الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / نداء السودان والهروب الكبير

نداء السودان والهروب الكبير

* ان عظمة التضحيات وحدها هى التى توفر للقضية ابطالا لا يترددون فى البذل ولا يتراجعون مهما اعترض سبيلهم من عقبات وهؤلاء الابطال لا نشك اطلاقا فى وجودهم بين صفوف الشعب ، فأبناؤهم العنصر المناضل العنيد الذى يستمر فى المعركة الى النهاية ..
التغيير والبناء لايشق طريقه الحافل بالأشواك الا اذا حمل لواءه زعماء شجعان ، قادرون على البذل والعطاء ، مستعدون للتضحية ، فاذا لم يقيض له زعماء من هذا الطراز فلن يتجند لخدمة هذا المشروع ” مشروع ثورة التغيير والبناء ” والذود عنه مناضلون يمشون الى لقاء الموت غير وجلين ..
* خرجت كثير من الاصوات مستنكرة الانتقادات التى وجهت الى القيادات السياسية التى التقت فى تحالف نداء السودان وفندت حججها ومبرراتها لقتل القضية بالتواطؤ والمماطلة والتسويف ، وذلك بالقول ان هذه خياراتهم ولكم خياراتكم طالما لم يعترضو طريقكم على حد تعبيرهم ، بل اعترضت طريق الشعب قولا وفعلا ، قولا بقراراتهم الوفاقية وتسويفهم للقضية ودماء شهدائها غير المبرر ، وفعلا بأعتبارهم قيادات صنعو لأنفسهم هذا الوضع الذى يجعل الشعوب تستمع لهم ، فطالما ضلو الطريق اذن لابد من تجريدهم اولا من هذا الوضع وتعريتهم امام الشعب حتى لا يضلو به الطريق وايقاعهم مواقع الهلاك ، فهذا الذى ينبغى الا نجامل فيه احدا .
* فعندما تناضل الشعوب من اجل كيانها لا يبقى محل للأعتبارات الجمالية ، لأن هذه الاعتبارات ما كانت لتكون لولا تلك المواقف السابقة العالقة فى مخيلتنا الجمعية ، فمتى توارت تلك المواقف توارت معها كل لوازم الاحترام والتقدير .
* الشعوب التى تنزل الى حلبة النضال للدفاع عن كيانها وحقها فى البقاء لا تلبث ان تفقد القدرة على الدفاع عن نفسها ان هى اولت المبادئ الانسانية والاعتبارات الجمالية من اهتمامها اكثر مما تستحق .
* يظل الكفاح الوسيلة المثلى للبقاء وتقوية صحة البدن وطاقة النوع على احتمال مشاق الطرق الوعرة التى تنتهى بتحقيق مشروع التغيير والبناء .. ويظل النضال والكفاح بالتالى شرطا اوليا لتقدم البشر وتطورهم .
فعلى من يريد الحياة الكريمة ان يكافح اذن ، فليس فى عالمنا هذا مكان لمن يتهرب من النضال .
* ان عهدا من النضال الشاق والكفاح المرير لا محال سيعقب العهد الحالى عهد الجمود والتواكل واللامبالا ، فالنصلة التى لا تستعمل يتأكلها الصدأ – ومن شاء ان تكون له الغلبة عليه بالهجوم لأنه سبيل النصر ، بينما الهروب والتغاضى ودفن الرؤوس فى الرمال لا يحرك  ساكنا ولا يبدل الحال الا سوءً .. رغم ذلك لا نجهل انه لا يجوز لنا الاعتماد على تفهم السواد الاعظم من شعبنا لرسالتنا واهدافنا قبل مضى بعض الوقت ، وانه حان لنا ان نحدد هذه الاهداف تحديدا واضحا وان نمضى فى الكفاح محطمين كل حاجز يعترض سبيلنا ، ولا نجهل كذلك ان العديد من الاشخاص الذين يهيمنون اليوم على مقدرات الدولة ويديرون شؤونها يفضلون المركب السهل .
ولنعلم انه متى ما اتحد عدد من الرجال متحليين بالعزم والقدرة الفاعلة متحررين من كل ما يقعد بالجماهير عن الحركة ، واضعين نصب اعينهم هدفا معينا فلن يلبث هؤلاء الرجال ان ينجزو اهدافهم ويحققو احلامهم فى مشروع البناء والتغيير .
فتاريخ العالم قد صنعته الصفوة ، ففى كل مرة كانت الاقلية من حيث العدد مجسدة للأرادة والاقدام .
ان اسمى الفكر تظل بدون قيمة اذا لم يقيض لها الزعيم الذى يمكنه ان يؤلب الجماهير حولها ..
ان شعبا يؤثر العبودية على رؤية بلاده تنهار امام عينيه هو شعب لا يستحق العيش ولا الحرية .
وان امة تلازمها الهواجس ويستبد بها القلق على مصيرها لا يمكنها ان تقدم نتاجا فكريا ذا قيمة ، فالتضحيات مهما غلت تهون فى سبيل تأمين الوطن  والحرية والعيش الكريم .
وان كل وسيلة تصبح مشروعة عندما يكون الأمر متعلقا بصون كيان شعب وضمان مستقبله .
فمتى يفهم المواطن ان استرداد الحقوق الضائعة والحريات المصادرة لايمكن ان يتم لنا بالابتهالات وحدها ولا بالشكاوى التى نرفعها الى المجتمع الدولى ، ان انتزاع الحقوق واسترداد كرامة الامة وحريتها خطوة نستطيع ان نقوم بها نحن يوم ان نصبح قادرين على مجابهة اعدائنا ..
عبدالقادر العشارى

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.