الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *تراجع الوعي الوطني والردة الى الانتماءات الضيقة*
حزب البعث العربي الاشتراكي (الاصل) قيادة قطر السودان

*تراجع الوعي الوطني والردة الى الانتماءات الضيقة*

╭─┅─═🇸🇩ঊঊঈ═─┅─╮
   📰 *الهـدف*
*دقة الخبر ومسئولية الكلمة*
#الهدف
#الهدف_آراء_حرة

*بقلم: أنس حامد*

ان السودان وبحكم التباين والتنوع في تكوينه الاجتماعي والثقافي ظل يمر بمرحلة انتقال ثقافي وحضاري واجتماعي لفترات تأريخية طويلة، وبالرغم من ان حالة التماذج والانصهار في الجوانب الاجتماعية والثقافية خلقت حالة تفاعل وتداخل اجتماعي وثقافي متدرج يختلف في كل مرحلة تأريخية من المرحلة السابقة، ولكنه ظل مجتمع يمر بطور انتقالي وهو أشبه بمرحلة (الاختمار والتعطن). ومع حالة تشكل المجتمعات وفق سياقات داينميكية الحراك والتفاعلات الاجتماعية وفق الصيرورة المستقبلية، الا أن حالة التدامج الاجتماعي ما تزال في السودان لم ترتق لمرحلة التشكل الوطني الكامل.
ولعدة أسباب ظل الواقع الاجتماعي والثقافي يسير ببطء نحو الانصهار الوطني بحيث تصبح الرابطة الوطنية مقدمة على جميع الروابط والانتماءات الأخرى.
ومن خلال تتبع مراحل التطور التأريخي في تشكيل الدولة في السودان نجد أن السودان كان مقسماً الى دويلات وممالك تستأثر كل مملكة بمنطقة جغرافية محددة، ولم تحدث تحولات جوهرية في تغيير الخارطة السياسية والاجتماعية للسودان الا في عهد دولة الفونج ١٥٠٤م _ ١٨١٩م التي بسطت نفوذها بشكل مركزي نوعا ما في بعض المناطق، حيث سيطرت على مناطق واسعة من السودان، وبعد نهاية دولة الفونج وانتصار الأتراك على الفونج ١٨٢١م _ ١٨٨٥م واحتلالهم لمناطق نفوذ دولة الفونج، استمروا ايضا في ضم مناطق أخرى من السودان وقضوا على الدويلات والممالك المتفرقة التي كانت تحكم السودان، لتصبح كل الأراضي في السودان خاضعة للنفوذ التركي.
وبالتالي بسط الاحتلال التركي للسودان في بداياته نفوذه على ما كان يشكل الدولة بامتدادها الجغرافي.
لم يكن الاستعمار التركي حريص على تحقيق حالة الانصهار والتدامج الوطني لمكونات المجتمع السوداني، فقد كان الهدف الذي ينشده هو تحقيق مصالحه الاستعمارية مع الابقاء على الواقع الاجتماعي للسودان كما هو دون احداث اي تحولات اقتصادية تقود الى تحولات اجتماعية وثقافية في السودان الا بالقدر الذي يحقق تطلعاته ومشاريعه الاستعمارية، وقد اكتفى الاتراك فقط بالاستفادة من موارد البلاد.
وبعد ظهور الإمام المهدي ١٨٨٥م_ ١٨٩٩م وانطلاق أول ثورة تحرير شاملة متجاوزة للحركات الاحتجاجية ذات المطالب الآنية، الى حركة تحرير قومي ضد الاستعمار التركي للسودان.
ومع تواصل انتصارات الثورة المهدية على الاستعمار التركي وانتشار الثورة المهدية في معظم مناطق السودان وانضمام أغلب مكونات السودان للثورة المهدية، فقد كانت هذه المرحلة من تأريخ السودان تمثل نقطة البداية الى مرحلة جديدة من مسيرة البناء الوطني، حيث شكلت الثورة المهدية نقلة نوعية باتجاه توحيد المكونات الاجتماعية وأصبحت الرابطة الوطنية هي الرابطة المقدمة على بقية الروابط والانتماءات الاخرى: (المناطقية، القبلية، الطائفية).
