الخميس , مارس 28 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / القطب الاتحادي علي محمود حسنين ل(المستقلة) (1)

القطب الاتحادي علي محمود حسنين ل(المستقلة) (1)

اقسمت   أن لا اتزوج الا وقد سقط نظام عبود
لم اتزوج عن حب.. وجل اولادي ولدوا وانا بالمعتقل
يمكنني العيش بسندوتش فول  وشوربة عدس فانا من الطبقة الشعبية العادية
اعرف كل  مايحدث في السودان  اكثر من الذين في الداخل
اعيش من مدخراتي فانا السياسي الوحيد الذي تحول له اموال من الداخل
اجرته بالقاهرة : هانم آدم
علي محمود حسنين  قانوني ضليع  وسياسي معروف تشرب السياسة منذ مرحلة باكرة من عمرة ، وكانت لنشأته في بيئة إتحادية الاثر الواضح في مسيرة حياته وشكلت مدرسة خور طقت وجامعة الخرطوم محطات مهمة ساعدته في مستقبله القيادي ،اشتهر بمواقفه  القوية والثابتة ، وسجن لعدة سنوات غير ان ذلك لم يثنيه عن مبادئه .يشغل حاليا منصب رئيس الجبهة  الوطنية العريضة التي ترفض الحوار مع الحكومة
(المستقلة ) زارته بداره العامرة بحدائق القبة بالقاهرة فاستقبلنا بحفاوة  السودانيين المعهودة وكان معه هذا الحوار الذي حرصنا ان يحمل الجانب الاجتماعي ثم السياسي ورغم ان الحوار تأخر بعض الشيء إلا اننا حرصنا علي يطالع القاريء  ماجاء فيه من افادات فالي مضابط الحوار:
اجرته بالقاهرة : هانم آدم
من هو علي محمود حسنين؟
انا  مواطن  سوداني من شمال السودان ولدت في   منطقة ارقو  شمال دنقلا والتي تتمييز   بتداخل  العديد من الحضارات وتضم قبائل شتي ، فمثلما  السودان  به قبائل متعددة فدنقلا ايضا قبائلها متعددة مثلها مثل دارفور التي  تتعدد  قبائلها  . فمنطقة ارقو تضم  البديرية والمحس والنوبة  والرطانة والكابابيش والهواوير وكلنا نسمي  دناقلا .
المراحل التعليمية ؟
الاولية في ارقو ، الوسطي،  القولد الوسطي وهي  اول مدرسة  انشئت في منطقتنا حيث كانت هناك مدرستين فقط الاولي في بربر والثانية في حلفا القديمة  وتم انشاء مدرسة  القولد في الوسط  بين حلفا القديمة وبربر وكنت من اوائل الذين درسوا بها   ،اما  الثانوي وادي سيدنا .ثم جامعة الخرطوم كلية القانون ، والدراسات العليا في جامعة شيكاغو. 
مدرسة القولد اشتهرت بتميزها ولفترة قريبة كانت هناك انشودة  مازال الكثيرون يرددونها حتي الان؟
كانت افضل مدرسة في السودان وحتي عندما انتقلنا لمدرسة وادي سيدنا انتقلنا جميعا وكنا اربعين طالبا ، وكان طلاب القولد يحتلون الثمانية ضمن  العشرة الاوائل ، حينها كانت النتيجة مركزية في كل السودان .
الي ماذا ترجع تميز طلاب القولد وقتها ؟
كانت مدرسة ممتازة اضافة  لذكاء الطلاب انفسهم والذي ارجعه الكثيرون لاكل التمر  واخرين ارجعوه للتداخل القبلي المتعدد بالمنطقة  والتعايش مع ثقافات وقبائل مختلفة  واخريين عزوه  الي ان المنطقة تعتبر منطقة عبور لكثير من الثقافات  الاسلامية وغيرها فكلها مرت  عن طريق دنقلا  واسباب متعددة  جعلت  ابناء المنطقة متميزين .
وكيف كان نظام الدراسة في وادي سيدنا ؟ 
جميع الاساتذه  كانوا انجليز  فيما عادا  مدرسي اللغة العربية  والدينية ، لذلك كنا متمكنين في اللغة الانجليزية بجانب ثقافتنا ونشاطنا السياسي والاجتماعي الواسعيين ، وكانت لنا ادوار في الصراع ضد الاستعمار منذ  دخولنا لوادي سيدنا في بداية عام  1952م .
