الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *نص قصصي مهداة* *الي هشام محمد* *علي ود قلبا و هو* *بداخل زنازين* *النظام*

*نص قصصي مهداة* *الي هشام محمد* *علي ود قلبا و هو* *بداخل زنازين* *النظام*

*الحرية لهشام و لجميع المعتقلين*

*انتزاع روح*

      /محمد همت

لا يَعرف إن كان هناك
احداً  من قبل قد ذاق
ألم انتزاع الرواح
مثلهِ ام لا
ولكنه جلس علي
تربيزته خاوية السند،
المشلعه، في اكثر
اركان البيت انزواء
و استحالهُ النوم منذ
ثلاث ليالِ  و هو يعيد
ذاكرته النشطة ارجاعاً
لطعم كل المشاهد في
تجربة تغييب الموت
له ثلاث مرات في
قصته السابقة و لربما
خلقت الصدفة وضعاً
معاديا لقدرِِ لا يرضي
ان يدعه العيش بسلام

لم يعقد يديه علي
خلف ظهره مثل
الحياري لينظر الي
السماء مفرغاً طاقته
السلبية تجاهها و
يلعثم الكلمات
بهطرقات غير مجدية
و يقاوم ليحافظ علي
هيئته و  وقاره
الذاهل بالقدر
المستطاع

و تساءل هل يا تري
ان الوضوح اصبح
عائقاً لتلك الدرجة ؟!

فهو يحس بأكثر من
مما يظن هو-ذاته  فلم
ترعبة يوما ضغينه او
رقة متكتمه او طموح
اقل من المستحيل
بقليل او يزيد

لكنه مثقل بالالحاح
فهو يستمد منه امل
باكر ، ليس من اجل
ارضاء ذاته الطموحه
المتلهفه للانتصار و
ليس من اجل روحة
العانقة لماوراء البحار العميقة ! خلف الصحاري الواسعة ! في اعماق الكهوف العالقة بجوفها اساطير
و خرافات قاطني
الادغال

لكنه صراع الذات و
البحث عنها ، لم يكن
التوهان ذو مغذي اذ لم يعد يهتم به كثيرا
فالطرق واضحة
المعالم ، لمن اراد الرفقة
الابدية او !
ماذا يكون !
قد سئم حقاً العوابر
من البشر ، لأن من
يخرجون بسرعة مثل
من ينزعون روحه
انتزاعاً  ،فكم هي مؤلمه ، كيف لحياة تتغير بين ليلة و ضحاها ،كيف،؟
لقد تألم الى
الحد الذي انساه
الشعور بالالم
ان الحكم بالانتظار
دون ان تطرف له عين ،منذ زمان ليس ببعيد ،ببساطة هذا
ما اعد له فيأخذه
فحسب لا يجادل ولا
يكثر الكلام ،لانه قد
تمر به الايام لذات
المصير و هو امر
مُحتم ،فيكون كما ارادو
او ، سيسجن مرة
اخري ، ولا يهم ان
كان في الماضي او
في حاضره فالامر
سيان ،  حتي موسيقاه لن تهدئ
جأشه ، سوى انها
تشعله وتجمع ارواح
محاربي حضارات
العصور الغابرة في
شُجنِِ اليم ،
هناك قبل الاحلام و
قبل الادراك لمن
يتحكمون في مصائر
البسطاء و استغلالهم
و العبث بعواطفهم
النبيلة المليئة
بالاعتقاد
فالعشق ايضا اعتقاد
لامثالة
و كيفما شوهت النجوم
مرات متعددة و نهش ضوءها
الباهت لكنها ظلت
تتلألأ كل ليلة ، تزين
السماء و تخبر
المنجمين و تكسبهم
اجرا ، اعتمد عليها
المسافرين سابقا ، عندما لم تكن تؤثر
عليها اضواء المدن
الصارخة و العابها
النارية الجارحة ، لم
يعتقد  قط ستغلق
نوافذ الفردوس علي
وجه قط ، صحيح انه
يراها كل ليلة و يسمع
اصواتها الفرحة رغم
انها بعيدة جدا ، لكنه
الحلم ، حاله كحال
جميع ابناء جيلة ،
يصعدون علي المتن
الغارق بكل شجاعة و
تلتقطهم السفن في
الضفة الاخري جثث
هامدة ، يالها من
مواقف شجاعة ، كل
ذلك من اجلها-هي
و ياليتها تعلم او !
او ماذا ؟
سؤال لا يستطيع هو-نفسه
الاجابة عليه

بكل اندفاع
يرغب و بشدة الوصول
الي فردوسة البعيد
يتأفف احيانا مثل
تأفف قديم من جوف
الله ، فالوصول ليس
بتلك السرعة ، المراس
ليس هبه او منحه
ليبحث عنه في
اليقظه لكن حلمه
يتبدد كلما اطمئن
للايام ،اخبرة احد
اصدقاءة في تلك
المدينة القديمه ان
ليس بمقدورهم الحلم
لانه ممنوع عنهم و إن
اكتشفوا بأنه من
الحالمين الذين
يسعون للوصول الي
الفردوس سيضعونه
في السجن حتي
يتخلي كليا عن اي
حلم يراودة و إن كان
في اليقظة فمحاكم
تفيش الضمير تعمل
بأحدث الاجهزة
الذكية التي ستجدة
في اقرب لحظه و من
يحاول الخروج
من واقعهم او اطارهم الذي تم اعدادة بوسطة الزعيم صاحب الاسنان الصفراء سيجد العذاب
و الاقصاء و ربما النفي 

صمم الزعيم تلك
الحياة الجديدة
ليضمن  مواصلة
حكمه بإطمئنان ،
و كلما
تحدث فإنه يتنفس
اشلاء دماء متقطعه و
متطايرة ناشرة الرعب
في المكان .

و برغم ما
يشاع من مخاوف
عتيه الا انه لا يكترث
البته لأن الامر مرتبط
عنده بإيمان ايضاً فعشقة و
اصوات المسحوقين
مثل صوت الضمير
الصاحي و أنين الرُضع ، الذي
لا يفارق خيالة قط
كل تلك المواجع لم
تثنية قط من المضي
قدما نحو الحلم
نحو موسيقاه ذات
الصدي المتفرق بين
متاهات الطبيعة
لتختلط باصوات
العصافير ، ثم يتسرب
نحوها ليقول كلمته
الاخيرة لتمتزج
انفاسه المحتضرة
بأنين البعد و
المسافات
حيث مكان انتزاع
الارواح ، آخر الدنيا
هناك بين حنايا
الاطفال الثلاثة
و بالاخص صاحب
الجيتار ذو الشعر
الكثيف و هو يحمل
اجمل اسم و اجمل
ابتسامه.
لم يخيل له قط انه
سيلقي مصيرة بتلك
الطريقة ،ان يكون بين
جدران زنازين تنعدم
فيها الرحمه
حيث يستقبلون ضحاياهم
بسياط الجلادين
هنا حيث تنعدم حقوق
الانسان
و كل المعاهدات
الدولية
مكمن خرق القوانين
ليمارسو نوع غير
متداول من الالاعيب
علي الاجساد البشرية

اما هو ، فلم يجد سوى
ترددات موسيقاه
كالصدى
بين جوانحه
فبعض الالحان
تمنحه عبق الحروف
و الكلمات و عشقها

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.