الخميس , مارس 28 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / عملية يوليو الكبرى (63) المذبحة والمجزرة قلب العملية 13/20   من يقود حركة الجماهير السودانية؟ 3/4 (التحالف الناصري/ الشيوعي)

عملية يوليو الكبرى (63) المذبحة والمجزرة قلب العملية 13/20   من يقود حركة الجماهير السودانية؟ 3/4 (التحالف الناصري/ الشيوعي)

 

عرض/ محمد علي خوجلي

“في 25 مايو 1969م استولى العسكر على السلطة في السودان, وكانت ايديولوجية قادة الانقلاب هي ايديولوجية قومية عربية ملونة بـ”اشتراكية” قاعدتها الشعبية هي الجيش والطبقة الحضرية. ومثلها الأعلى هو التجربة المصرية.

وكان الشيوعيون العرب في الستينات ووفقاً لما قرره المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي قد تحالفوا مع القوميين العرب, وقدموهم كقادة لهم. ومضى الحزب الشيوعي المصري لأبعد مدى فحل نفسه وانضم للاتحاد الاشتراكي العربي الذي أنشأه عبدالناصر.

إن ثورة/ انقلاب مايو قد قامت نتيجة مباشرة للصراعات الداخلية والأوضاع السياسية والاجتماعية والعسكرية في البلاد, غير أنها قامت أيضاً ضمن اطار عربي أوسع كان مثله الأعلى جمال عبدالناصر. لقد كان الضباط الأحرار من قادة مايو من نفس قالب الضباط الذين قاموا بانقلاب العراق في يوليو 1968م وانقلاب الفاتح من سبتمبر 1969م وانقلاب حزب البعث التصحيحي في سوريا بقيادة حافظ الأسد في 1970م”.

(آلان غريش/ ترجمة بدرالدين الهاشمي)

خطة وبرنامج التصفية

سياسات السوفييت 1955-1971م كما عرضنا, كانت تنصح الأحزاب الشيوعية في الدول النامية ومنها دول المنطقة العربية بحل تنظيماتها وهكذا كان نصحهم للحزب الشيوعي المصري 1964م.

وانقلاب القوميين العرب تحت رعاية المخابرات المصرية في السودان في مايو 1969م من أهدافه تصفية الحزب الشيوعي السوداني, مركز النشاط. وأبرز نقاط خطته الأولى “التصفية الناعمة” مشاركة الحزب في الانقلاب/ استيعاب كوادره في أجهزة الدولة المختلفة, اقامة تنظيمات بديلة “عسكرية ومدنية” تبني شعارات اليسار عامة وأجزاء من برنامج الحزب الشيوعي وافراغها من محتواها ثم افراغ الحزب من ثوريته حتى يصل بنفسه مرحلة الحل الاختياري بنموذج الحزب الشيوعي المصري.

وبرنامج التصفية قبل انقلاب مايو اعتمد على الصراع الفكري في اللجنة المركزية بأثر عملاء النفوذ بما في ذلك مسألة الانقلابات العسكرية وأول خطوة في طريق التصفية كانت مشاركة الضباط الشيوعيين وتشكيلات ضباط الصف في تنفيذ الانقلاب بتوجيه من الحزب والذي سبق أن رفضته ذات التنظيمات والتشكيلات استناداً على خط الحزب.

أنظر:

“وفي صباح 25 مايو 1969م خرجت الى الشارع فوجدت عدداً من اخوتي من صف الضباط والجنود فوق ظهور الدبابات وهم من الشيوعيين في الجيش..”

(عبدالقادر عباس تمساح – مسئول التنظيم العسكري لضباط الصف والجنود)

لاحظ: هذه التشكيلات لم تشارك كما عرفنا في تحرك 19 يوليو العسكري!

ثم كانت موافقة اللجنة المركزية باغلبية كبيرة على وجود ممثلين للحزب في مجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء وحتى الوصول الى اقامة “الفرق الثورية لحماية الثورة” و”الحرس الوطني” وكانت نواة الأخير عضوية الحزب والجباه الديمقراطية والطلاب من فصائل اليسار “أولاد وبنات”.

وعملت سلطة القوميين العرب أولاً على تأمين سلطتها من القوى السياسية “اليمينية” و”الرجعية” و”الطائفية” عن طريق الاجراءات ومنها:

-حل الأحزاب والتنظيمات السياسية.