وبالرغم من ان ظروف ومعطيات الواقع الذي تمخضت عنه الثورة المهدية تختلف عن الحقب السابقة والمرحلة التي جاءت بعدها، حيث كانت الثورة المهدية بداية لتجميع المكونات المتفرقة ذات الولاء المناطقي والعرقي الضيق الى رحاب الولاء والانتماء للوطن، وبغض النظر عن التقييم للنهج والممارسة التي سادت في حقبة الثورة المهدية، وهذا المقال ليس في معرض تقييم تجربة الثورة المهدية، ولكن تمثل الثورة المهدية اولى مراحل تشكل الدولة الوطنية في السودان.
وبعد انتهاء عهد الثورة المهدية ومجئ الاستعمار الانجليزي ١٨٩٩م _ ١٩٥٦م للسودان، تراجع الحس الوطني وارتد الى ما قبل الثورة المهدية، وأصبحت الولاءات القبلية والمناطقية هى السمة الأبرز للواقع الاجتماعي، وذلك نتيجة للسياسات الاستعمارية التي انتهجها المستعمر لتكريس حالة التفرقة بين المكونات الاجتماعية بهدف الاستمرار في استعمار البلاد لأطول فترة ممكنة.
ولكن ظلت روح وجذوة المقاومة للنهج الاستعماري حاضرة ومتقدة للشعب السوداني، ولم تنجح مخططات المستعمر وفق الهدف الذي ينشده في تفريق المجتمع وجعل بعض مناطقه مقفولة ومغلقة عن المناطق الأخرى، وقد قام المستمعر الانجليزي باصدار قانون المناطق المقفولة ومنع التواصل بين الجنوب والشمال وبعض المناطق الأخرى في السودان.
وبعد أن تم تتويج النضال الوطني من أجل الاستقلال بطرد المستعمر وبداية تشكيل الدولة الوطنية الحديثة، وفي ظل زخم النضال من أجل الاستقلال الذي توج بالجلاء في ١٩٥٦ ارتفع الحس والوجدان الوطني الى مستوى متقدم نتيجة الكفاح من أجل الحرية والاستقلال.
ولكن ظلت بعض القوى التي كانت ظروف نشأتها مرتبطة بالاستعمار وتحمل بقايا وروح المستعمر، من خلال ممارسة ذات النهج السلطوي، بفرض طموحاتها الذاتية في السيطرة على مقاليد السلطة من أجل المحافظة على مصالحها التقليدية، بالاضافة الى ذلك شهدت الفترة التي جاءت بعد الاستقلال حالة انقسام في أوساط القوى التي صنعت الاستقلال، واختلافها في التوجهات لادارة البلاد، مما أدى الى تشجيع العسكر لاستلام السلطة وقد حدث ذلك لأكثر من مرة، فقد انقض العسكر على السلطة في السودان بالانقلاب على الانظمة التعددية، مثلما فعل نظام ثلاثين يونيو الذي اغتصب الديمقراطية في يونيو ١٩٨٩م وقد سبقه في ذلك نظام نوفمبر بقيادة الفريق ابراهيم عبود ١٩٥٨م _ ١٩٦٤م وانقلاب مايو ١٩٦٩م _ ١٩٨٥م بقيادة النميري.
ونسبة لعدم الاستقرار في حكم وادارة البلاد منذ الاستقلال وحتى الان ادى ذلك الى تراجع في الروابط والانتماءات والولاءات الاجتماعية في السودان، كنتيجة لحالة عدم الاستقرار في الحكم والذي انعكس على الواقع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي….الخ، مما أفرز واقعٱ متخلفا وبعيدٱ عن واقع المجتمعات المتقدمة.