ننتقل  للمرحلة الجامعية وابرز  الزملاء فيها ؟
عدد من الزملاء منهم  ابيل الير ، بينابيت حاج علي كان  كان يشغل منصب رئيس لقضاء ،  وحسن عمر كان وزير العدل في فترة  مايو  والمرحوم وقيع الله ،والمرحوم عمر حسن شكاك  ،محمد يس عبد العال حاليا بالكويت  ، والشاعر الحسين الحسن ، محمد محمود ابو قصيصة   كان عضو المحكمة الدستورية . وكانت  معنا ايضا  احسان فخري والتي تعتبر  اول امرأة في  كلية القانون ،  واول قاضية سودانية ولكنها لم تتخرج معنا وتعينت في القضاء  لاول مرة بعدنا فنحن عملنا  بالقضاء في عام 1960 وهي التحقت بنا في عام 1964.
وكيف كان النشاط السياسي في تلك الفترة ؟
اذكر  انني كنت نائب رئيس الاتحاد بجامعة الخرطوم في عام 1957  ومن ثم  رئيسا له  في الفترة من 1958ـ 1960م) عام تخرجي ، وكان معي  في الاتحاد عدد من المدارس الفكرية المختلفة ( يسارية واسلاموية  ووطنية)  كنا متفقين في كل القضايا الوطنية ونختلف من المناهج الفكرية الايدلوجية، وعند مجيء نظام عبود في 1958م قاتلناه بالاجماع كقوي سياسية ورفعنا مزكرة  لاسقاطه وتم اعتقالنا  ، وظلننا نقاتل   بطريقة شرسة  واجرينا اتصالات واسعة مع القوي السياسية  ( وطني  اتحادي برئاسة اسماعيل الازهري،الامام صديق حزب الامة وغيره ،يساريين ) وبوصفي  رئيسا للاتحاد نجحت في توحيدهم  بقيام الجبهة الوطنية الاولي سنة 1959م .
الزواج؟
تزوجت في 26 نوفمبر 1964  وكان يمكن ان اتزوج قبل هذا ولكن  اقسمت  بالله العظيم بان ان لا اتزوج الا وقد سقط نظام عبود .
هل تزوجت عن حب ؟
لا ليس حبا بالمعني فجيلنا ليس جيل حب بل جيل معرفة فالزواج يكون عن  معرفة وقناعة  وليس بمفهوم الجيل الجديد الذي   يتزوج عن حب وعلاقات  ،  كما انني لم اتزوج زواجا تقليديا وذلك بان اكلف بان يختار لي . ولكن  كانت المعرفة المباشرة في اطار الاسرة. وكنت ساتزوج عام  1962 عقب عودتي من امريكا والانتهاء من الدراسات العليا حيث كنت اشغل  وقتها  منصب  الامين العام  لاتحاد الافارقة للدراسات العليا ولدي نشاط مكثف ، ولكن  اقسمت بان لا اتزوج وعبود في الحكم ،ولو  عبود استمر   كنت ساظل عازبا حتي اليوم ، لذلك قاتلت  قتالا شرسا،وفي نفس شهر اكتوبر الذي اسقطنا حكمه خطبت واكملت مراسم الزواج في السادس والعشرون من شهر نوفمبر  .
هل هناك صلة قرابة  مع زوجتك ؟
زوجتي  ليس ببعيدة عني فانا ووالدها  ابناء عمومة بجانب وجود صلة قرابة مع والدتها وتزوجتها عن معرفة وليس بالصورة التقليدية  وكنا  نتزاور كاسرتين  ولكن الزواج لم يكن بسبب صلة القربي  بل  لان والدها كان رجل شهم وكريم وهي نفسها  كانت واعية ومستنيرة  جدا  ومتفهمة ،وتحملتني كثيرا   فقد قاتلت نظام نميري ومكثت اكثر من سبعه سنوات بالسجن في عهده  فاشرفت بطريقة واضحة علي تربية ابنائي وانا بالمعتقل وجل اولادي ولدوا وانا معتقل.
