الإثنين , أكتوبر 7 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة غالب طيفور / الأسلام السياسي …

الأسلام السياسي …

الأسلام السياسي …

اتصل بي قبل يومين تلفزيون (ANN ) لندن ، طالبا مني مداخلة  بخصوص (الاسلام السياسي) في السودان الفوائد والاضرار ، وحدد لي الاخ معد البرنامج الفخيم/ محمد عوض الذي طلب ان اكون في أهبة الاستعداد في الساعة السابعة للمداخلة ، واعددت نفسي للمداخلة واستعنت بالعم ( قوقل ) للافادة والاستفادة ، وما وجدته كان معروف لكافة الناشطين من مساوئ النظام ومآسيه التي لا تخفي علي احد ، ولكن البحث كان مضني عن الفوائد ، التي ارهقت العم (قوقل ) قبل ان ترهقني ، ولم يجد ولم أجد ، وأقتنعت بالسلبيات التي خلفها ( الاسلام السياسي ) في السودان ، بداية :
بفشله الذي امسي يدرس في المدارس الاماراتية منهجايحتزي به ، واصبح مادة تبينت سوءاتها وسوءات منفذيها .
وهذا التجربة التي فشلت في افغانستان والصومال والسودان ، وحتي الدول التي تشعرك بانها نجحت مثل تركيا وايران اتخذت منهجا اخر في المسير بهذا الاسلام السياسي لضفة اخري ، فتركيا تشابهت مع النظام العلماني ، وايران اتخزت المسار الشيعي ، اذا الأسلام السياسي انحصر في افغانستان التي تعاني الويلات ، والصومال التي تلازمها ، والسودان لب الحديث .
بداية السقوط للأسلام السياسي بدأت بالتعليم :
تعديل السلم التعليمي وتغيير المناهج التي اصبحت تعتمد علي حفظ المواد ، وتجنبت الفهم والإستيعاب ، وتعريب الجامعات السودانية فيما يعرف بأسلمة المنهج ؛الأمر الذي أفقد الطالب التواصل مع المجتمع العالمي ،  واضعف التطور الثقافي ، حتى على مستوى الثقافة المحلية ، والأمر يحتاج مجلدا ضخما للشرح عن المساوئ.
كما ان نظام المتأسلمين او الاصوليين او المتطرفين الذين يعدون اللبنة الحقيقية للاسلام السياسي كما تدرجت تسميته لدي قبائل الكتاب ، احالوا الكوادر صاحبة الخبرة والمعرفة والدراية للصالح العام ، اوالغاء الوظيفة بداية بانطلاق اسلامهم السياسي في السودان ، فافقدت بذلك البلاد كوادرها الفعالة وبدات تبني في موالين ومنتسبين جدد لنظامها الجديد فاسقطوا الدولة وسقطوا هم ومنسوبيهم فريسة الاطماع والجشع ، وكما يقال كانوا 🙁 مستجدين نعمة ).
– تخصيص ميزانية ضخمة للجيش والقوات النظامية والامنية لاستتباب الأمن في البلاد ، بلغت جملة ميزانيته من اجمالي ميزانية الدولة اكثر من (75%) مما ساق البلاد لتقليص الميزانيات الاخري مثل : التعليم والصحة ، والزراعة ، والرعي ، والتجارة ، والتعمير بنسب ضعيفة لا تتجاوز 5% من ميزانية الدولة السنوية  .
– النازع الديني وأسلمة المتغيرات في القوانيين والاراء ، واختلاف وجهات النظر ، وتحويل جميع الصراعات الخارجية ، لنزاعات اسلامية وأسلمة القضايا العالمية ، مما فتح بوابات الفتن والحروب ، والجهاد والاستشهاد .
–  حرب الجنوب ونمط محورتها من قضية مطلبية الي قضية أسلامية مما اعطي الدافع للكيان العالمي للتدخل ليفقد السودان جزء مهم من اراضيه وموارده اعتمد عليها كثيرا وهو البترول ، مما ساق البلاد لانهيار مستمر نحو القاع .
