الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / في حضرة جلالك … أمي …

في حضرة جلالك … أمي …

  لقد تسيدت كل شئ في نفسي أيتها الغالية العزيزة ، يا مضمار حياتى الأوحد ، وأشواقي المنهكة ، ونوارتي الحنون الشفوق ، فُصلتِي لتكوني ملاذي ومأمنى ، وأهازيج صباحاتي البهية ، ومساءتي الوردية .
هل أخبروك سيدتي بأن دموعي لا تتوقف عن الجريان ؟ علي جدار صورتك حالمة ، بحنين اللقيا ، وأُذناي صمُ بدون سماع صوتك الشجي ، هل اخبروك أمي الغالية؟ بأنني لم اعد ذاك الطفل الشقى ؟ الذي كنتي تخشين تهوره ، ولم اعد ذاك المشاغب ، الذي يسقط عليك بلاويه ومحنه ؛ وقد تزعمت نفسي وإنشغلت بأحزاني ، واعتليت على اشواقي بهمة ، بعد أن حفظت اشارات الكون ، من خلال حركاتك ، وسكناتك التي سرت في عقلي قوانيناً انفذها فوضعتها معلماً ومناراً لمعنى المسئولية ، وثبتُ خطواتي في الأرض ، ولم أعد أنظر الي السماء ، بعد أن أنصت الي نصائحك ، وارفع نظري الى السماء حين أفتقدك .
لم أعد سيدتي ذاك الطفل المغامر (الظربون المعاكس) كما كنتي تناديني دائماً ، وانا أتقافز في حضورك ، وأمتطئ ظهرك شاهق هلعاً كلما هاشت على نوائب الدهر ، ورهبة الأيام ، لاتشبث بكل فواصل الحنان ، والحب المتجسدة بصدرك ، لكي ما أتشبع بغريزة الثبات ؛ فأهبط منك غضنفراً منصوراً ، شامخاً كالجبال في ثوب الطمائنينة .
  اعوامٌ إنقضت يا أمى ، ولم أُشاهد فرحتك بقدومي ، وحزنك بغيابى ، أيام مضت أمي ؛ ولازالت ذكريات لقاءك ووداعك نقشاً علي صحائف الزمن ، ومرجعاً لسماحة الدنيا بوجودك في حياتي ، ولا تزال العبرة تخنقنى ، ونيران الهواجس والفراق يتمدد في داخلي ، وأتحسس سجاياه لأشتم ترانيم أنفاسك المعطرة بأنفاس الخلود .
   أُشاهدك كثيراً من خلال شاشات هاتفي البلورية ، وقلبي يهاتفنى بأنك أعز من خلقه الخالق ، وأجمل ما أهدأنى إياه ، لتكوني نظري وسمعي وقدري .
  أشعر بان الدهر ، والتعب ، والزمن ، والألم ، والشوق ، الذي إنسكب منك فينا اصبح يطغى علي كل الأمكنة ، ويسرى علي جل الأزمنة ، حتى امسى يحجب تفاصيلنا من خيالك ، بعد أن كتبتي رسالة أكتمال الخطى ، بحبر التراحم ، ونثرتي فينا شعاع الإنسانية ، وختمتي معاني الإمومة ، وقلبك الطاهر يقول ؛ اليوم أكملت لكم رسالتى ، وشهادتي لكم هي العفو والعافية .

  كونى بخير ، والدتي المزدانة فأنا أشتاق اليك حد الجنون ، وتستظل دموعي تنهمر طالما انتي بعيدة عني ، ولازلت اتمني أن اتسابق تحت قدميك ، (ظربوناً معاكساً) ، يحلم بالحب والوجود تحت قدميك …

    

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.