهم
ويتعلم و يمتعض في ذات الوقت ،
فبعض الناس
كنوز  لا
يعرف قيمتهم
الكثيرين ، لم
يشأ
فراقها علي
الاطلاق ،
و لو لدقائق معدودة ،
فقط اراد لها
الوصول
لعشتها
بسلام دون ان

تصاب بأزى ، و دون
ان يسمع انينها
ايضا ،فأنينها
يؤلمه
اكثر مما تظن ،
فالطرق
اصبحت
وعرة في
عالم اليوم

و الموت لم
يعد
بالسيف كما
يعتقد
البعض
فكلمه واحدة
يمكن ان
تساوى
آلاف من آلام الاغتيالات
التي مارسها
المغول

لكنها كانت
القاضي و
الجلاد في آن
واحد !
لم تكتف بذلك و
تعدي
صياحها
( بنبرة
اعتراضية مصاحبة
بتضجر و انفعال)

قائله : يا لأخطاءك
الم تتعلم قط من
التجارب !

لم يقم بأي
ردة فعل
سوى الرد
بصوت
مبحوح
يتخلله تثاؤب
بين الحين و
الآخر
و كأنه لم
يهتم للسؤال
و كل ما فعله
هو
النظر الي السماء
بسخرية و
اهتراء عابر ، فمثاليتهِ
الزائدة قد
استنكرت
السؤال من
الاساس ،
ففي تلك
الاثناء و ان
فصل
الشتاء علي
الابواب ،
و البرد بدأ
يستعرض
لفحاته هنا
و هناك،
حتي اصاب
نصفه
الآخر ،نصفه
النابض
بالحياة،
نصفة الذي
يؤلمه دائما

فلم يتصور
للدنيا
وجودا غير
وجودهما
معاً متعافين
فرحين
مكملين كما
ترددها
دائما
فالنمطية
ثقافة
مترسخة في
مجتمعهما حيث النظرات
تظل كما هي،
فهم حبيسي ذات
الاطار القديم
الذي يرفض الكثيرين
الانسلاخ منه و
نزعه عن
مخيلتهم ، و ظل الترميز
مترسب
علي جدارات
واقعهم المزيف

و كلما اعتصر
ما يؤلمة
بداخل صدرة
يقاومه
ذات القلم و
يسكب
الدموع مداداً
علي
الاوراق التي
لم تر
الراحه قط
(يسرح بخياله)
ماذا لو انعدمت
الاقلام ! كيف سيكون
الحال ؟

و برغم الالهبة
المتوهجه
بإعماقة
منذ الازل منذ  ان
انقطع عنه
البعث
الكونى
المشع بالعدالة
الخفية،
الذي انقذه
من ظلام
الامس
الدامس ،
لازال يقاوم
و يصارع
  للخلاص
من تلك
الاخطاء

( تعالت همهماته و
صرخاته في وجه
الثقل بغضب )

قائلا:
الم تشهد
قواعد اللعبة
ان من يعمل
كثيرا !؟
يخطئ كثيراً ، ها ! ؟

ربما صغيرة
بنظرة او
لم ينتبة
لكنها ايضا
تظل المبادئ
باقية
الي الابد ،
لأنه يُصعب
زعزعة
الاعتقاد .
فلازال قلقاً من خوض التجارب
الحتمية الزائفة ،
فصديقة الذي كان
يترصدة لفترة طويلة
قد وضع نصب عينيه
الخطوط الحمراء
المشحونة بالحذر

[إفتعل قهقهاته الارتجالية الساخرة مرة
اخري] ثم قال :
اتدري ايها الثُقل
ان حدودى القدسية تفوق
توقعاتك
، و تتعدى
ادراكك  . فالبساطة لم
تعد مجدية
في عالم اليوم

لم يعير قارئي
سوء الطالع
اية اهتمام خصوصا
عندما قالوا ان حُسن الظن دائما
الطريق الى الجحيم !

اتدري ..

ان مقصات رقابتك ذات
الطابع المنغلق
تظل عاجزة
امام نصوص امثالي المتنسمة للانسلاخ

(يضحك بسخرية)
 
لن تقم لك
قائمة بعد اليوم

انتبه فجأة
اليها
فصوتها
العذب و
ضحكاتها قد
انطبعت
علي جدران ذاكرته
التي رسمت
ملامحهما
معا بكل دقة
فلم
تُرسم لهما
لوحة
فردية قط….

