الخميس , مارس 28 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

#باعونا !

يوم الخميس 6 سبتمبر 2018م ، أستدعاني الأمن الوطني المصري في مكاتبهم ، أبلغوني بعدم الكتابة في الحكومة السودانية ، وأن أتوقف بشكل قاطع عن مهاجمة نظام البشير  نهائياً.. وذلك وفق التوجيهات التي صدرت لهم من جهات عليا كما قالوا ، أصبت بذهول كبير من هذا الكلام وقلت لهم :
_ لماذا ؟!
جاء ردهم علي هذا النحو :
_ مقالاتك يا أستاذ ضحية ، سببت لنا إحراج شديد مع الحكومة السودانية ، وإن هذا الإحراج نراه يمثل تهديد للأمن القومي المصري ، وبالتالي لازم تتوقف عن الكتابة يعني لازم تتوقف عن الكتابة .
إندهشت بشدة وقلت لهم :
_ أنا لا أفهم ، كيف معارضتي لنظام الخرطوم ، يمثل تهديد للأمن القومي المصري.. وأنا لا أكتب عن الحكومة المصرية ، ولا أشير إليهم في مقالاتي بأي شكل من الأشكال ، فكيف يبقي رأي أكتبه عن فساد يحدث في بلدي ، خطر للمصريين ، هذا حديث غير منطقي يا بيه ، ولا يقبله عقل ، إن المقالات التي أكتبها بصورة دورية ، تنتقد سياسيات نظام البشير في قضايا معينة ، كالفساد ، المحسوبية ، العنصرية والتمييز بين السودانيين ، تهميش قطاع كبير من المواطنين ، قتل الناس في مناطق بعينها ، سياسات النظام الاقتصادية الفاشلة وأمور كثيرة ، كيف يصير هذا النقد ، تهديد للأمن القومي المصري ؟!
ثم أكدت لهم إن الخطر الحقيقي للأمن القومي المصري يأتي من جماعة البشير ، وذلك بتحالف نظام الخرطوم مع جماعة أهل الشر ، بل جماعة البشير هم أهل الشر نفسه ، الذين يضمرون في نفوسهم وقلوبهم أحقاد كثيرة لهم ، أقل شئ فيها ، يمس مصالح المصريين بصورة واضحة ، خاصةً  هذه الأيام  ، بينما نحن كما تعلمون جيداً لا نُكن لكم حقداً مثلهم ، بل نتمني لكم كل خير طول الوقت ، وقد ساعدناكم في درء مخاطر كثيرة كانت سوف تحدث لمصر من قبل نظام الإنقاذ الإجرامي ، ومن هذا المنطلق يجب عليكم الوقوف معنا ، نحن الذين نمثل الشعب السوداني ، الذي 98 في المائة منه يتمني زوال جماعة البشير اليوم قبل غداً ، ولذلك يجب عليكم أن تعولوا علي الشعب السوداني وليس أفراد منهم ! وتربطوا علاقتكم مع شعبنا وليس النظام .. لأن علاقة الشعوب أقوي من صداقة النظم الإجرامية ، ثم قلت لهم : إن دفاعكم عن نظام البشير لا يجلب لكم إلا مصائب جمة ، هذه هي الحقيقة التي ينبغي أن تعرفوها عن ظهر قلب .
نظر إليّ ملياً ثم قال إنهم ينفذون توجيهات وأوامر  عليا ، تقتضي عليهم تنفيذها دون الخوض في التفاصيل ، وأكد لي بضرورة التوقف عن مهاجمة نظام الخرطوم  بشكل قاطع ( كلمة وغطاءها ) ..وإلا سوف أتحمل تبعات ما سوف يحدث لي ، إذا إستمريت في نقد ومهاجمة الحكومة السودانية من الأراضي المصرية ، قلت لهم :
_ هل هذا تهديد من قبلكم ؟!
رد وقالوا :
_ فسره كما تريد ، أنت حر .. نحن بلغناك الأن .
ثم إستشهاد الرجل الذي تحقق معي وقال :
_ اللهم قد بلغت اللهم فأشهد ، اللهم قد بلغت اللهم فأشهد .
قلت له :
إذا كنتم ترون ” ضحية سرير توتو ” يمثل لكم مصدر إزعاج ، ويسبب لكم أحراج كبير مع الحكومة السودانية ، وإن هذا الحرج تعتبروه ، تهديد للأمن القومي المصري ، عليكم أن تخبرني بشكل واضح وصريح ، كما فعلتم مع الأمام الصادق المهدي بالضبط ، عليكم أن تقولوا : أنت يا ضحية غير مرغوب فيك بمصر ( أطلع من بلدنا ) ، حينها سوف أجمع أغراضي ، وآلملم عددي وأغادر بلدكم فوراً ، لا ضرر ولا ضرار ، لكن أسلوب المنع عن الرأي ، بصراحة يدمر مصالح شعبنا ، لأن قلم ضحية سرير توتو ، لا يمثل نفسه وكفي ، إنما هذا صوت ملايين الناس في السودان ، يعانون من ظلم ناس البشير ، وفسادهم الذي أذكم الأنوف ، فإذا حجبتم صوتي ، يعتبر هذا حجب لصوت ملايين السودانيين الذين يريدون أن يعيشوا في كرامة وحقوق متساوية ، وأيضاً إخراس صوتي يعني تدمير صريح لنفسي ومستقبلي السياسي ، وهذا لن أقبله علي الأطلق مهما كلف الأمر ، وبالتالي لن أتوقف من إبداء رأيّ في حكومة البشير ، ولن أتوقف عن الدفاع لمصالح الشعب السوداني الذي ينتهكه نظام الخرطوم بصورة عامة .
سألني وقال لي :
_ يعني نفهم إنك لن تتوقف عن الكتابة ؟
_ نعم لن أتوقف .
هكذا قلت لهم ، وبعد ذلك أنتهت المقابلة ، خرجت من عندهم وعلي رأسي ، جيش من الأسئلة .
* ما هو مصيري أولاً بعد هذا الكلام ؟!
* لماذا تدافع حكومة مصر عن نظام  البشير وهي تدرك تماماً إنهم من أهل الشر ؟!
* كيف يسمح لهم ضميرهم بالوقوف مع نظام الإنقاذ دمر مصالح الشعب السوداني ؟!
* ماذا فعلت لهم المعارضة السودانية بشكل عام ، حتي يبيعوهم بهذه الصورة ؟!
* ماهو الثمن الذي قبضه حكومة مصر من نظام الخرطوم ، حتي تمنع المعارضين السودانيين من إبداء رأيهم في قضايا سودانية بحتة ؟!
* أين دور مصر الذي دائماً في مثل هذه الحالات ، تقف علي مسافة واحدة بين الفرقاء ؟! 
* لماذا تدافع حكومة مصر عن نظام البشير في هذا التوقيت بالذات ، وهي تعلم أن نظام البشير قد بدء ينهار كلياً ؟!
* أين حرية التعبير ؟!
* أين الرأي والرأي الآخر ؟!

