الجمعة , أبريل 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *ما بين السياسة والعمل الطوعي **

*ما بين السياسة والعمل الطوعي **

لاشك أننا نعيش في واقع سيئ للغاية نتاج تدهور الأحوال المعيشية في بلادنا ،هذا التدهور معلوم للكافة نتاج سياسات الحكم(الانقاذي ) الذي ابتلينا به . في كثير من الدول عاشت نظم ديكتاتورية  ، لكنها اهتمت بمعاش المواطن  وفي هذا الصدد كانت الحياة رغدة بالنسبة له ،نذكر ليبيا القذافي وسوريا الأسد وعراق صدام … ولكن سودان الانقاذ او بالاصح ما بقي من سودان الانقاذ الحالية قد جمعت مابين
الشمولية والحروبات الاهلية وبالطبع تدهور الاحوال المعيشية لدرجة مخيفة.
النخب السياسية عموما لن تقف مكتوفة الأيدي ، ولكنها متحركة في كل الاتجاهات … نأخذ اتجاه محاصرة الكوارث وتخفيف مسبباتها؛  هنالك رأي فئة من السياسيين بعدم التحرك وتنفيذ وإنجاز مهام هي من صميم عمل الحكومة وإنما يقتصر الدور على فضح إخفاق الحكومة في تلبية متطلبات المواطنين مما يؤدي إلى تزايد الضغط الشعبي لاسقاط النظام. ولكن فئة أخرى ترى أن الحالة الإنسانية يجب أن تفرز عن الصراع السياسي وتتعامل النخب مع الكارثة ببعدها الإنساني وترفع هذه الفئة شعار لا لتسييس العمل الطوعي ، الجديد في الامر هو دخول الاحزاب السياسية في العمل الطوعي بشكل مباشر بدون واسطة منظمات مجتمع مدني ، وهو أمر يقدح في انسانية المسعى وتشوش عليه ضبابية الكسب السياسي ، لذلك النخب المستنيرة تنظر إليه بريبة وشك حتى ولو تم استقباله بترحيب حار من البسطاء المساكين والذين ينتظرون الفتات من العيش لإشباع جوعهم.  يجب ألا ننسى أننا في يوم من الأيام قد انتقدنا بعنف ما تقوم منظمات الاسلاميين بتقديمها الدعم لضحايا المجاعة والتصحر وما يتبع ذلك من استغلال الدعم للاستقطاب السياسي وكم من مرة فضحنا ذلك المرشح السياسي الذي يوزع الاكل والملبس لسكان دائرته. !  ذلك اننا قرنا مشروعنا السياسي بتقديم الوعي وليس الاكل .حتى يقوم التنافس السياسي علي اختيار البرامج الواعية لا على الوزن المالي. أضف إلى ذلك أن المحك في تقييم الأحزاب لا يقوم بشكل مجزاء،  أي كل دائرة انتخابية وحسب ظروف وإمكانيات مرشحها المالية فإن كان ذو حظ من الثروات المالية فإنه يسلك سبيل الإنفاق المالي ،وأن كان مرشح نفس الحزب لا يملك المال فإنه يسلك درب الدعاية لبرنامج الوعي السياسي !!.
كثير من الأحزاب تتحدث عن الديمقراطية وأنها تنفذها في داخلها وتحبر الصفحات عن وجوب التقسيم العادل للسلطة والثروة وووو الخ هذه الشعارات المرفوعة للإستثمار في أوساط المهمشين ولكن هنالك نقطة هامة للغاية وهي تبين مدى صدق إيمان الحزب بالشعار المرفوع ؟!.. نشرح الموضوع  ببساطة المعلوم أنه في مبادىء العمل في منظمات المجتمع المدني لا يتم تقييم مساهمة العضوالمالية بحجمها وإنما بمدى نسبتها لدخله السنوي .يعني من يساهم بمبلغ عشرة جنيهات يقيم أكثر ممن يساهم بألف جنيه قياسا بنسبة مساهمته إلى دخله المالي. لذلك الصندوق المالي للحزب يجب أن يكون واحدا ، ومجمل التبرعات والاشتراكات واي مصادر دخل مشروعة اخرى يجب ان تكون محسوبة بشكل مؤسسي في اطار ميزانية الحزب والتي يجب ان توزع بالتساوي بين مرشحيه الذين انزلهم في دوائر الانتخابات لان البرنامج واحد والهدف واحد .
وهذا أعمال لشعار التوزيع العادل للسلطة والثروة . وبذلك يتفادى الحزب مطب (الكاردينال في نادي الهلال أو جمال الوالي في نادي المريخ ) ويصبح الحزب طائفيا مثل حزب الصادق الذي يعلن تبرعه بمبلغ 300مليون ويفرض على أتباعه التبرع مبلغ 100جنيه حسب الخبر.
قدر الأحزاب المستنيرة أنها تحارب الطائفية السياسية وأحزاب الرجل الواحد الممسك بأطراف القرار في داخلها نتاج ثروته مما يكفل له تمرير  مايريده دون اعتراض .بل واستخدام ثروته أو سلطته في قمع الرأي المناويء له.
الحزب المستنير يا سادتي الكرام هو برنامج واحد مدمج يطبق على كل هيكله التنظيمي دون استثناء والديمقراطية والمؤسسيةوكل بنود الحكم الراشد  والشعارات التي ينادي بها لحكم الدولة يجب ان يحتكم اليها داخليا في المقام الاول وبذلك يضرب المثل والقدوة المطلوبة منه للاخرين وبذلك ينال الاحترام والقبول المطلوب منه.
     محمد أمين ابوجديري

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.