الثلاثاء , أبريل 16 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة عزام محمد مرسي / (( رسائل الي انسان الخرطوم ١ ))
20160928.jpg

(( رسائل الي انسان الخرطوم ١ ))

20160928.jpg

(( رسائل الي انسان الخرطوم ١ ))
ما الفرق بين شهداء سبتمبر و شهداء دارفور ، و جبال النوبة والنيل الازرق ، و بورتسودان وكجبار ، ما الفرق بين مقتول هنا ومقتول هناك .
لا فرق يا سادة بين دماء المواطنين في كل مكان مهما اختلفت لهجاتهم وألوانهم انهم قتلوا برصاص الجبناء وخدام القصر من الجنجويد و المرتزقة ، (( سكوت انسان الخرطوم علي قتل اخيه في دارفور بدايةً ، و المناطق الاخري بالتبعية هو سبب وصول القتل الي الخرطوم في سبتمبر ٢٠١٣ )) .
الأرواح واحدة ، وانسان وطني يقتل كل يوم في كل مكان ، و كثير من القتلي لا تقام عليهم سراديق عزاء ، و الكثير منهم لا يتم دفنه في الارض لان القرية التي كان يعيش فيها لم يتبقي منها ناجي واحد بعد قصف الطائرات الحكومية لهم ، انا اشعر بألم والدة الشهيد هزاع و صلاح و مصعب وقلبي معهم ، لكن انتم هل تشعرون بالم ذوي (( ادم واسحق وعبدالله )) الذين قتلتهم الطائرات ومازالت تقتل في المتبقين من سكان تلك المناطق الواقعة تحت رحمه الجنجويد منذ ما يقارب الخمسة عشرة عاماً ، وحتي الان هم بين مطرقة الطيران الذي يقصفهم من الجو و سندان الجنجويد ( الدعم السريع ) الذين يقتلوهم ويسلبونهم  ممتلكاتهم ويغتصبون النساء  و الاطفال علي الارض ، بدون اي رادع او استنكار من انسان الخرطوم .
يا انسان الخرطوم هل سمعت بهذة الأسماء من قبل (( الشهيد الصادق سالم و الشهيد شيخ الدين حاج احمد و الشهيد المعز محمد و الشهيد محمد فقير دياب )) هل سمعت بهم من قبل ، انا اعرف انك لم تسمع بهم لانك لا تهتم بباقي اجزاء الوطن سأخبرك عنهم الان  هؤلاء الشهداء لم يقتلهم الجنجويد او الدعم السريع هؤلاء الشهداء تم قتلهم وهم ( عزل ) في اقصي الشمال في كجبار لانهم خرجوا في مظاهرة سلمية تعبر عن رفضهم لبناء السدود والإغراق ، فتم اطلاق النار عليهم من قبل جنود الجيش نعم الجيش الذي تم تحريكة من حامية الدبة ، هل تعلم انهم لم يكونوا يحملون سوي سعف النخيل في أيديهم ولا شئ اخر ، تم قتلهم برصاص (( الجيش )) وحتي الان لم يتم القصاص من القتلة .
يجب ان تعلم يا انسان الخرطوم ان القضية قضية وطن وان الوطنية التي بداخلنا لابد ان تتكامل مع الانسانية و ان اي قطرة دم تراق هي في أعناقنا ، و ان سكوتنا علي الظلم والتقتيل  في اطراف الوطن هو السبب في انتقال القتل والظلم لكل مكان ، فالظالم كالسرطان ان لم تقتله قتلك .
قد فات اوآن التباكي الخيار يرجع لك اما ان تكون او لا تكون ، اما ان تلحق بركب الشهداء في كل مكان في الوطن او نلحق بركب الامم المتحررة معاً ، بلا قيود للقبلية او العرق او الدين ، فالنحارب معاً هذا النظام الفاشي تحت شعار {{ الحرية ، المساواة ، الإخاء }} فلنتحمل معاً وزر الذين يموتون بالرصاص في كل مكان وزمان داخل الوطن و الذين يموتون بالأوبئة في النيل الازرق وعلي امتداد شريط النيل .
صديقي الطبيب يرسل لي رساله صوتية يطلب مني ان أسامحه فربما تكون هذة لحظاته الاخيرة ، عندما استفسر منه عن الاسباب اجد انه قد حاول الانتحار لانه يعجز عن ممارسة مهنتة في إنقاذ حياة الناس فقط صار يقف متفرجاً عليهم وهم يموتون ، لقد وصل به اليأس الي ان فضل الموت علي ان يعيش هذة الحياة الذليلة ، هل تفهم يا انسان الخرطوم ما اقصد ، ان الحروب والوبائات ليست ببعيدة عنك ، اخرج الي الشارع انتفض هل تخاف الموت ، سوف تموت إن سكت ورضيت بهذة الحياة المهينة ، وربما تعيش مرفوع الرأس بعد الانتصار علي تجار الدين و كلابهم .
ختاماً انا لا ارضي ان يكون الشهداء مجرد ذكري سنوية تمر مرور الكرام بين تأبين وندوة و مطالبات ورقية باهتة ، انا أطالب بان نستصحب ذكراهم كل يوم معنا ، ونرفض ان نتقبل فيهم التعازي الا علي قبر المؤتمر الوطني واعوانه يوم النصر ولن يتم هذا النصر الا اذا امنا بقومية القضية و توحدنا تحت شعار المساواة في الحقوق للهامش قبل الوسط .
عزام مرسي

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.