الأربعاء , أبريل 24 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *أطفال السودان والموت سمبلة*

*أطفال السودان والموت سمبلة*

بقلم: د. أحمد بابكر

أصبحت المأساة هي الخبر الأساسي واليومي في أجندة كل السودانيين، يطالعونها في الصحف وفي التلفاز وفي جلساتهم، وحتى عندما يقلبون القنوات، تصدمهم القنوات السودانية بصور رأس النظام وعبدالرحيم محمد حسين وكل المصفوفة ليضيفوا بعداً استفزازياً للمأساة.
اليوم طالعتنا الأخبار بمأساة جديدة، لكنها حملت بعداً مضاعفاً من الحزن وهو فقدان أسر لكل أبنائها في بطن النيل! إثر غرق المركب الذي كان يحملهم للمدرسة، بعد أن تم تهجير أهلهم خدمة لمشاريع النهب الإنقاذي.
بعيداً عن الأسباب ومن المتسبب المعروف ولماذا؟ حاولت أن أبعد صورة تلك الأم التي فقدت 4 من فلذات أكبادها بعد أن ودعتهم وهي كلها أمل وشوق في عودتهم إليها، وهم يحملون لها ومع حقائبهم حكاياتهم الصغيرة البريئة في المدرسة يقصونها عليها وهي تتفاعل معهم بكل نبضات قلبها.
تخيَّلت صورة هذه الأم وهي يأتيها الخبر بكل بساطة أن أطفالك قد ابتلعهم النيل، لا أدري كيف استقبلت هذه الأم هذا الخبر؟ وللأمانة لا أريد أن أعرف أو أتخيَّل أو أتصور فهناك أشياء فوق الاحتمال، ولكن من منجزات هذا المشروع الإنقاذي غير الإنساني أنه عوَّدنا على التعايش مع المأساة، سرق منا الإحساس بالدهشة والألم كأحاسيس بشرية.
أصبحنا نتعايش مع المجازر والموت كما حدث في مجزرة أطفال هيبان الذين حصدتهم طائرات الإنقاذ، وأطفال الشمالية الذين يموتون بلدغات العقارب لعدم توفر المصل! أصبح من حكم العادة أن نتعايش مع أخبار الاقتتال القبلي والموت بالمئات، والأنكى أننا نصطف مع هذه القبيلة أو تلك. أصبحنا نتعايش مع الموت البطئ الذي جلبه فساد الإنقاذيين مع فساد الأسمدة الزراعية الذي سمم الأرض والمياه… إلخ.
يا لهول مأساتنا، التي تضعنا أمام امتحان استعادة إنسانيتنا، والذي محوره ومقرره، هو إزالة هذه العصابة التي تقودنا في اتجاه معاكس لحركة الإنسانية، فهي تقودنا بسرعة الضوء إلى المرحلة البهيمية.
فماذا نحن فاعلون؟؟

15/8/2018

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.