الجمعة , أبريل 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / 📝 *تحديقة* *صحوة دراسات الهامش*

📝 *تحديقة* *صحوة دراسات الهامش*

(1)
*احتدم جدل الهوية في السودان اثر دخول هذا الخطاب الي ميدان الصراع السياسي بقوة في الاعوام السابقة ونتج عن ذلك تيارات مختلفة وفقا لنمط تفهمها لمفهوم الهوية وما تشكل عليه جهازها المفاهيمي المرتبط بمكانة المعرفة التاريخية لها مما يتوجب جهدا حول تفكيك ونقد خطاب الهوية داخل سياقه في كل خطاب وهذا سبب كتابة هذا المقال لتقريب صورة الجدالات المستفيضة التي برزت.*

*توصف ما عرف ب (سياسة الهوية) باعتبارها بنية اجتماعية للسيطرة تستخدم السلطة وتتبع سياسة ملتزمة باسم ذوي هوية معينة علي تغذية هواجس الهوية عند تلك المجموعة عبر تاجيج كراهية الاخر وتفعل ايدولوجيات الدولة (القانون ؛القوة؛الاعلام ؛الدين ؛ التعليم ..الخ)لتحقيق هذا الهدف وظلت سياسة الهوية فاعلة في الانظمة ما بعد (الكولونيالية) التي تعاقبت علي السودان وذلك لان صراع (الانا) للنخبة السودانية ضد (اللا انا) الاستعمارية اضطرت لتعزيز ثقافتها الوطنية (هويتها)لمواجهة الغير المستعمر ولكن تورطت في جحود (الا اناءات) الوطنية الاخري وركنت الاختلاف في موضع متحكم فيه ومهيمن عليه*
*يذكر فانون(يسعي المستعمر بالحلول في مكان المستعمر مع الاحتفاظ (بغيظ) الانتقام )*

*فحالة الطوارئ التي خلقها الاستقلال اشعلت جنون العنصرية والنزوة الصراعية في السلطة السياسية وحالة نشوء رؤية غير موحدة حول التاريخ؛وحضرت ضرورات اثبات الذات متمثلة في دينامية النفي والاستقطاب وفرض هوية اسلاموعروبية نخبوية علي كامل فضاء الوطن*
*ولكن كعادة خاصية الثقافة في حوجتها للخصوصية بعد فقدها بمحاولات التمدد قسرا وحدوث المقاومة المضادة فتراجعت الي حدود (مثلث حمدي) لان سياسة الهوية هي سياسة ملغية لذاتها في نهاية المطاف ؛فكيف لنظام سياسة هوية تمديد هويته علي كل مناطق هيمنته دون ان ينتهي؟*

*هذه الازاحة القسرية لمجمل الثقافات السودانية تسببت في حالة مقاومة استندت علي العرق كمكبوت للهوية في البدايات الاولي و تطورت الي مقاومة تحمل برامج وبدائل تسعي لاعادة تاسيس شرعية الدولة السودانية علي اسس جديدة بعيدا عن الرؤية التقليدية القديمة المنغلقة*

*ولان سياسة الهوية التي ظلت سمة ملازمة للانظمة السودانية المتعاقبة تتسم دائما بالجوهرانية وتمحو الاختلافات الداخلية بين افراد الجماعات التي تعتبر نفسها ممثلة ومدافعة عنهم تكون شرسة جدا تجاه تمرداتهم عليها (مجزرة سبتمبر 2013م نموذجا) ، ومن بين هذه الاختلافات تيار يضمر سياسة هوية ويسعي لمقاليد السلطة لاستلام ادواتها واعادة انتاج الازمة وتيار مقتنع بضرورة تغيير مجري التاريخ وصولا للفضاء الثالث والي (لا سياسة هوية) وتمزيق كتاب (المركز والهامش).*

*تسببت سياسة الهوية وازدراءها الثقافات وتناقضات الواقع والانظمة العشائرية السلطوية في الريف وسيطرة الطائفية الدينية الي صعود تيار الاخوان المسلمين تقوده نخب الاسلام السياسي مستثمرة حالة الازاحة الثقافية ومبشرة بالتخلص من الهيمنة السلطوية للطائفية لتلتقط عناصر ناغمة علي تلك الوضعية مستندة علي تفاسير تحررية لنصوص دينية في المناطق المهمشة ثقافيا وتنمويا لتدمير نظام النخب والسلطات التقليدية والتي وعت لاحقا للطبيعة النخبوية لبرامج الاسلامي السياسي بعد وصوله السلطة واتخذت طريقها مجددا في مناهضته.*

*نواصل…..*
*علي الزين*
*20/6/2016م*

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.