كم لديك من الابناء ؟
لدي ولدين واربعة  بنات اربعة منهم ولدوا وانا بالمعتقل ، و قامت  زوجتي بدور الاب وانا في المعتقل والذي وصلت فيه  حتي حبل المشنقة في عام 1976م ولكن ربنا اراد لي العيش وقتها لم يتجاوز عمري الثلاثينات فانا مؤمن  ايمان عميق جدا ، بان الموت والحياة بيد الله وحده  وليس سواه لذلك طوال عمري لم اخاف من شخص ولم  ازعر من مآسأة او مواجهة حصلت لي  ولو رايت دبابة تضرب اذهب تجاهها وانا علي يقين بان هذه الدبابة لن تصيبني الا اذا كان مكتوبا ان تصيبني  ان ذهبت اتجاهها ام لم اذهب  فاأنا ايماني قدري جدا لذلك فالمدام تحملتني  كل هذه السنين حتي تزوجت بناتي وحاليا لدي احفاد  فحفيدي الاكبر اصبح طبيب والباقيين في الجامعات.
ومتي خرجت من السودان ولماذا ؟
  وانا في هذه السن اضطررت  للخروج  من السودان في العام 2009م ، ليس زعرا او خوفا من قدر ولكن  حسابات دنيوية ،فقد شعرت بان نشاطي في الخارج  سيكون  اكثر فاعلية من ان اكون في الداخل فلو كنت  في الداخل كان يمكن ان يتم تصفيتي والاعمار بيد الله اواسجن  وهذا ايضا بامر  الله واذا تم هذا فان حركتي  السياسية ستكون ضعيفة، ، فانا واحد وعشرين عاما اقاتل النظام في الخرطوم واعتقلت  كثيرا في الخرطوم واخر مره اتهمت في العام 2007م بالعمل علي اطاحة النظام بالقوة العسكرية  ووجهت لي 12 ماده اعدام   ووضعونا في السجن وقتها نفذت اضراب سياسي عن الطعام .
وكيف نفدت من كل هذه الاتهامات؟
كانت اتهامات هايفة جدا وانا  اصررت  بان يذهب بنا للمحكمة واضربت عن الطعام وحدث تضامن جماهيري وشعبي ، وفي الجلسة الاولي بالمحكمة هتفنا بقوة عقب ذلك اصدر عمر البشير في الاول من  يناير  2008م قرارا  بشطب القضية واطلاق سراحنا كلنا بما فيهم ال(28) ظابطا في الجيش في المعاشات الذين كانوا معتقلين معي وكانت تهمتنا بانني احرضهم للقيام بانقلاب وهذا حديث غير صحيح .ولكن عندما هددت بالقتل خرجت من السودان في العام 2009م وحاليا متشرد في الدنيا مابين السودان وبريطانيا واوربا وامريكا ، وامكث في اي بلد  شهرين او اكثر وانفذ  فيها نشاطي واحمل في كل هذه الرحلات قضية السودان علي ظهري ،فانا عارضت الانقاذ  منذ ان كنت  في الداخل   من 89 19م وحتي 2009م فقد اقمت  العديد من الندوات في عدد من الدول وكانت تجد متابعة من الذين في الداخل عبر الفيس بوك او اليوتيوب او غيره، واخاطب الناس في كل انحاء السودان ،  واجزم  باني اعرف كل مايدور  في السودان  ولحظيا  واحيانا ازود من في الداخل عن مايحدث في السودان ، خصوصا واني متفرغ للقضية .
وكيف تمارس حياتك وانت دون عمل؟
اعيش من مدخراتي  وابيع ممتلكاتي  في الداخل فانا السياسي الوحيد الذي تحول له اموال من الداخل( املاكي واسرتي ) الى الخارج ولا اطلب عون او تبرع من انسان ، فقد حاربت عبود ونميري من مالي  وبعت  املاك كثيرة ومولت بها المعارضة في مايو والان بعت ايضا من املاكي لانني عندما عملت محاميا كنت ناجحا بجانب فترة عملي بالقضاء فمصاريفي محدودة  وليس لي في الانحرافات المختلفة ولا السجائر ولا اعرف اسماء الخمور ولم اتذوقها،ويمكنني العيش بسندوتش فول  وشوربه عدس فانا من الطبقة الشعبية العادية، اركب التكتك والمترو،  وعندما اكون مريض اركب التاكسي.
