الربكة والانفلات الاقتصادى عنوان المرحلة !!

ايقاف بنك السودان استبدال العملة الورقية من فئة الخمسين يبين مدى التخبط والعشوائية فى اتخاذ القرار الاقتصادى ..
يبدو ان البعض ممن اتو بعد محافظ بنك السودان الذى لبى نداء ربه يرى ان خطوة اتخاذ القرار الأول للبنك المركزى بأستبدال فئة الخمسين ليس صائبا ولكن معالجة الأمر باتت شبه مستحيلة بعد اصدار الفئة الجديدة ، وتداولها بين الجمهور  –  فأتخذو قرارا كارثيا اكثر من الأول بتداول الفئتين ” عملة واحدة من فئتين تعمل جمبا الى جمب ”  فى ان واحد وكارثيته تتمثل فى زيادة الكتلة النقدية خارج الجهاز المصرفى الذى فقد ثقة عملائه فى حفظ اماناتهم كوديعة قابلة للسحب فى اى لحظة – كما فقد السيطرة على كمية النقود المتداولة –  وهذا بدوره سيزيد من نسبة التضخم ويزيد من اشتعال اسعار الصرف واسعار السلع الاستهلاكية والكمالية المشتعلة اصلا ..
كان على بنك السودان المركزى ان يطرح اسهما وسندات استثمارية بفوائد ويضرب بذلك عصفورين بحجر واحد وهو ان يستثمر هذه الكتلة النقدية الضخمة ويزيد بذلك الانتاج ويسحب هذه الكتلة النقدية من ايدى الجمهور لتسيير الجهاز المصرفى وتقليل نسبة التضخم الذى وصل الى ارقاما لم يصلها من قبل فى تاريخ البلاد ..
لكن وللأسف مثل هذه المعالجات لاتوجد فيما يسمى بالأقتصاد الاسلامى الذى اتى بصيغ للأستثمار والتمويل لم تسمن ولم تغنى من جوع بل تسببت فى هذا الانهيار .. رغم ان حجتهم لانتهاج هذا النهج الخاطئ هو تفادى شبهة الرباء الا اننا نجد كل تعاملاتهم الاقتصادية الخارجية لاتخلو من الرباء – ناهيك عن فسادهم واكلهم لأموال الناس بالباطل الذى كذب هذا الادعاء الاجوف المتكئ على شعارات افرغوها وحدهم من محتواها ..
فيبدو بهذين القرارين الخاطئين ان الامور فى طريقها الى الانفلات الكامل نتيجة هذا الانهيار المريع …