الخميس , مارس 28 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *حوار مع صديقي في الوطن*(1 )

*حوار مع صديقي في الوطن*(1 )

“الكلمات مسكينة وحالها عدم.‏
‏لا تطعم جائعاً.‏
‏لا تمنح بيتاً لأسرة مشردة.‏
‏لا تحرر سجيناً من سجنه.‏
‏لا تعاقب قاتلاً.‏
‏لا تهزم ظالما.‏
‏لا تهب الحدائق للأطفال والمدارس للأميين والمستشفيات للمرضى.”
زكريا_تامر

مرحبا بالاصنام والكراسي الفارغة مرحبا بهذه الكائنات المتوحشة  التي تمتص من دموع ودماء الفقراء كلما شعرت بالعطش وتبدل حالها من النعيم إلى العدم.
اتصل بي صديقي من أرض الجحيم يحدثني كيف هي حياتهم كيف يمر اليوم عليهم في وجود الأشرار
حكى لي عن حياته عن يومه الطويل وهو يحاول لملمة جراح الآخرين أحلامهم في قطعة خبز صغيرة تمنياتهم في الحصول على الأدوية لمرض القهر والعذاب المنتشر في أطراف البلاد هو يحكي وانا أتعجب واقارن بين حياته هو في أرض الإيمان وحياتي في بلاد الكفر واللادين بين حياتي وحياته مسافة قريبة صغيرة ولكن تم حشو هذه المسافة ببعض الأوهام في حالته ووضعه أما في حالتي ووضعي لا توجد أوهام بل حقائق ووقائع
وهنا كان الفرق الكبير 
حيث اعيش في بلاد اللادين لا يشعر المرء إلا بالملل وبرودة الطقس هنا الشوارع فارغة إلا من بعض المارة كلا في حاله يقضي حاجته التي خرج من أجلها ولا تفارقه البسمات بداية من سائق التاكسي والباص مرورا بكل شيء
هناك في بلاد اللامبالاة تنقسم السلطات وتتفرع والحرية نفسها تتدرج من الأعلى إلى الأسفل الرئيس هو رب البشر وسيدهم من حقه أن يأمر بقتل كل من لا يعجبه شكله أو دينه أو حتى ابتسامته وكل هذا بأسم الدين ولما لا هو ظل الله في الأرض ومن ينكر ذلك عليه أن يثبت العكس
بعد الرئيس هناك زوجته هي سيدة نساء الكون واجمل وأرقى والطف إمرأة من حقها أن تفعل ما تشاء في غياب وحضور الرئيس ثم هكذا تتدرج الحقوق والحريات إلى أن تصل إلى حاشيته ومن يسبحون بحمده وكل هذا أيضا باسم الدين
ما بيني وصديقي الآلاف السنين الضوئية رغم أننا نعيش في قرن واحد ولكن تختلف طبائع البشر وتفكيرهم من مكان لآخر.
حكى لي صديقي عن طفل ممدد في  أطراف الطريق المؤدي إلى قصر السلطان رافعا اكفه إلى السماء يسأل الله أن يلين قلوب المارة من حوله حتى يرمي عليه أحدهم حفنة دنانير يشتري بها قطعة خبز صغيرة يمسح بها وجعه من الجوع.  وفي الجانب الآخر من الطريق رجل شرطة ضخم يجري باتجاه ليقبض عليه بتهمة التسول في بلاد اللاجوع
ما بين الشرطي والطفل حيث اعيش في بلاد الكفر مسافات طويلة عميقة محشوة بالإنسانية والتقديس لا يجوز لرجل الشرطة هنا أن يلاحق طفل صغير جائع يبحث عن الطعام في الأسواق والطرقات وهذا لن يكون لأن الأطفال هنا همهم  أكبر من قطعة خبز أو شاي الصباح سوى كان باللبن الباردأو بالشوكولا الدافئة
تمتم  صديقي ببعض الكلمات الغير مفهومة ثم بدأ يشتم ويسب في الحاكم وبعد أن هدأ قليلا ومسح همومه من عينيه بمنديله المبلل
بدأ يحكي من جديد وقال إن هذه البلاد تبدلت وفقدت وجهها الإنساني منذ آلاف السنين وأصبح الوضع مقيتا مثيرا للاشمئزاز والسخرية  أن المواطن هنا ليس له قيمة ما لم يكن من حاشية السلطان لذلك ترى الجميع هنا يرحب بالموت ويتمناه بدلا من ان يعيش ويرى هذا اللهو والجنون  وانا لن أكون مثل الجميع بل  سأرحل قبل أن يشرب الحاكم من دمي أو يأكل لحمي أذا ما شعر بالعطش والجوع

neuralddin jarjara

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.