الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / مرفق صورة الجثة والتقرير الطبي… عزرائيل في حضرة الالواح. …….

مرفق صورة الجثة والتقرير الطبي… عزرائيل في حضرة الالواح. …….

بقلم علاء الدين الدفينة
…….
انه صباح الاحد 25/مارس 2018م… خرجت مع ابني القسام عند شروق الشمس وطلبت منه الانتباه لنفسه والعودة مبكرا للمنزل خوفا من شدة الحرارة اذ فاقت خلال هذا الاسبوع ال48 درجة مئوية في بلد تتنفس المرض وتتنسم الفقر والالم… جلست برفقته في وسط سوق مدينة رفاعة وانا اقلب في جوالي بهدف اجراء بعض المكالمات الخاصة بتوفير جرعة دواء معدوم في السودان بينما يتلظى صاحبه المريض من اثار الفشل الكلوي وينتظر مصيره… دون اي مقدمات اتصلت على الاخ مقداد البيتي ليصطحبني الى مستشفى الاطفال برفاعة… تركت القسام في مكانه وذهبنا للمستشفى… طفنا على اقسامها وعنابرها ونحن نسال مرافقي الاطفال المرضى ما ان كانت لهم شكاوى او ان كان ينقصهم شي من ادوية او غيرها… لاحظت وجود اعداد كبيرة من الاطفال حديثي الولادة الذين تتراوح اعمارهم ما بين يوم وثلاثة اسابيع… ذهبت للاخ محمد صديق المدير الاداري وسالته عن حالاتهم وما ان كانوا بحاجة لاي شي او ان كان ينقصهم شي… وصل معي الاخ محمد للعنبر ووقف معي على الحالات وافادني بشرح وافي عنهم كما افادني بعدم حوجتهم لاي شي… ومعلوم ان منظمة شباب النهضة الخيرية التي اسست وانشات المستشفى تتكفل بالعلاج المجاني للمحتاجين كما تتكفل بدفع نفقات تسيير وتشغيل المستشفى…
بينما كنت اهم بالمغادرة استوقفني الاخ مقداد البيتي وافادني ان احد الاطفال قد لفظ انفاسه الاخيرة اثناء تجولنا في العنابر… عدت برفقته للعنبر المعني ووجدث جثمان الطفل مسجى في سريره وبجواره رجل مكلوم اتضح بعد سؤاله انه جده لابيه والرجل ينحدر من غرب السودان بحسب لهجته وسحناته…سالت عن والد الطفل وعلمت انه في الخرطوم… وبسؤالي عن الجهة التي قدم منها الطفل افادوني انه قد جئ به من خلوة لتحفيظ القران تقع في قرية دلوت ريفي رفاعة… سالت جده عما ينوي فعله فافادني بانه ليس له اهل او اقارب بالجوار لذا فسينقل الجثمان للخلوة وسيتم تشييعه منها.
طلبت من الاخ محمد صديق عدم السماح باستلام الجثمان او نقله من المستشفى الا بعد اتخاذ الاجراءات اللازمة… اتصلت بمدير جهاز الامن بالمنطقة وطلبت منه الحضور بنفسه او ارسال من ينوب عنه… وفي غضون عشرة دقائق وصل للمستشفى افراد من الجهاز وطلبت منهم الشروع في فتح ملف خاص بحالات الاطفال المترددين على المستشفى من خلاوى تحفيظ القران… كما طلبت من ادارة المستشفى مدي  بتقرير مفصل عن الحالة الماثلة بين ايدينا واي حالات اخرى… واتضح لي ان الطفل الذي فارق الحياة هو عبدالله بابكر عيسى ويبلغ من العمر 7 سنوات وقد وصل للمستشفى قبل حوالي 11 ساعة من مفارقته للحياة وهو في حالة متاخرة ويعاني من نزيف في الراس بسبب القوبا وجفاف وتشققات في الارجل اضافة الى امتلاء الرئتين بسوائل مجهولة وامراض اخرى… ولم يستجب لكل المحاولات التي بذلت لانقاذه… (مرفق صورة التقرير الطبي مع صورة الجثة)… تسلم جهاز الامن التقرير الطبي من ادارة المستشفى وانصرف افراده…
بعدها  قمت باجراء استطلاع مع احد مرافقي الطفل المتوفي وهو ايضا طفل يعاني من طفح جلدي كما يظهر من جسده وافادني ان زميله عبدالله اصيب بتشنجات شديدة ادت لنقله للمستشفى… ويقول المدير الاداري انهم في مستشفى الاطفال برفاعة تسلموا الطفل باحالة رسمية من مستشفى دلوت… وبحسب بعض الافادات فان المستشفى يستقبل كثيرا من الحالات الواردة من خلاوى القران وهي دوما حالات صعبه وبعضها ياتي في مراحل متازمة او متاخرة وليس معهم اي مرافق سوى اطفال في نفس العمر ودون نفقات علاجية او غذائية.
طلبت من الاخوة في ادارة المستشفى تبليغ الجهات الرسمية باي حالة تصلهم من الخلاوي وتجهيز احصائية متكاملة عن كل الحالات التي وردتهم من الخلاوى.
