الأربعاء , أبريل 24 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / النساء والشيخ: عندما ينكسر القيد

النساء والشيخ: عندما ينكسر القيد

محمد محمود

1
جلسة برنامج شباب توك (حديث الشباب) مع شباب السودان التي بثّتها قناة دويتشه فيلا (صوت ألمانيا) هزّت القوى المحافظة في المجتمع السوداني وأثارت ثائرتها، وخاصة ما قالته وئام شوقي التي تعرّضت لاحقا للإساءة والتجريح والتهديد. لم يكن ما قالته وئام غريبا على آذان الذين يحملون رايات الإسلام في السودان وفي  مقدمتهم السيد محمد عثمان صالح، رئيس هيئة الفقهاء، الصوت الرسمي للشريعة، الذي كان مشاركا في الجلسة. ولكن ما كان مباغتا وصادما ومهيِّجا لغضب القوى المحافظة وحَنَقها هو مشهد وئام بالزِّي الذي تزيّت به (والذي يعكس التزامها بحريتها الشخصية) وصرختها التي أطلقتها في وجه الفقيه الأكبر، بانفعال ينضح ثورة وشجاعة، وهي تعرّي قهر الشريعة للمرأة. كانتا دقيقتين صاعقتين التهبت وأشرقت فيهما وئام نارا ونورا. وكان الشيخ مذهولا مندهشا وقد خضّته الصدمة، وكانت الشريعة تقف عارية في قفص اتهام وئام (العارية في نظر البعض). 
في تلك الأمسية لم تقف الشريعة وحدها في قفص الاتهام وإنما وقف الإسلام نفسه كدين مؤسَّس في قفص الاتهام. نظر ممثل الشريعة بتعالٍ وزراية لعزّة تاج السر التي جلست أمامه وهي كاشفة الوجه والرأس ليقول لها: إن ربنا يأمرك بأمر وأنك تخالفينه. وأجابته عزّة بتحدٍّ وثقة بأن: ربنا هو من يحاكمني وليس أنت. بهذه الجملة البسيطة الشجاعة جرّدت عزّة رئيس هيئة الفقهاء، وهو المستوظَف ليخاطب الآخرين بصوت السلطة الدينية الآمِر الناهي، من سلطته ونزعتها عنه في لمح البصر. بهذه الجملة البسيطة الشجاعة أزاحت عزّة الرؤية المؤسسية للدين وجهازها الرسمي عن طريقها لتعلن حريتها وتفتح لنفسها (وللآخرين) أفقا أكثر رحابة. وبالإضافة لتحدي عزّة وجد رئيس هيئة الفقهاء نفسه أمام تحدٍّ آخر عندما طرحت أسيل عبدو، الجالسة قبالته، فكرة جذرية وهي فصل الدين عن الدولة (أي العلمانية) كخيار. وأكّد استمرار الحوار ما يلخّص رأيها في تجربة دولة المشروع الإسلامي، التي نشأت وترعرعت في ظلها، وهو أن الدين قد أمسى استغلالا وتسييسا.
2
يا لمأزق رئيس هيئة الفقهاء وخيبة أمله! لقد جاء لتسجيل الجلسة وهو يتوقع جمهورا من شباب سهل الانقياد سيزدرد ويستسيغ كل ما سيلقيه عليهم. ولكنه وجد، على حد تعبيره: “جمهورا أغلبه من الفتيات الناشطات فى العمل والنهج الذى يخالف ثوابتنا الاجتماعية وعقيدتنا الإسلامية” (موقع النيلين، 20 سبتمبر 2018). لم ينسحب لأنه أحسّ أن الإسلام في خطر. ولا شك أن تقديره كان سليما — فالإسلام، وخاصة في تجليه الذي يعيشه السودانيون كـ “مشروع حضاري”، ينقل السودان من مقام “الجاهلية” لمقام قيادة العالم وهو يقدّم “النموذج الأعلى”، قد فشِل واستبان إفلاسه وأضحى بالفعل يواجه تحدّيا وخطرا حقيقيا. كيف يدافع عن “الثوابت الاجتماعية” و”العقيدة” في وجه هؤلاء الفتيات الناشطات اللائي لا يواجهنه بالبندقية وإنما بتجربتهن وأفكارهن وبشوقهن العارم للحرية؟ كيف يواجه رنا بدر الدين، فنانة الراب، التي تغني للحرية والحب والسلام؟ (استمع مثلما استمع الآخرون وظلّ صامتا). كيف يواجه  عائشة (عشّة) الكارب، الناشطة الصلبة المتصدية لقضية زواج القاصرات؟ (دخل في خلاف معها متمسّكا بالموقف التقليدي للشريعة الذي يجعل بلوغ الفتاة سن “الحُلُم” هو سن زواجها، رغم تعارض الشريعة في هذا الصدد مع القانون السوداني — وعندما أشارت للتناقض قال، مستندا على سلطته الدينية الآمِرة الناهية، إن القانون الذي لا يتّفق مع القواعد التي يؤمن بها يجب أن يتغيّر). كيف يواجه ويني عمر، الناشطة الحقوقية، التي تحدثت عن تجربة اصطدامها بقانون النظام العام الذي انتهك حريتها في اختيار زِيِّها؟ (لم يعلِّق، إلا أن … قراءة المزيد

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.