الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / اسلاميون يتباكون على سامر… تعالوا احدثكم – أمل الكردفاني
أمل الكردفاني

اسلاميون يتباكون على سامر… تعالوا احدثكم – أمل الكردفاني

✍ أمل الكردفاني

قرأت بعض ردود من قيادات في الحركة الاسلامية تندد باغتيال الشرطة للشهيد سامر ، والحقيقة ان هذه المجموعات المتباكية تحاول ان تصور نفسها كحمل وديع ، للاجيال التي لم تشهد تسلط الحركة الاسلامية قبل المفاصلة أيام سطوة الترابي وعلي الحاج ونافع وعلي عثمان وغيرهم من الاسلاميين.
في سنة 1989 ؛ توجهت مجموعة من امن الحركة الى منزل الشاعر الكادح ابو ذر الغفاري ، ابو ذر هو من اهم الشعراء الذين تغنى لهم الفنان الراحل مصطفى سيد احمد بأغنية ضجة الشوق وله قصيدة ملحمية هي قصيدة تراتيل الصحابة ، ابو ذر لم يكن يحمل سلاحا ، بل قلما ، والقلم عند العباقرة أمضى من السيف. توجهت سيارة الاسلاميين الى منزل الشاعر ، وتم اقتياده في جنح الظلام الى جهة غير معلومة ، ومنذ ذلك التاريخ اي قبل ثلاثين عاما لم تظهر جثة الشاعر حتى اليوم.
السيد علي الحاج الذي يتباكى على الحريات اليوم كان احد تلك القيادات الاجرامية التي حمانا الله من بطشها بالمفاصلة الشهيرة ، واذا كان باستطاعتنا اليوم ان ننادي بالتحقيق ومحاكمة قتلة سامر فإن هذا كان مستحيلا في ظل حكم الاسلامويين المطلق. لم تكن المفاصلة بسبب ايدولوجيا كما زعم البشير فهذا كذب بل بسبب الصراع حول السلطة ، لقد حاول الترابي جمع كل السلطات في يده تمهيدا لاقصاء البشير ، والبشير الذي كان فاقدا للسيطرة على جموح وطغيان الحركة الاسلامية حتى كان الشعب يعتبره مجرد رئيس شرفي ، انقلب على الترابي وتحول من مفعول به الى فاعل. لكن هذا الانقلاب كان رحمة كبرى بالشعب ففطاحلة الدمويين من الحركة الاسلامية غادروا الحكم ، وبقى من بقى منهم وهو أكثر تأدبا. ثم توالت ضغوط المعارضة والتي على ضعفها وهوانها على نفسها والناس استطاعت ان تقلق مضجع النظام واثارت المجتمع الدولي الذي بدأ يسلط الضوء على حقوق الانسان السوداني. ابو ذر الغفاري تمت تصفيته بعد تعذيبه من قبل الحركة الاسلامية ، التي تتباكى اليوم على سامر وعلى الحريات وعلى الدموقراطية ، وكل يوم يبشرون باقتراب قفزهم من السفينة الغارقة اعتراضا على القمع الامني للحريات التي دفعوا بها للنظام في الحوار الوهمي.
ليس ابو ذر هو الوحيد الذي اغتالته يد المتأسلمين النجسة ، بل هم بالمئات او الالوف ، ربما يكون مقتل سامر على يد نظامي اخف وطأة ممن تم اخفاءهم تماما من الوجود بلا جثة ولا قبر معلوم.
الجيل الجديد ؛ جيل التسعينات والالفية لا يعرف شيئا عن ماضي الاسلامويين الدموي ؛ ولم يشاهد عمليات القتل الجماعي التي تمت في معسكرات كان يتم اختطاف الطلبة الصغار وحشرهم فيها لنقلهم قسرا الى حرب الجنوب. الجيل الحالي لم يعاني كما عانينا من عمليات القمع والتعذيب والاغتصاب والقتل المجاني في بيوت الرعب التي كانت تديرها الحركة الاسلامية… نحن عشنا ايام شعارات الدماء والكره ، ايام امريكا روسيا قد دنا عذابها ، ولترق منا الدماء ، وقتل المجندين قسرا ، والبؤس والليالي المظلمة كالحة السواد التي سربلتنا بها الحركة الاسلاموية قبل المفاصلة ، فلم تترك منزلا الا وفيه قتيل او معذب او مصاب بعاهة مستديمة. ناهيك عن الحمقى الذين صدقوا تزويج الترابي للقتلى بالحور العين فزحفوا للحرب من كل فج عميق ، طالبين الشهادة قبل ان يقال عنهم فطايس.
التقيت في الخارج ببعض هؤلاء الاسلاميين الذين كانوا مخلصين في ايمانهم ممن جاهدوا ؛ وجدتهم مشردين في بلاد العالم شرقا وغربا ، وجدتهم ولا زالوا على ضلالتهم يسترجعون بعيون دامعة ذكرى معارك الجنوب ومعركة الميل اربعين وخلافه من خزعبلات واوهام. وهذا ديدن العقول المسطحة حين تؤدي ادلجتها وغسلها الى عدم رؤية الحقيقة الانسانية في صورتها الأكبر والاوسع والاكثر واقعية وشمولية. الآيدولوجي الذي يحبس عقله في فكرة بائسة شيوعية او اخوانية او سلفية او غير ذلك ؛ يكون هو اول ضحاياها.
في المؤتمر العالمي للاحزاب الشيوعية والذي انعقد بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ، بكى فيه الكثير من الشيوعيين وذرفوا الدموع دما حينما اكتشفوا انهم اضاعوا زهرة اعمارهم في أكذوبة دكتاتورية البروليتاريا. ومثلهم شباب المسلمين المخلصين الذين تهافتوا وتقاطروا للقتال في الجنوب ثم القي بهم في الشارع بعد ان تحولت الحركة الاسلامية من القتل الى السرقة والفساد ونكاح المثنى والثلاث والرباع.
لقد اقترفوا جرائم قاسية حين سرقتهم سكين السلطة والتسلط وعماء الايدولوجيا. بعضهم كان مرنا فانعطف حيث انعطفت الجماعة وبعضهم كان صلبا فانكسر تحت الريح.
ليس مقتل سامر بالشيء الخطير ان قارناه بمن قتلوا في الماضي ، فعلى الاقل نحن نعرف جثة سامر ومكان مقبرته..وهذا ما لم يتسن لكثير من ضحايا الاسلامويين من قبل.

وتبكي بدمع العين والقلب ضاحك
وتشكو الظلم وهي الظالم.

Print Friendly, PDF & Email

عن suli nadus

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.