ذهبت بعدها لمكتب الشؤون الاجتماعية بالمحلية وجلست مع مديرته الاستاذة فائزة بشرى وعرضت عليها الحالة وسالتها عن دورها ودور مكتبها في هذه الحالات وافادت بان هذه مسؤولية الشؤون الدينية والاوقاف وانها وان حاولت ان تقدم اي مساعدة فانها لا تملك الامكانيات لذلك بل انها هي نفسها بحاجة لدعم لمكتبها…
غادرتها للشؤون الدينية واجتمعت بمديرها محمد احمد البشير والذي وجدته بمعية مجموعة من شيوخ وائمة جماعة انصار السنة المحمدية وبعض شيوخ وخلفاء الطرق الصوفية (قاعدين مع بعض في كامل الود وفطورهم على الطاولة في انتظار انصرافي) ووجهت له عدة اسئلة كما حملته المسؤولية الكاملة عن هذا الطفل وبقية الاطفال… وكان السؤال المركزي كيف نقتل الاطفال باسم الله والقران والاسلام ؟… وكيف يسمحون لانفسهم باستقبال اطفال في سن السابعة ووضعهم في ظروف من الفقر والجوع والمرض الذي يصل بهم حد الموت بحجة تحفيظهم القران…ثم من قال ان حفظ هذا الطفل للقران اوجب عند الله من حياته؟؟؟ اجابني بانهم يستلمون الطفل من اولياء امره واسرته…قلت له وهل تعتبر جهل او فقر اسرته سيخول لهم ان يحددوا للطفل حياته ويرسموا له مصيره؟؟؟ وهل ابوة او امومة الاب والام تخول لهما ان يهددا حياته ويصلا به درجة الموت؟؟؟ وما هو معيار ديناته ومكتبه الديني لمسالة الوصاية؟؟؟ بل ماهو معيار هذه الخلاوى ورؤاها لمسالة الطفولة والدين والقران والموت والحياة…وكيف يسمح احد شيوخ الخلاوي لنفسه بالتضحية بحياة هؤلاء الاطفال وجعلهم يصطلون بالفقر والمرض والجوع درجة الموت بينما يمتطي شياخته سيارات تبلغ قيمتها مليارات الجنيهات؟؟؟ ماهو معيار الدين لديهم وما معيار التقوى والايمان والزهد والورع واليقين؟؟؟ قال لي ان عرباتهم ليست فارهة… قلت لنفترض انهم يركبون (الحمير).. لم لا يبيعونها ليطعموا هؤلاء الاطفال ويعالجونهم.؟
حاول ان ينتقل بي الى نظام ولوائح القبول في الخلاوي واستشهد باحد الحضور من شيوخ الطرق الصوفيه بمثلما استشهد في حواره ودفوعاته بالمتواجدين من شيوخ جماعة انصار السنة…
……….
فيما يخص العلاج وعدد طلاب الخلاوي افاد بان عددهم في محلية شرق الجزيرة يبلغ 21 الف طفل وانهم يجدون معاناة لتوفير بطاقات التامين الصحي لهم وان ادارة التامين الصحي ترفض ان تستخرج لهم بطاقات تامين لان ديوان الزكاة يرفض تمويل علاجهم… بل ان وفدا اداريا وصحيا رسميا وزع على الخلاوى بنادول وجرعات ملاريا ومنحها لشيوخ الخلاوي ليوزعوها على طلابهم!!! وسالته متسائلا (لو افترضنا ان الشيخ مؤهل علميا لذلك فكيف يكتشف الملاريا ويشخصها بدون فحوصات…يرمي ليها الودع؟؟؟) واجابني بابتسامة باهته.
اتصلت على مدير التامين الاستاذ خالد عثمان وسالته عن افادته ورده على اقوال مدير الشؤون الدينيه فقال لي ان هذه مسؤولية ولائية وان الولاية قد وزعت للخلاوى بطاقات تامين بدون اسماء ويسمح بموجبها للشيخ ان يوزع البطاقات على مرضاه الطلاب ليتعالجوا بها ولكن لم يتم التجديد لهم في الفترة الماضية… وبسؤالي للشيخ محمد احمد البشير عن صحة المعلومة افادني بالايجاب مؤكدا ان وفدا من الولاية زارهم بصحبة مدير التامين بالمحلية  في (الخريف الفات) لكنه لم يفعل لهم شي.
………
قلت للشيخ… انا علاء الدين الدفينة الذي يمثل نفسه فقط اتعهد لك بفتح ابواب الجحيم عليك وعلى مكتبك وخلاويك حتى اضمن استمرار حياة هؤلاء الاطفال كما ينبغي لها.
والتزم بعهدي ما حييت… واسمح لكل من يطلع على هذا المنشور بنشره واعادة نشره والاستعانة به في اي دفوعات وفي اي محفل ولاي هدف او غاية يصبان في مصلحة الانسان وحياة الطفولة…واناشد كافة المنظمات والجهات الانسانية والخيرية والاعلامية ذات الصلة بايلاء الامر كل العناية…

علاء الدين الدفينة.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.