الملاحظ ان السياسيون دائما مايلجأون للحراسات الشخصية غير ان محمود لم نلاحظ عنده هذه الصفة ؟  لم الجأ للحرس طوال حياتي رغم ان امثالي كثر في الداخل لهم حراسات  ، وقد قدمت لي عروض كثيرة بتوفيرها ، وكثيرا ماأجد استغرابا من القوي السياسية عندما يجدوني اقود عربتي واذهب للمقابر ، وحتي في منزلي ليس لدي اي حراسات  ومفتاح شخصيتي التوكل علي الله ؟
موقف في الزاكرة ؟
في عام 1985م كنت في ندوة سياسية في امبدة  ووصلت منزلي الساعة الثانية  صباحا ووجدت ثلاثة اشخاص في انتظاري عند مستطبة المنزل  وفضلتهم لبيتي واكرمتهم فقالوا لي (نحن خجلانين  فنحن تم ارسالنا لقتلك ) واستفسرتهم عن وجود اي  سابق معرفة بيني وبينهم او انني عملت في مظلمة احد منهم فنفوا ذلك وعلمت منهم بأنهم مؤجرين بخمسة الف جنيه من قبل اناس ينافسوني في الشأن العام، وطلبوا مني مبلغ الخمسة الف جنيه ووعدوني بانهم سيتركوني بعد ان انتابهم الخجل من معاملتي ،ووعدتهم بتدبير المبلغ في اليوم التالي ليس من اجل ان لا يقتلوني ولكن لانهم كانوا في حوجة   ، وفي اليوم التالي ابلغت  الامن الداخلي بوزارة الداخلية، واخبرت حزبي  بالمواعيد التي حددتها لهم وطلبت من  ابو سن وكان وقتها نائبا لي الحضور وسماع كل مايدور   وعند وصولهم  كانوا مطمئنين ، وكان  هناك ضابط من قبل وزارة الداخلية لعب دور الخادم وكان يقدم  الطلبات لاهل  المنزل وبمجرد وصولهم  بدأ في تقديم الضيافة  فاخبرتهم بان حزبي يريد ان يسمع منهم حتي يصدقوني فحكوا كل شي فتم تسجيل  الحديث وبعد ان اتموا حديثهم قام  الضابط باعتقالهم ، وحكوا البينات وقد وجدتهم ضحايا  واعترفوا بمن حرضهم واتوا به وتم وضعه في الحبس  وحتي الذي حرض كان من قبل سياسين  فتأثرت بموقفهم وعفوت  عنهم واطلقت سراحهم فاعتزروا رغم  ان الشرطة لم تكن راضية   بذلك لان هذه جريمة دخيلة علي المجتمع السياسي .
توجهك  السياسي ايام الجامعة ؟
انا  رجل اتحادي من اسرة اتحادية وفي منطقة اتحادية والدي  كان راعي الحزب الوطني الاتحادي  في الشمالية  ورئيس الحزب كان اخي  ، وكان منزلنا في ارقو  هو المقر  وحتي الرئيس  اسماعيل  الازهري عندما ياتي الي بلدنا في بداية الخمسينات  ينزل معنا  حيث تقام كل   الندوات  السياسية  هناك  وكانت والدتي رحمها الله   تعد غرفة اسمها غرفة اسماعيل الازهري وتفرش (ملايات) منسوجا عليه اسمه    ،وقتها كان الحمام (بالطشت) ولكننا عملنا حمام وبه برميل كنا نملاه مخصوص حتي يستطيع ان يستحم (بالدش ) ، وكان والدي يلقب بالمعبي بالدين والمال وكان  رجل حامل كتاب الله ودرس وحفظ القران لاكثر من الف شخص فالاسره كان لها وضعها الاجتماعي والسياسي فانا عشت  منذ ان كنت بالوسطي و قبل  دخولي الجامعه في هذا الكنف وسط اسرة  ومنطقة متدينة ، وكان كل الحديث قائم علي الايمان  لم نكن متفقهين في الدين ولكن ماخدين الدين كمسلمات ومتدينين بطبعنا .  ولكن  عندما قدمت لوادي سيدنا كان  بها عدد من اليساريين من ابناء ام درمان  تحت مسمي مؤتمر الطلبة وكان نصف وادي سيدنا  من ابناء الشمالية المتدينين بالفطرة  والنص الاخر من ام درمان  والخرطوم  المستنيرين بالمدنية الحديثة.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.