الثلاثاء , أبريل 30 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / هل نحن أحياء ؟! …

هل نحن أحياء ؟! …

  ألا زالت الخرطوم تتنفس كذباً ونفاقاً بفضل هؤلاء المتأسلمين المتعسكرين الذين يقبضون علي تلابيب الشعب السوداني المغلوب علي أمره ؟ وجلاد الغلاء يضربهم بسياط الرهبة والصمت يزين افواهم والرهبة تكتنفهم ؟ والصحف لا زالت تكتب ما يريد أن يكتبه نظام الخرطوم ؟ ألا زالت المدن والقري خالية من المواطنين بعد هجرها شبابها هائمين علي وجه البسيطة باحثين عن حياة كريمة ، فارشين بساط الارض مأوي لهم وملتحفين السماء بدون أمل أو هدف ؟ وهمهمات ابناء الوطن لا زالت مبحوحة وهم يتحدثون عن النظام ، ويتجولون بعيونهم خوفاً من الأخ قبل الغريب !
ألا زالت الوجوه عابسة مكفهرة تحكي قصة شعب شاخ وذبل عطاءه ، واهدرت كرامته ، وقطعت يده المانحة فأمسي يتسول الفتات ، وأغلق ابوابه المفتوحة فيما مضي واصبح يخشي الضيوف ؟ الا زال الاطفال ينتظرون بقايا الأكل أمام المطاعم ؟ والنساء يستحين من الجزارين عندما يطلبن ربع عظم بدعوة انها للكلب ؟ والجزار يعلم انها لهم فيضع فيه بعضاً من اللحم نوعاً من النخوة التي اريقت ؟ وينتظر الجزار نساءً اخريات يهبطن من السيارات الفارهة وهن يتحلين بالذهب ارتالاً ليطلبن كل ما لذ وطاب ، ويدفعن بدون نقاش ، فيشعر بأن الله عوضه .
   أما زالت النسوة في عويل ونحيب بين كل منزل ودار في شقشقة الصباح ، وهدوء المساء فاما وداعاً لاحد فلذات الاكباد مغادراً بلا عودة ولا ميعاد من الوطن حاملاً حقيبته ، أو صرخات فراق لرحيل أبدي اسكنه الثري ، لتتشابه لحظات المغادرة فإما خروج بحقيبة يحملها او يحملونه علي ذاك السرير لمخدعه الأخير ليواري الثري ملفوفاً بتلك القطعة البيضاء وحوله شباباً يهللون ويكبرون وتشعر بأن المحمول سعيداً في حمله ، وتكاد تسمع جلجلة ضحكته بعد ان ترك مآسي بلاده وألآمها في مهب الريح ، فربما اصمته اندثار أمالهِ وأحلامهِ التي استعصي عليه تحقيقها .
ألا يزال اصحاب الشهادات الجامعية يطرقون ابواب المؤسسات والشركات وهم يفتقدون لأهم شهادة وهي صلة القرابة أو النسب أو الوساطة فيعودون خالي الوفاض يتسكعون في الطرقات متمنين أن ياخذهم الله ليريحهم من إنهزامية والخنوع وهم يشاهدون أسرهم يقتلها الجوع والفاقة ، وتذبحها الحوجة وتبدأ في الإنحلال .
هل صحيح ان النساء اصبحن يتجولن ليلاً بلا محرم ، وهن اصبحن بأيديهن الحل والعقد .
  ألا يزال مطار الخرطوم خالياً من استقبال الوافدين ومزدحماً بالمغادرين ، وتشاهد العساكر ينبشون حقائب المغادرين يتصارعون في الغنائم والسرقة امام الجميع بلا خوف من أن يطالهم القانون ، هل القانون في وضع الصامت حتي الآن في بلادي ؟ وهل لا زلنا نقبض على البسطاء ونقدمهم قرباناً للقانون كأننا ابطالاً ؟ ونفرح ونتصور مع الأغنياء المغتصبين وسارقي المليارات ونحتفي بهم ! الا زال سارقي البنوك وآكلي حقوق الشعب هم القادة والوجهاء والاثرياء والمحترمين في مجتمعنا الذين يستقبلهم الجميع مهللين فرحين بحضورهم .
  الا زالت أسواقنا متسخة وأزقتنا ضيقة يتبول المارة علي جوانبها ، ويرقد في ظلها المشردين والمتسولين ويستوطنوا  مجاريها ، ويقتسمون اللقمة ويتصارعون في المخدرات و( سلسيون).
وتتشر في الطرقات عصابات مسلحة تختطف حقائب وهواتف النساء ، وفتيات الجامعات.
وشوارعنا تمتلئ بالحفر والمياه عندما تهبط علينا نقاط ماء من السماء ، الا زالت مستشفياتنا تشعرنا بالتقيؤ عندما ندخل عنابرها ؟ ونرتجف ونحن نحمل روشتة دواء ونشعر بأننا مرضي امام الصيادلة خوفاً من الاسعار .
  الا يزال العساكر في الطرق يشكلون الخوف والرهبة لكل مواطن ويشعرونه بأنهم القضاة والجلادون فيترك لهم الشارع خوفاً من خلق ذرائع لابتزازهم ، وهم مشغولين بالرشاوي وإستهداف بائعات الشاي ، وإقتناص المارة .
الا زالت النساء يمسكن باطفالهن ويتابعنهم كظلهم خوفاً من الاغتصابات والتحرشات ، ويتفقدوا مؤخرات اطفالهم بعد عودتهم من المدارس ، والجامعات ، ورياض الأطفال ، ويكثروا عليهم الأسئلة ، ويقضين الساعات الطوال في نصحهم وتحذيرهم من القريب قبل البعيد .
ألا زال الأطفال يسألون أبائهم عندما يطرق الباب هل أنت موجود يا أبي أم غير موجود ؟ ويكون تردد الأب ليجيب بعد برهة ويده تلاعب المناطق الحساسة ، اذا كان فلان فأنا غير موجود ، فينطلق الأبن نحو الباب ويخرج الأب نظارته ويتفل عليها ليغسل زجاجها بريقه ويمسحها بملابسه ، كيما يشاهد القادم  من بعيد .

   هل سنين النكثة للاخوان المتأسلمين اضاعت مقدرات شعبنا ، ولوثت كرامته واهدرت ثرواته ، وسلبت منه النخوة ، والكرامة والعزة ؟  هل يعود النسيج الاجتماعي الي ما كان عليه بعد أكثر من ربع قرن ؟، ويطيب الجرح ، وتفتح الابواب المغلقة ، وتعود البسمة والترحاب للضيوف السائر والزائر ؟ وننبذ السارقين المغتصبين من مجتمعنا بعد ان نحاكمهم ونحاسبهم علي ما إغترفوه ؟  وتعود الخرطوم الى ألقها ، وبهاءها ونشتم العنبر والطيب ، ونزرع الصندل بيننا وتفوح من المنازل رائحة (بنت السودان) في مدننا المضيافة ، عبقاً طيباً ، ليطيب المقام لكل سوداني في وطنه الحبيب…

   Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.