السبت , أبريل 20 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *التفرقة العمرية* *Discrimination d’âge* و اضطهاد النساء

*التفرقة العمرية* *Discrimination d’âge* و اضطهاد النساء

_________________________

محمد احمد ( همت)

لقد تابعت الكثير من التعليقات المجحفة في حق وئام رغم استحقاق فكرتها و عدالة مطلبها و منطق مناقشاتها ، فوئام استهجنت داحضة منفعلة لفكرة زواج القاصرات و هذا شيئ طبيعي ان ترفض ،فلا يمكن التسليم بأن يتم تزويج طفلة بعمر عشرة سنوات و إن ظهرت عليها ملامح البلوغ ، و للاسف من قام بنشر الحلقة في سودان تووك لم ينشرها كاملة و انما اقتطع الجزء الخراد تسويقة للنيل من شخصية وئام

لقد قام البعض بتكرار ذات الشريط المكرر المتعلق بالتقليد الاعمي و المؤطر بالقالب الايدولوجي الديني البسيط  الحاجب لأي تحرر للشعب عبر فئآته  المتنوعة .
اتهم البعض وئام بأنها تحدثت بشكل غير لائق مع رجل كبير !! و هذا هو المحك !! و هذا هو جوهر الحَجْر الحقيقي لرجال الدين ، حيث انهم يتضارون خلف جلابيبهم الواسعه و لحاهم المحننه و يبثون خطاباتهم العاطفية و إن كانت بدموع مزيفة لتحريف حركة المطالب المدنية المستحقة و استغلال بعض الهوامش ايضا كالعمر Discrimination d’âge و هذا خرق كبير و مستمر لحركة الوعي عموما و قهر فئات بعينها بشكل اكثر استهدافاً ( النساء)

المنطق يتحدث ان نهضة المرأة نهضة la renaissance de femmes
C’est a dire la renaissance de la toute la société للمجتمع ككل و نيلها لحقوقها سيقف حائط صد بينها و بين الظالمين و تجار العواطف و المغتصبين و المتحرشين الخ

نحن نرفض التمييز بأشكالة الكثيرة و المتنوعة و لا يمكننا ان نقبل جزءا منه اطلاقا مع الاخذ في الاعتبار جميع الحقوق للفئات الاخرى.
لكن التمييز علي اساس العُمر احد اعمق انواع التمييز المخفيRacism caché و الغير معلن سوى انه يمارس لأن اقحام العاطفة فيه [ بشكل كبير و حتي يتم تجريم الشباب عموما علي تلك الانتقادات بأنها قلة ادب و هم اذكياء في تحوير الاشياء و كسبها تزييفاً

و  ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ حالة ترفض  المساواة Rejette l’égalité  بشكل كلي بحيث ﺗﺘﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﻮأ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ
ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﺿﻊ مع اختلاف في النوع او العمر او الدين او الثقافة الخ و ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻣﺜﻼً ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ عندنا في السودان و ذلك نسبة لانكشاف المسرحيات الهزلية المحبكة بواسطة جماعات الهوس الديني و الاصولية المتحجرة(الاسلام السياسيl’islamique politique) الرافضة لحركة التطور بشكل عام و ترفض كليا اي انتقادات و تتهم المخالفين بالكفر و الردة  و ان تكفير شخص او اتهامه بتلك التهم هو الاسهل علي الاطلاق  و لا يحتاج الي اى مجهود . و بعد ان فشل مشروع اقصاءهم الديني و انكشف للكل ابتدعوا اساليب اخرى و منها التمييز بأشكاله المختلفة .
ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺃﻭ ﺧﻠﻖ ﺟﻮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﺮ ﺃﻭ ﺍﻹﺫﻻﻝ او اشاعة الفبركات احدى اسلحتهم القذرة ً . و لم يبثون التمييز و العنصرية إلا لأن مشروعهم قد شابه الكثير من الكشف و الفضح و لم يعد مجدياً ، بالاخص لأجيال وئام و من هم بعمرها و طموحا و هم يسعون بكل انفعال لمواكبة الشعوب المتحررة و المتقدمه

ان اضطهاد المرأة le mépis de les femmesقد تدارسته القوى الرجعية بشكل جيد و اغلقت جميع الابواب امام النساء و الرجال علي حد السواء لكن بالنسبة للنساء لأنهن قلب اى مجتمع la coeur de la sociétéو روحه النابضه لذلك حجم الاستهداف اكبر( يقول  كارل ماركس : إن اردت معرفة قياس درجة وعي شعب ما ، فما عليك سوى النظر لأحوال النساء) le philosophe Karl Marx dit a l’Adroit des femmes : si vous voulez savoir comment mesurer le degré de conscience d’un peuple : juste  considéré le conditions des femmes