فقد تواعدا
علي مجابهة الثقل
معاً

قال لها : صدقيني لم
اعتاد انقض
الوعود ، و لم
افعلها
لأحد مُنذ امدِِ
بعيد ،
منذ ان
تُولدت الكلمة
ثم تتبعتها
العاطفة
التي جمعتني
بك

( ادام نظراته نحوها
بشيئ من الحنين و
الحسرة )

اكتنفه
الغموض و
تسآئل وسط
دهشته
النادرة
خصوصا مع
نصفه
المصاب بالبرد فقد
ظل يقظاً مغمض
العينين طيلة
ساعات
النهار
فلم تعتريه
اية رغبة
للنظر بعد
ذلك فهو
حبيس
الامس
فحسب، و
ذات
العينين ظلتا
رافضتين
للغمض ليلا
كأن الحياة
لدية
مقلوبة رأساً
علي
عقب .

(سرح نحوها مستنكرا )

اليس من
المحزن ان
نُحبس في
ظلال
بلدان معادية
لبعضها
و تضم بداخلها قلوب
عاشقة
فبعد صبر
سنوات انتصرت
صديقتي
لبينيام زوجها
رغم ان تجار
الاسلحة
مغتاظين
فقوة السلام
اكبر من قوة
الحرب علي كل حال

لماذا يعادي
الانسان اخية الانسان !

هل هذا منطق عالم
اليوم ! ها ؟

فالحبيبة وطن….
وحنين ، فهل
قام-هو
بترك وطنه المريض
من قبل !!

ليتركها ملقاة هي
الاخري علي الطريق

هل فعل ذلك ؟

صار يلتفت يمنةً و
يُسره و يحاصرة
السؤال
برغم
قراءته ان ﻛﻞُ
ﻭﺟﻮﺩٍ
ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ
ﺍﺣﺘﺸﺪﺕ ﻓﻴﻪ
ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ هو ﻭﺟﻮﺩ
ﻣﻴﺖ !

لم تعد الاجابات ذات
جدوى الان
فمواقف السنين تظل
الشاهد الاوفر ايقاناً ،
و الاكثر وضوحاً،
مضت الان اكثر من
اربعة و
عشرون قرناً
بلا هوادة
مضت و كأن حركة
التاريخ قد
تجمدت و
اصابها الملل
و
سُحبت معاني كلمة
التقويم من
معاجم
الكلام

(يتثآئب) ما فائدة
المضي قدماً
ها ؟

يطأطأ رأسه
و ينظر الي
هاتفه مرة  اخري

يتعجب !
انها متاهه!
بلا بدايات !
و بلا نهايات !
انه الزمان الميت في
العتمةِ الابدية
في غضبتها
الحاجبة
وراءها كل
الحنين
غابت و كأن
شيئ لم
يكن ، و بكل
برود ،
و لربما
تضارت خلف
ستار
التوهات
هناك وراء
الثلوج
فاليوم لم يسمع لها اثر)
(يخيم الحزن
علي المكان
و تختفي كل
معالم
القصائد و
الاوتار)
و هو ذات الاثر
المشحون
بالمسئولية
و الاحتواء .

سألها عدة
مرات عما
بها !! فكانت
ترد
بشكل آخر ، اكثر
برودة ،
فلفحات برد
الشتاء تبدو
قد عمت
عالمهم  المتقلب
فبشرتها
السوداء ربما
لم تتأقلم بعد مع
شتاءهم
المتلحف بالثلوج

فدماءها الحارة
مثل اشواقه الدائمه إليها

فالفارق يتسع للكل هناك
بينما يضيق
عليه ، لم
يتركة حتي
البعوض في
حالة ففي
كل رأس
دقيقة تمتد
يده لجزء من
اطرافة
لتحك لسعة
احدى
مصاصات الدماء
المحلية

انها في كل
مكان الان
لم يرتبط
وجودها
بفصل
الخريف
كالسابق
لأن اليوم
اختلطت المسميات
 
حتي فصول
السنه ذابت في بعضها ، اختفت و
تشابهت

( التفتت اليه مستنكرة )
قائلة : لقد اصبحت
شديد
الحساسية و
عدت
تخيفني
لكني سوف
اعطيك

الكلمة الاولى..

الكلمة التي
اُغلقت خلفها
عوالِمُنا
الاخري ،
فأنت لو
  كنت
بحراً فى
موسم
فيضانه فانا
احب
الماء
و فلتجري
في دمائي
و في عروقي
الان
فقد تفهمت
تراجيدتك….