عزيزي القارئ الكريم :
منذ هذا اللقاء ، عرفت إن الحكومة المصرية قد باعتنا لنظام البشير ، مقابل مصالحها فقط ، لا أكثر ولا أقل ، أدركت أن المعارضة السودانية لن تكون لها وجود في مصر بعد اليوم نهائياً ، سوف يطردوننا  جميعاً ، فرداً ، فرداً ، من مصر ، هذا إذا لم تسلمنا إلي نظام البشير الإجرامي ، إن ما تفعله مصر مع المعارضة السودانية ، أمر غير مقبول ، وسوف يسجل لها التاريخ هذه الواقعة ، ويفكرها بإنها وقفت ضد رغبات الشعب السوداني في إحداث تغيير ببلدهم  يفضي إلى وضع أحسن من الذي فيه الآن ، لا أعرف كيف لمصر تستبدل الذي هو أعلي بالذي هو أدني ؟!.. المعارضة السودانية الأن في وضع أعلي وأحسن من وضع الحكومة السودانية ..التي هي في مرتبة دُونية ، متردية ، أنهكتها سياساتها البيلدة تجاه قضايا الشعب العادلة ، الحكومة السودانية رئيسها معروف دولياً إنه مجرم حرب ، ومحاصر عالمياً ، لا يتعاون معه إلا أهل الشر ، فكيف لمصر تقف مع أهل الشر وتدافع عنهم ؟! الحكومة السودانية أرتكبت جرائم إنسانية في دارفور ، وجبال النوبة ، والنيل الأزرق ، وسببت أضرار كبيرة للسودانيين في مناطق السدود حتي فقد البعض منهم أطفالهم غرقاً في مياه النيل ، كيف لمصر تقف مع حكومة إجرامية بهذا الشكل ؟! الإبتسامة الصفراء التي ترسمها حكومة البشير في وجهها.. أمام المصريين ، وراءه  شخص مدمر لمصالح مصر القومية بالمؤامرات ، ولعلكم تتذكرون زيارة ( أردوغان ) الشهيرة إلي السودان ، ماذا فعل ؟! ألم يستفز مصر وشعبها بحضور البشير شخصياً ؟!

#لن أتوقف من الكتابة .. حتي لو فقدت حياتي .

أ/ ضحية سرير توتو / القاهرة

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.