مين الكافر…؟!

بإحترام الزمن و تقديسه  تتقدم الشعوب ..
هذه العبارة تتكرر كثيراً ..
و قد قرأتها وسمعتها  مراراً وتكراراً.. لكن بعد خروجي من السودان مغاضباً قبل عدة سنوات .
عرفت تماماً ان إحترام الوقت من أهم المظاهر الحضارية وهو يعكس مدي إحترام الإنسان لذاته و لغيره .
والوقت عند الدول المتقدمة له ثمن غالي جدا .
وهنا يستحضرني موقف لا انساه طيلة حياتي..
في العام 2016  تلقيت رسالة عبر الايميل من استاذي المشرف cédric بجامعة مدرسه عليا للاستاذة ENS بباريس لدراسة ماجستير ( سياسة الخصوبة والوفيات في البلدان النامية) .
و رددت عليه  شاكراً ومؤكداً حضوري في الزمان والمكان المحددين .
ثم اتصل يوم الموعد وكان من المقرر له العاشرة صباحاً وإعتذر لي بكل تواضع قائلاً
( الفاضل)  . انا سوف اتأخر عن الموعد خمسة دقائق.. قال انه سوف يتأخر فقط خمسة دقائق واعتذر عن التأخير . فما بالك في السودان الموظف يتأخر بالساعات ويغلق المكتب للفطور و المجاملات و الاجتماعات التي تنبثق منها أخري ولا حياة لمن تنادي .

عرفتم لماذا هم في المقدمة؟!
أعود :
وذهبت قبل الموعد المحدد بنصف ساعة وادهشني اسلوبه المتحضر في التعامل.. فعنده الإنسان انسان لا فرق بين لون أو جنس أو لغه أو ديانه ومازحني ضاحكا .
ً قال لي حرفياً مواعيدك ما مواعيد سودانيين
وانا بطبعي منذ أن كنت في السودان كنت أدير وقتي
فكلامه والمجتمع الذي أعيش فيه جعلاني أكثر إحتراماً للوقت .
وفي أثناء وجودي في مكتبه قارنت ما بينه وبين الموظف عندنا في السودان .
و ثم تذكرت حديث احد الأصدقاء الذي روى لي قبل يومين قصة المهزلة  التي حدثت له عندما ذهب لانجاز امر مهم للغاية بادارة التعليم الثانوي في الخرطوم 3 واضطر للإنتظار لمدة 4 ساعات ونصف بالتمام لأنهم  كانوا في اجتماع .
فما هي النتيجة وما هي مخرجاته..؟ لكن اقول لك يا صديقي النتائج معروفه والمخرجات كذلك فهي حتماً كما  مخرجات الحوار الوطني
طبعاً في كلاهما الحصيله زيرو
ثم قلت لنفسي
بالله مين الكافر؟؟