-فصل قيادات من الجيش والبوليس والخدمة المدنية.

-تطهير هيئة التدريس في جامعة الخرطوم والفصل التعسفي لعشرات المعلمين في كافة المراحل التعليمية.

-حوادث ودنوباوي والجزيرة أبا “وضرب الترسانة المسلحة للأنصار”.

-التأميم والمصادرة.

أما على جانب الضفة الأخرى فلم يتردد القوميين العرب في تبنى البرنامج السياسي المعلن لقوى اليسار – زيفاً – “فرئيس الوزراء في حكومة مايو هو مرشح قوى اليسار لرئاسة الجمهورية” والعمل على استيعاب أنشط كوادر الحزب الشيوعي في أجهزة الدولة المختلفة المدنية والعسكرية:

× في سبتمبر 1969م اشرفت كوادر شيوعية على اختيار الدفعة الأولى لضباط الأمن الذين غادروا الى المانيا الديمقراطية وجميعهم من خريجي الجامعات.

× وتم استبعاد مقدم العرض من دخول كلية البوليس لأسباب سياسية “الدفعة 27” والتي أعلنت قائمة طلابها قبل انقلاب مايو بأيام قليلة وتمكن الشيوعيون من تأجيل دخول الدفعة حتى إعادة النظر في المبعدين سياسياً. واستيعاب الكوادر الشيوعية هو اجراء تأميني “وقائي” هدفه افراغ الحزب من كوادره الجماهيرية والتنظيمية كمقدمة لجذبهم الى المواقع الفكرية البرجوازية.

نموذج التأميم والمصادرة

إن الاجراءات “التقدمية” التي اتخذتها حركة القوميين العرب في أكثر من دولة ومنها التأميم والمصادرة ليست مقصورة في حد ذاتها لصالح حركة الجماهير بل تتضمن أهداف أخرى.. وفي نموذج التأميم والمصادرة في السودان في مايو 1970م.

أنظر:

كتب د. منصور خالد “السودان والنفق المظلم”

“لقد وجد النميري سنداً قوياً في معركته مع الشيوعيين من داخل الحزب نفسه, خاصة من جانب المجموعة بقيادة أحمد سليمان وزير التجارة الخارجية ومعاوية ابراهيم وزير الدولة للشئون الخارجية ووزير العمل. وحاولت تلك المجموعة إحراز نصر على الحزب “جماعة عبدالخالق” بالضغط من أجل التأميم الشامل والمصادرات التي قام باعداد تفصيلاتها أحمد سليمان بمعاونة المستشار الاقتصادي لمجلس قيادة الثورة أحمد محمد سعيد الأسد. وقد هزت تلك التأميمات الاقتصاد السوداني هزاً عنيفاً والحزب الشيوعي لا علاقة له بالتأميم والمصادرة.

وكتب عبدالخالق في يوليو 1970م “صحيفة اخبار الاسبوع”:

“أنه يجب أن تحاط المصادرة بالآتي:

1-وضع تشريعات دقيقة ومفصلة ومحكمة تشمل الجرائم التي تستوجب عقوبة المصادرة.

2-اقامة دائرة قضائية لها القدرة على الحسم السريع في القضايا ذات قدرات سياسية أيضاً “برئاسة عضو مجلس قيادة الثورة مثلاً”.

لماذا نقترح هذا؟

أ/ لأن في هذا ضمان لانتفاء الفساد وتفادي القرارات الذاتية التي ربما طوحت في كثير من الأحيان عن الموضوعية.

ب/ لإدخال الطمأنينة في قلوب أصحاب المال الذين تحتاج اليهم البلاد والى الاستثمارات في هذه الفترة.

ما كتبه عبدالخالق ليس هو رأي الحزب الشيوعي المتسق مع رؤية القوميين العرب.

أنظر:

وننظر الى مسألة “التأميم والمصادرة” ليس فقط في الحيز الضيق بانفاذ حكومة القوميين العرب لنقاط من برنامج الحزب الشيوعي أو اضعاف تيار عبدالخالق بل الأهم أن تجربة حركة القوميين العرب في المنطقة افادتهم: بأن اتخاذ مثل تلك الاجراءات يقربهم من السوفييت ومن تصنيفهم بعد فترة كدول ذات توجه اشتراكي وتفاقم الخلافات بين الشيوعيين الوطنيين والسوفييت “مركز تفسير الشيوعية” ويتسامح السوفييت مع ما يواجهه الشيوعيين من تلك النظم من الاعتقالات الى الاغتيالات.

