الخميس , أبريل 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / وثائقيات سودانية / ثقافة الاعتراف بالحقائق

ثقافة الاعتراف بالحقائق
(النصيحة حارة .. ومع ذلك سأكتب تحت هذا العنوان عدداً لا أدري كمه من البوستات)

هل نضج وعي المتعلمين؟؟
عندما فجعت الإدارة الإستعمارية في المتعلمين الذين كانت تعدهم في مدارسها لقيادة تيار ديموقراطي علماني من اجل مناهضة التيار الإتحادي العروبي الساعي لضم السودان لمصر ومناهضة التيار الإستقلالي الديني الساعي لإعادة الحكم المهدوي الديني، عندما فجعت تلك الإدارة في المتعلمين بسبب مساندتهم للتيارين الكبيرين ثم الذوبان فيهما في نهاية المطاف، فإن أول من إتجه إليهم تفكيرها هم أهل المناطق الطرفية البعيدة عن المركز. ويشهد التاريخ كيف سعت الإدارة الإستعمارية لإنشاء (الحزب الجمهوري الإشتراكي) من زعماء القبائل في الشمال والشرق والجنوب والغرب، باعتبار أن أهل المناطق الطرفية

ثقافة الاعتراف بالحقائق

ثقافة الاعتراف بالحقائق
(النصيحة حارة .. ومع ذلك سأكتب تحت هذا العنوان عدداً لا أدري كمه من البوستات)

هل نضج وعي المتعلمين؟؟
عندما فجعت الإدارة الإستعمارية في المتعلمين الذين كانت تعدهم في مدارسها لقيادة تيار ديموقراطي علماني من اجل مناهضة التيار الإتحادي العروبي الساعي لضم السودان لمصر ومناهضة التيار الإستقلالي الديني الساعي لإعادة الحكم المهدوي الديني، عندما فجعت تلك الإدارة في المتعلمين بسبب مساندتهم للتيارين الكبيرين ثم الذوبان فيهما في نهاية المطاف، فإن أول من إتجه إليهم تفكيرها هم أهل المناطق الطرفية البعيدة عن المركز. ويشهد التاريخ كيف سعت الإدارة الإستعمارية لإنشاء (الحزب الجمهوري الإشتراكي) من زعماء القبائل في الشمال والشرق والجنوب والغرب، باعتبار أن أهل المناطق الطرفية البعيدة عن المركز زائداً المتعلمين،  هم أصحاب المصلحة الحقيقية في إقامة سودان ديموقراطي علماني بعيداً عن أطماع الساسة المصريين المرتبطة بالعروبة وبعيداً عن طموحات السيد عبد الرحمن المهدي السياسية المرتبطة بالدين.

ورغم فشل هذا الحزب وموته المبكر لما لقيه من حرب من جميع التيارات، بعضها عن وعي، مثل الاتحاديين والاستقلاليين، وبعضها عن جهل، مثل قوى اليسار، إلا أنه قد أثبت من خلال عمره القصير بأن قضايا أهل المناطق الطرفية البعيدة عن المركز لا بد لها من وعاء سياسي يأتي من خارج التيارين الكبيرين، التيار العروبي والتيار الديني.

غير أن نظار الشرق وعمد الغرب وسلاطين الجنوب وجبال النوبة لم يكن لديهم، في ذلك الوقت المبكر، من الوعي السياسي والإجتماعي ما يجعلهم يجارون فهم الإدارة الإنجليزية، كما أن أهل المناطق الطرفية البعيدة عن المركز لم يكونوا على مستوى من الوعي السياسي بحيث يفهمون ضرورة قيام هذا الوعاء.
ولم يقع الفهم السياسي في الاطراف والهوامش، إلا بعد الإستقلال حيث أضطروا لخلق إتحاداتهم وأحزابهم السياسية خارج التيارين المذكورين، (اتحاد البجا – اتحاد جبال النوبة – الكتلة الجنوبية في برلمان الحكم الذاتي)

والآن، وبعد مرور ما يزيد عن الخمسين عاماً، فإن وعي أهل المناطق الطرفية البعيدة عن المركز بتناقض مصالحهم مع توجهات التيار العروبي والتيار الديني، قد تعمق ونضج لدرجة أنهم قد اخذوا يقاتلون من أجل فرض خيارهم الديموقراطي على السودان. فهل نضج وعي المتعلمين؟؟…

حامد الشيخ

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.