(قاطعها بشغف)

قائلا : هل حقاً
تفهمتي ما تعنية
التراجيديا؟
صحيح هي
حزينة
دوما ( ماذا
لو حذفت
الحاء من
احرف كلماتي و استبدلتها
بالهاء كمثل جميع
الناطقين بغير العربية
  ها ؟ حينها
سينظرون
اليك بدونية اليس كذلك ؟ سألها

ولكن الحزن
يا عزيزتي غسل
القلوب المتحجرة

اتدرين …

ان الكل يحتاج لتذكر
الماضي الذي
  ضاع في
المنفي
في السجون
و في الاقصاء
و حتى في التهميش
لكنك تظلين
الملجأ دائما
سأتبع حواسي إليك
سأغمض عيناي و آتي
  الان
سأراك بقلبي
اعلم بوجودك بين صفحات
دفاتري
في نقش افكاري

سأجلس بجوارك
سأتأملك
لقرون قادمه

اتدرين….

انكِ قاتلة للالم
فدعيني احلم
فحسب

الاحلام تأتي
حسب ما نحب-نحن
وليس هم

سألبسك ثياب بيضاء
واسعه ، من
ثياب الاقدار القديمه ،

( اعتصر يديها علي
صدره بقوة ،
  فقد ثبتته كما توقع
  كان اسير لحظاتها )
 
انطلقت شرارتها
الاولى (بغضب) قالت :
امنحني القوه
خذنى اليك
عش بداخلى
تلبسني
وحينها لن تخفي عنى شيئآ

لن يقترب
منك الموت
معبود الغبار الناعم
دعنا
نستريح من
عناء الحياة….

(قاطعها )

قال : اتقولين نستريح !

ليس هناك مكان للراحة
بعد اليوم
ألم تري اننا
وفي قمة نشوة الطرب لا نرقص!

يا للهول

كيف يمكن
مقاومة اغنية
اسمر  و قد
تطابق اللحن
و ايقاع  الريقي و
حتى المؤدين !

ألم اقل لكِ
نحن مصابي
بداء الجملود

(نظرت اليه بإندهاش)
ثم اردفت قائلة : و لكن الرقص عيب
في مجتمعنا !

و الفن عقيم..
( تخطي السنين و القرون بخيالة ، قال لزرادشت :ربما كنت مخطئاً
عندما قلت
بأن اعقل من
وجدت هو الراقص الذي
يبتسم لألد اعداءة و هو
قمة نشوة الرقص، ذاك
الانفعال حامل الابتسامات
العجيبه

فبسطوة الثقل المتوحش لم
يعد السلام ذو اهمية

قال لها : هل راودكِ الحلم؟

استيقظى ارجوك
فالاحلام تفعل بي الافاعيل
ألم تكتفي بخباثة الثعلب !
(يضحك)
ليست لنا
الرغبة في المزيد

كفي

كونى متزنه

قالت : وأي انثي هذه التي تسطيع
الحفاظ على
توازنها معك!

قال : ارجوكى
انتي متزنه
جدا حافظى
علي اتزانك
فهو يليق بك ، الفوضوية
لم تُعد لأمثالك
صدقيني

(سخط علي وجه ثم قال :
في وجهه
انطرد عني حالا
فأنت بارد

فدماء افريقيا
الحارة تجري
في عروقي
ستحرقك
ستذيبك

لن تتحمل
بقائي بجوارك قط

(يأتيه صوت خفيض من على الجدران )

يقول : انت متسرع

(تتعالى صراخاته )

انت متسرع
آه ، تسرعك يُحطم عظامى

ابطئ خطاك
هدئ
موسيقاك هي
الاخرى ترن
علي اذناي
تقشر اكاذيبي
تجلي المدغات السوداء من علي قلبي
انها تزيد
احتراقي
انك تذيب التوحش بداخلى

( تصنت ،
استجمع طاقته المهدرة ، فخيال قرون مرهق للحد البعيد)
رد بثبات: اتقول عني متسرع ؟ لابد من انك الثقل !
انت تتلوى ألماً
انه كأسك
الذي سقيتنا منه
دارت عليك الايام
ماذا انت فاعل ؟  …
عم صمت مطبق
(انكتم الصوت و اختفي اثره الي الابد )

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.