– السياسة الاقتصادية العقيمة والديون الربوية ، والمضاربات ، والاختلاسات والفساد الذي استشري من القيادة بصورة واضحة وفاضحة ، جعلت منهم عصابة تتقاسم الرشاوي في وضح النهار ، والكل يدافع عن الاخر وكل يمسك بتلابيب الآخر مستنديا حتي يخضع له .
– الديون الخارجية والمشاريع التنموية واختيارات الشركات المنفذة لها ، بدون استراتيجية وخبرات سابقة ، والسدود الفاشلة التي كانت خصما علي البلاد ، وخصما على المواطن ، وتغييرات للخارطة الطبيعية ، والتشريد والتهجير المواطنين ، وتراكم المديونية العالمية  ، وكل ذلك مبني علي عمولات لكبار المسئولين في الدولة .
– عدم الاستفادة من البترول والديون الخارجية في المشاريع تنموية مثمرة ينتفع منها المواطن والدولة ومحورتها لحساباتهم الخاصة ، وعدم الاهتمام بالزراعة والثروة الحيوانية ، والثروات الغابية ، واستغلال النيلين لمشاريع غير مثمرة .
-الاهتمام باستخراج الدهب بصورة عشوائية يستفيد منها المعدن بصورة فردية ، وتتضرر منها الدولة ، ويستغلها المسئولين في ابتزاز المعدنيين .
كل ما ذكر يعد غيض من فيض .
– اتصلت  بي  قناة التلفزيون  (ANN) لندن ولم تسالني عن كل ذلك وسؤالي كان : اذا سقط النظام هل تتشابه الاوضاع مع الربيع العربي ؟ وتكون الدولة السودانية موعودة بحروب داخلية وفتن ؟؟؟
وحقيقة فاجأني السؤال ، وهو يختلف عما اعددت له  ولكنه يبقي سؤالاهاما” .
وقبل ان أرد علي هذا السؤال أود أن اكون صريحا اذا شعرت بان تغيير النظام في وطني سوف يؤدي الي ربيع عربي اخر ، وحروب وفتن داخلية كما تحدث في الأوطان العربية ، فانا وبعض المواطنيين الحادبين نتنازل عن معارضتنا لنظام البشير تنازلا مطلقا ، وندعو الله ان يصلح حال نظامه ، لينصلح حال الوطن والمواطن .
– وفي اعتقادي ان الشعب السوداني الواعي المدرك للامور ، عندما يخرج للشارع ويقتلع هذا النظام ، لن يقبل بالفوضي والصراعات الداخلية .
وعندما تدق ساعة الخلاص سيعود كل مقاتل او حامل سلاح ادراجه ، ويعود جميع القادة السابقون للجيش الفتي العملاق لمراكزهم السابقة ، ( وكل فار يدخل جحرو ) ويسمع ويطيع الجميع ، كل القوات المنتازعة من خارج العاصمة القومية ، وهي من مناطق التماس ، ومطالبها بسيطة تكمن في توزيع الثروة والسلطة ، والتعليم ، والصحة ، وعندما تجد ما تصبو اليه تكون مرغمة للموالة .
لكل هذا وذاك  نتفاءل ان تكون حكومة قومية من كافة الفعاليات السياسية ، بفترة انتقالية ، يحدث فيها تنظيم العمل الديمقراطي ومحاسبة ومعاقبة ، افراد وجماعات النظام الطاغي ، حتي يكونوا عبرة وعظة ، لكل من تسول له نفسه المساس من تراب الوطن ، وهدر ثرواته ، والتلاعب بمكتسباته .
واخيرا وليس آخرا اشكر تلفزيون (ANN) لندن للاهتمام بقضية وطننا المشروخ . وأحي شعب السودان الصابر المحتسب .
واسأل الله سؤال المضطر أن يصلح حال وطني …

Ghalib Tayfour

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.