و  التمييز علي اساس العمر هو احد ادوات القمع المحكمه لكبح اصحاب الافكار المواكبة و الحديثة و يتم استعماله بتصرف و الغرض مكشوف لأن الكبح بذاته يتم بوسائل خبيثة و معدة، لأن العمر ليس محدد لدرجة وعي الانسان و انما ادوات اخرى ، فمثلا كيف يمكن مقارنة رجل رجعي لم يقرأ سوى كتاب شبهات حول الاسلام لسيد قطب مع اخرين ينفتحون علي جميع الكُتاب و المفكرين من تيارات متنوعة ، السبب ان قارئ كتاب سيد قطب قد كتب له قطبة ذاته بفكره الاستعلائي انه من الاعلون و لا يمكن دحض فكرته لانها المنجية من النار و الجالبة للحور العين ،   عبر رجال الدين قد تم استغلال البشر بشكل فاضح ،لا يمكن نكران استغلالهم الا من المنتفعين و المسترزقين من خلفهم و هذا ديدنهم ، لأنهم عاطلين عن الانتاج بأشكالة المختلفة ، لا انتاج ثقافي ولا سياسي و لا فني و لا حتي انتاج اقتصادى ، يظلون حبيسي فكرهم الضيق ، مجردى الانسانية ، حاجبي حقوق الغير ، و ذلك عبر القوانين التي وضعوها لتحقق لهم السلب الدائر علي شاكلتهم المغلقة ، ان قمعهم للشباب لم يأتي من فراغ فهم يعلمون جيدا ان هذه الفئة هي المحرك لأي عمل بأنواعه المتباينه لذلك سيتم ترديد المقولة القديمه :
اسكت يا ولد !!
اسكتي يا بت!!

بحجة ادعاء المعرفة تاراً و احتكار الحياة و النفوذ تاراً اخري .

لقد مررت بتجارب مماثلة و قد عانيت حقاً من تلك التجارب خصوصا عندما تكون موجود وسط العديد من البسطاء كبار السن و تحاول ان تدلى برأيك وسطهم و يرفضون مقترحاتك بحجة صغر سنك ( الولد الصغير دا !!) و بالتأكيد هذا التصغير يشمل الاجيال الحالية كلها و لا استثناءات إلا من يقبل الخنوع و الانكسار ، ما شجعني للكتابة اليوم هى تلك الروح العنيدة و المصرة علي موقفها التي تحملها وئام ، فهي قد دافعت ليس عن نفسها و انما عن مجتمعها بكاملة و قد اصابتهم بشكل مباشر حتى اغاظهم ذلك حقا ، وئام عبرت عن جيلها و لأنها شجاعة لم تسكت عن مطالبها كمرأة .

طالبت بحقوقها و فئتها المسحوقة و الاكثر تهميشاً و هذا  يدلل علي مقاومة نوعية ستنتشر كالنار في الهشيم و بالرغم من ان البعض قد كتب تعاليق تحاول اغتيال شخصية وئام إلا ان الجماهير الواعية قفلت الباب امام اى مدلس او من يحاول تشويه صورتها و انها مخطئة و ظلو ينشرون مواد عاطفية مدلسة لحقيقة  المشكلة بمحاولتهم القفذ لمواضيع انصرافية ( الراجل دا كبير ياخ) رغم ان الفكر لا يخضع مطلقا لمحددات العمر و انما بقوة الطرح و الاقناع بالحجة

ان الواجب حاليا يتحكم علينا ان نرفض هذا الواقع بكل تفاصيلة و هشاشته و سطحيته و ان نواجه مصائرنا بكل شجاعه مهذبه ، فنحن لسنا معزولين عن العالم و كلنا جزء منه ، نتأثر به و نؤثر علية ، لذلك عصياننا ليس من اجل التسلية و انما لاستكمال مشروع بناء العقل الجمعي الذي تم تدميره بواسطة سياسة التمكين التي اشاعتها جماعة الاخوان المسلمين مغتصبة السلطة و حاجبة التطور في بلادنا