ووجدت اجراءات السودان الدعم القوي من النظم التقدمية والثورية في المنطقة العربية ليظل السوفييت داعمين لسلطة القوميين العرب في السودان.

أنظر: المؤتمر الرابع والعشرين

نضيف لما عرضناه في سياق مختلف عن المؤتمر الرابع والعشرين للحزب الشيوعي السوفييتي ما كتبه د. حسن مكي:

“في مارس/ ابريل 1971م انعقد المؤتمر الرابع والعشرين للحزب الشيوعي السوفييتي ولدهشة الجميع فقد حضر الرائدان/ ابوالقاسم محمد ابراهيم وزير الداخلية ومأمون عوض ابوزيد مدير جهاز الأمن القومي السوداني في مؤتمر الحزب الشيوعي السوفييتي بينما امتنع الحزب الشيوعي السوداني عن ارسال أي مندوب – وحضور ابوالقاسم ومأمون يعني حضور الأجهزة التي توالي تتبع ومحاصرة نشاط الشيوعيين.

إن السوفييت يعملون على الحفاظ على مصالحهم وتأمين وجود خبرائهم في السودان – ألف وثمنمائة خبير – وتفادياً للقطيعة مع نظام السودان وخصوصاً أن السوفييت كانوا يحسون بتحرك كبير يستهدف إقصاء الحزب الشيوعي من مراكز السلطة والقرار”.

ونلاحظ:

× اقصاء الشيوعيين ضمن خطة التصفية الثانية “العنف والدماء” بعد فشل خطة “التصفية الناعمة” لم تتوقف منذ اكتوبر 1969م واشتدت أكثر بعد فض القوميين العرب للتحالف في نوفمبر 1970م واقتربت من نهاياتها في ابريل 1971م.

× وسبق انعقاد المؤتمر الرابع والعشرن أكثر من هجوم على الشيوعيين وتم اعتقال السكرتير العام ثم دعوة نميري في فبراير 1971م لتحطيم الحزب الشيوعي وهجوم 10 ابريل 1971م الذي لم يكتمل “احتفال ميدان سباق الخيل” بعد أن دبت الحياة في تحالف جبهة اليمين ما قبل انقلاب مايو. فالسوفييت وقتها كانوا يحسون بدنو أجل الحزب الشيوعي السوداني.

مؤتمر الحزب الاشتراكي الألماني الموحد

وكتب زين العابدين عبدالقادر في مذكراته:

“عندما ذهبت للجلسة الأولى لمؤتمر الحزب الاشتراكي الألماني الموحد في برلين بالمانيا الشرقية وجدت مكاناً مخصصاً لجمهورية السودان الديمقراطية وآخر للحزب الشيوعي السوداني. فقلت لسفيرنا – الفريق حسان محمد الأمين – أخطر المسئولين بأن السودان يمثله وفد واحد.. وعليهم أن يختاروا بين الوفد الذي أقوده ووفد الحزب الشيوعي السوداني.. دخل المسئولين الألمان في حرج شديد ورضخ الألمان لطلبي وأنزلوا لافتة الحزب الشيوعي السوداني ولكنهم تمنوا على أن أغض الطرف لو جلس البعض على الكراسي دون لافتة”.

أنظر:

-انعقد مؤتمر الألمان في الفترة من أول الى الرابع من يوليو 1971م.

-واضاف زين العابدين أن شقيقه الطالب في “لايبرج” أكد له أن مايو في خطر بلا دليل!!

فهل كان الألمان يحسون احساس السوفييت؟

تحالف قوى الشعب العاملة

إن أفكار وسياسات السوفييت وحركة القوميين العرب والحزب الشيوعي السوداني “25 مايو 69/اكتوبر 1970م” متطابقة بشأن دور الأحزاب الشيوعية الوطنية في دول العالم الثالث فدعموا انقلاب 25 مايو بالاشتراك ولهذا علاقة بعملية يوليو 1971م, فما دام الحزب الشيوعي بعد اكتوبر 1970 خرج من الخط فان طريق القوميين العرب وحلفاءهم أصبح واحداً “التصفية الاجبارية” فكرياً وسياسياً وحتى التصفية الجسدية “في مايو 1971م بدأ تسميم عبدالخالق” بالاغتيال أو المحاكم الجزافية.

