الجمعة , أبريل 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / ما أشبه الليلة بالبارحة!..

ما أشبه الليلة بالبارحة!..

   قال محدثي وهو يقلب كفاً بِكف : ما أشبه الليلة بالبارحه ! قلت لم افهم ما ترمي اليه !! قال وقد ارتسمت علي محياه علامات التعجب والاستغراب واستطرد قائلا : نحن ننتمي لجيل عاصر عدة انظمه عسكرية وديمقراطية ، وقد حبانا المولي بقرني إستشعار لما يحدث قبل حدوثه وبالحاسة السابعه ، حين حدوث أي تغييرات تطرأ علي الأنظمة التي تتشبث بالحكم رغم عجزها التام عن ممارسته ، ورغم تمسكها بالكراسي ، والمناصب بعد ان فقدت كل مقومات بقاءها واستمراريتها ، زائداً فقدانها للحاسة الشعورية وفقدانها للبوصلة ، وتيبس مفاصلها وعجزها عن الحركة رغم صعوبتها ومحاولاتها اليائسة للقفز ، رغم عدم جدواه ورغم خطورتها علي بقاءها علي قيد الحياة ولكنه ؛ العند والخوف والجبن ، ولعلك تعايش وتري ما يقوم به نظام الانقاذ من ملاواة لا تفيد وهو علي فراش الموت ، ونفاذ الإرادة الربانيه بأن النهاية قد أوشكت أن لم تكن قد حدثت بالفعل ، وان النظام قد مات موتاٌ سريرياٌ ، وبإنتظار من ينزع عنه الأجهزة المبقيه علي الحياة .
النظام الإجرامي يتنفس بالاجهزة الصناعيه ويتغذي بها بدون فائده ؛ موت الدماغ يعني الموت بمعناه الحقيقي والدماغ هنا يمثله القاتل اللص المجرم (البشير) الذي اصيب بداء يصعب التداوي منه فصار يهذي دون وعي يتحدث عن الفساد والمفسدين ومعاقبتهم ، وهو آخر من يسمح له بالحديث عنه فالكل حاكم ومحكوم ، عاقل ومجنون ، راشد أو لم يبلغ سن الرشد ، كبير أو صغير ، عجوز أو صبي ، وأظن أن راعي السوام في الخلاء ومعه شياهه ، وخرافه يعلمون أن الرجل  فاسد ، مفسد سارق ، وناهب ، وحامي لكل مجرمي ولصوص نظامه ، وواحد من أعتي سارقي ثروات وخيرات البلاد ، فكيف يتسني للص مثله الحديث عن الفساد ؟ انها مفارقة عجيبه!! .
    ومن تصاريف القدر دائماً يتساقط المندسين من أحصنة السباق ، وتخلع عنهم عباءات النضال ، بعد ان تنكشف خباياهم وهم يقدمون الاوكسجين للنظام الديكتاتوري ؛ ليردوا له الروح فيشهق ليعيش ، وهم يختبئون خلسة وخوفاٌ من الناظرين ، اقدامهم تساند الشمولية غيلة وأفواهم تنادي بالمعارضة حيلةٌ ؛ حتي ياتي زمان تتبرأ اقدامهم ، وافواهم من شر الديكتاتور بعد السقوط المدوي ! وينسلون منه كالشعرة من العجين انه حال مناضلي بلادي ! وهذا ما بدأ يتضح جلياٌ فقد منحوا نظام الديكتاتور طول الحياة ، ولكن جفت الأقلام ورفعت الصحف .
    واضاف محدثي : بانه لم يري هذا المجرم الا قبل اسبوع عند مراسم دفن شيخ ( صادق عبدالماجد) رحمه الله قال : انه رأي وجهاً غائر الأعين ، يتلفت في ذعر وقد بدت علي تقاسيم وجهه كل تعاسة الدنيا ، وارتسمت في ملامحه كل انواع الشقاء والحيرة ، وبدأ كانه جيفة تمشي علي أرجل فادركت وقتها ان دعاء الفقراء والمساكين الذين قاسوا الأمرين جراء رعونته ، واستبداده قد استجابت لها السماء ، وهي دعوات الملايين والأيدي المرفوعة الي رب العرش الكريم وهي تشكوه للاقتصاص منه في الحياة الدنيا ، وفي الآخرة أعد له عذاب اليم .
    إنها مرحلة الإنهيار ففي أواخر العهد المايوي البائد كانت الاحداث تتلاحق مثل ما يحدث الآن ، وما إنعدام كل مقومات الحياة من ندرة في كل السلع ، والادوية ، والغلاء المتصاعد واليأس والقنوط الذي اصاب النفوس ، والجوع الذي ضرب الانحاء ، لهو مؤشر نحو خواتيم المهزلة وما أشبه الليلة بالبارحه.. اين المفر؟ ، واين الالتجاء ؟
وكل الثروات والأموال التي نهبت سوف تعود حتماً مع الجزاء العادل ، بالشنق امام محاكم العدالة الشعبيه ، لا استثناء لرجل أو امرأة.
   والمجد للوطن ، ولأهله الذين صبروا علي البلاء ، والله عوننا وحامينا وموفقنا في مسعانا نحو غد أفضل.
ولانامت أعين الجبناء …

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.