و للامانه و التاريخ ان الضعفاء لا يصنعون واقعاً افضل و لا يخرجون من القاع المظلم الذي حبستنا فيه تلك الجماعه المدعاة حركة اسلامية و هذا الواقع يتطلب من جميع الجيل الحالي ألا يستسلم ابدا لأصحاب الخرافات و أن يقول كلمته بكل وضوح و في أي مكان عام او خاص و ان تبدأ روح التمرد تشتعل في الصدور قبل الالسنه ، و حتي تكن لنا كينونه يجب ان نكون-نحن و ليس هم [ جيلنا يختلف ] ، علي كل حال الرفض اصبح ضرورة و لكن ليس وحدة و انما نسطصحب معه اودات للتعبير عن ذاك الاعتراض و الرفض ، و بالنسبة  لأدوات التعبير لكل شخص اشياءة الخاصة التي يجيدها ، فمن يجيد الحديث فليتحدث ، و من يجيد الكتابة فليكتب ، و يجيد الفنون فليمارسها للتعبير عن رفضة لهذا الواقع المختل ، قرأت بوست ل هويدا عبداللطيف يحمل العنوان المرأة السودانية الي اين ؟ و ختمت مقالها ب لا تقرأ هذا المقال و انت غير متصالح مع ذاتك
لاحظت التفاعل الكبير الذي وجده هذا المقال و اعتقد انه يحمل قيمة انسانية مفقودة و هي الحرية .
و الحرية اساس الحياة بدون ادني شك و إلا ما قيمة حياتنا بدونها و لنيلها اولا يجب ان الاعتراف بهذا الواقع المزيف و من ثم نرفضه و هذا ما اراه الان  و اتفق جدا ان قضايا المرأة شائكة و معقده و تحتاج شجاعه من النساء انفسهن و الخروج من ذلك الاطار الذي تم اعداده من اجل كسر ارادتهن و انتزاع انسانيتهن و معاملتهن كأحد ملحقات البيت ، ستنهض المرأة عندما يكون لها رأي و فكر و شخصية ، ستنتزع حقوقها و ربما تكون ملهمه لشعبها كله ، ما كتبته ليس تمجيداً جزافيا لأحد و ليس هناك ما يخفي بل هو واقع تحتم علينا النطق و الحرف و الكلمه

لا يستطيع احد غلق المجتمعات بشكل دائم و ليست هناك فكرة لا تقبل الدحض و القياس و التأصيل فكرة نبعت عن رجال الدين منذ عصور غابرة و ذلك احتكارا و استحوازاً لسبل الحياة و لا يتم ذلك إلا بإضهاد فئة او مجموعة معينة و اثبتت كل التجارب التاريخية أن لا موقف او حدث يتخذ الديمومه لأن التغيير سنه كونية
ففي توغو عام 1921 خاضت نحو 30 ألف امرأة احتجاجا ضد العمل القسري في مزارع المستطونين الاجانب (الاقطاعيين)…استمر الاضراب لأكثر من 15 أسبوعا للمطالبة برفع أجورهن وتحسين ظروف عملهن ومحاربة مظاهر استغلال المرأة في أماكن العمل مثل التحرش الجنسي والاغتصاب، وجميع الأمراض الاجتماعية والاقتصادية التي نجمت عن الاستعمار…. انتشرت الإحتجاجات كالنار في الهشيم وأخذت تنتقل كالعدوى من مكان لآخر الي ان تضامنت عاملات المنازل وفلاحات القري وعندما تم التعامل من قبل السلطات الفرنسية بالقوة الغاشمة….هاجمت الالاف من التوغوليات اماكن تمركز الجنود مسلحات بالجرافات والعصي والمكانس الي ان طردوا جميع التشكيلات العسكرية الفرنسية من الريف وحرروا اغلب المعتقليين…صحيح ان تم اخماد الاحتجاج بالمد العسكري الفرنسي الذي خلف مئات القتلي… لكن المسار الذي قادته تلك الحركة الاحتجاجية كان الشرارة التي قادت حركة التحرر الوطني التوغولية نحو الاستقلال.
لذلك لا استهانه و لا تصغير اطلاقا لفكرة وئام و جيلها بل و يجب فتح نقاشات جريئة في كل مكان عن موضوع الاضهاد بشكل عام و للنساء السودانيات تاريخ عظيم في حركة الحقوق المدنية عموما و ما نالته من تساوي في الاجور عقب الاستقلال و الادوار المشهودة التي قام بها الاتحاد النسائي و الكيانات النسائية

ان مجرد الكتابة عن مواضيع حساسة بمثل هذا البوست فإنه يتطلب قوة الارادة و احقية الغير في نيل حقوقهم كاملة و الا فلن نكون احرار و نتضاري عن الواقع

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.