سقوط الحزب الشيوعي في التحليل وفي الحركة

كتب محمد حسنين هيكل في مقاله “سقوط الحزب الشيوعي في التحليل وفي الحركة “عبدالماجد بوب/وثائق يوليو”:

(في التحليل سقط الحزب في أنه لم يستطع أن يفهم أن الأحزاب الشيوعية في الدول النامية خصوصاً في العالم العربي بالذات, لا يمكن أن تقوم بالدور الرئيسي في قيادة النضال الشعبي لعدة اعتبارات بينها أن التنظيمات الشيوعية لا تستطيع أن تقود الكتل العظمى بين الجماهير وإن الحزب الشيوعي السوداني لم يستطع أن يدرك أنه في المجتمعات النامية عموماً فان الاستقطاب الاجتماعي لا يكون حاداً وبالشكل الذي يسمح بسيطرة طبقة من الطبقات. والحزب أي حزب في النهاية ليس إلا طليعة سياسية منظمة لطبقة. والسودان كأي بلد نامي لم يبلغ درجة التطور التي تجعل طبقة عمالية قوية بحيث يمكن أن يقوم فوقها حزب للطبقة العاملة يطالب بالسلطة وقتها.

وان حركة التحرر الوطني طبيعتها التقدمية تعزل اليمين الرجعي لكن ذلك لا يعطي البديل تلقائياً لليسار الماركسي, وانما تكون القوى الاجتماعية المؤثرة تمثله في طبقات متعددة تبقى وسطها التناقضات ولكن هذه التناقضات لا تكون عدائية.

ولعل ذلك هو النجاح الكبير الذي حققته التجربة المصرية. وكان اليسار المصري صادقاً مع نفسه من وجهة نظر التاريخ والواقع عندما قرر حل منظماته والانضمام الى تحالف قوى الشعب العاملة.

أكثر من ذلك لم يكن يستطيع وغير ذلك كان يمكن أن يجره الى طرقات من نوع ما سقط فيه الحزب الشيوعي في العراق خلال تجربته خلال حكم الرئيس عبدالكريم قاسم حيث أراد الحزب الشيوعي أن يخلق لنفسه دوراً كبيراً أكبر مما يسمح به التاريخ والواقع فأنتهى بالحماقة الى مذابح كركوك).

(وقال عبدالناصر لعبدالخالق في ابريل 1970م عند نفيه في القاهرة:

“انك تخطيء خطأ فادحاً اذا تصورت أنه يمكن أن يقوم حكم شيوعي في السودان ان معنى ذلك لو حدثت أية مغامرة فإن الدم سوف يسيل حتى الركب في الخرطوم وهذا مالا نرضاه”.

الشراكات الاستخبارية

وكتب هيكل ايضاً عن الشراكات الاستخبارية بين نظم الديمقراطيين الثوريين والاحتكارات النفطية وبالذات البريطانية, وما كتبه مكمل للشراكات المخابراتية التي قدمها نميري تفصيلاً كما عرضنا:

“اتجه الحزب الى تحالفات غريبة بينها عناصر على اتصال بحزب البعث العراقي وهو مشبوه في كل ما يحيط به. وكانت معظم قيادات هذا الحزب العراقي ولا يزال كثير بينها على قائمة المصاريف السرية لشركة بترول العراق البريطانية وهي الاخطبوط الحاكم في بغداد بصرف النظر عن كل التقلبات والانقلابات. وقد تكفلت الأقدار بكشف هذه الصلة حين وقعت حادثة الطائرة التي تنقل وفداً عراقياً أرسل بعجلة مشبوهة الى السودان يهنيء بنجاح الانقلاب في نفس الساعات التي كان الانقلاب فيها يتداعى للسقوط وكانت السفارة العراقية في لندن هي الصلة بباكر النور وفاروق حمدالله وكانا في العاصمة البريطانية حين وقع الانقلاب”.

(عبدالماجد بوب/ اضاءات ووثائق)

أنظر: شهادة السيدة الخنساء على اليوتيوب والتي عرضناها بشأن طلب البعثيين تخصيص طائرة لنقل بابكر الى الخرطوم.

ونواصل التحالف الناصري/ الشيوعي السري

للتواصل والمشاركة في هذا التوثيق الجماعي: موبايل 0126667742 واتساب 0117333006 بريد khogali17@yahoo.com

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.