ومع مجئ انقلاب نظام ثلاثين يونيو وهو يحمل معه مشاريعه ونهجه الذي أفصح عنه من خلال تفرده بالحكم لثلاثين عام، حيث اتضح أن النظام جاء بهدف تحقيق مصالح فئة محدودة على حساب غالبية المجتمع السوداني، ومن أجل الوصول الى تحقيق أهدافه المعلنة بما يسمى سياسة (التمكين) وهى تعني ان تستأثر مجموعة محددة على الثروة والسلطة وتسخر كل موارد البلاد من أجل تحقيق تلك الأطماع السلطوية.
وفي ظل هذا الوضع الذي أفرزته دكتاتورية نظام ثلاثين يونيو، من اشعاله للحروب في مناطق البلاد ونهب موارد الدولة وفساد منتسبيه، أدى ذلك وغيره من جرائم النظام الى تفكيك الدولة وتفكيك المجتمع وانهيار للقيم والمورثات الاجتماعية الحميدة، وارتد المجتمع سنين الى الوراء، ونتيجة فساد هذا النظام والعناصر المرتبطة به سعى الى افساد المجتمع بأكمله، فأصبحت الولاءات تقسم حسب الانتماء القبلي والمناطقي والجهوي، وعلا شأن القبيلة والجهة والمنطقة على حساب الانتماء الوطني، وأصبح توظيف القبيلة سلم للوصول الى تحقيق مصالح الأفراد، وصارت علاقة الفرد بالأسرة أو القبيلة أو الطائفة أقوى من علاقته بالوطن ومصالحه الضيقة مقدمة على مصلحة الوطن والمجتمع، وتراجع الحس والوجدان الوطني والقومي والانساني.
وبالتالي تخلق واقع اجتماعي مأزوم أفرزته الأزمة الوطنية التي تمر بها البلاد، واقع الدفاع عن المنطقة والقبيلة والعشيرة والمنطقة سابق لأي شئ آخر. وبالتالي سادت العنصرية والجهوية على حساب المجتمع والوطن والتقدم والنهوض، وكثرت الحروب القبلية والصراعات الجهوية، وتفكك النسيج الاجتماعي. 
كل ذلك حدث كنتيجة ومحصلة طبيعية لاستمرار سيطرة النظام الفاسد على السلطة، ومع استمراره في الحكم سوف يزداد الواقع تأزما وتخلفٱ، مما يؤدي الى نهاية الدولة والوطن، تتفكك المجتمع الى عشائر وقبائل وتصبح العصبوية والانتماءات الضيقة هى المسيطرة على الواقع الاجتماعي.
وبالتالي ان النضال من أجل اسقاط النظام يصبح ضرورة مصيرية من أجل الحفاظ على المجتمع وايقاف حالة التفكك التي تعاني منها البلاد، فان المعطيات والظروف التي نعيشها الآن تكاد تتطابق مع فترات الحكم الاستعماري للسودان من حيث واقع التخلف الاجتماعي الذي تشهده البلاد.
ولاستعادة الظروف الموضوعية لبناء واقع متقدم ونهضوي لا بد من التفكير منذ الآن وقبل سقوط النظام في كيفية ايجاد صيغ وتصورات موضوعية لمعالجة رواسب وافرازات نظام الفساد، لأنها تمثل المدخل الصحيح لجعل الظروف مهيئة لنمو جيل جديد معافي من تشوهات الواقع الذي نعيشه الآن.
________________________

*▪العصيان المدني طريقنا لإسقاط النظام وإقامة البديل الوطني الديمقراطي*

*▪لا سلطة لغير الشعب ولا وصاية على الشعب.*

*ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ*
❇════════════❇

لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا *صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:*

https://m.facebook.com/hadafsd/

*على تويتر*
https://twitter.com/alhadaf_albaath

*على تيليغرام*
t.me/alhadafsudan

*على +Google*
https://goo.gl/GHyXbc
╰─┅─═ঊঊঈ🇸🇩═─┅─╯

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.