الإثنين , أكتوبر 7 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / كما سقط الأكبر سيسقط الأقذر !

كما سقط الأكبر سيسقط الأقذر !

عبد المنعم سليمان
اليوم سيكتب التاريخ فصلاً جديداً من كتاب الحرية .. واليوم ستتفتح سنابل القمح والذرة في حقول زيمبابوي ، وتتراقص أعواد الأرز نشوة وطرباً وهي تحتفل بتباشير سقوط أطول حكم استبدادي في افريقيا والعالم .. هذا هو مصير المستبد والإستبداد .. وهكذا هي السلطة لحكمة يعلمها الله وحده تتداول بين الناس بالحق وبالصبر وبالبندقية ، ولكن في نهاية الأمر تنتصر للحرية.
إن تاريخ القارة الإفريقية القريب يحدثنا بأن صناع الاستقلال ليسوا بالضرورة هم صناع الأوطان .. فالديكتاتور “روبرت موغابي” الذي يترنح حالياً في زيمبابوي كان محارباً شرساً ضد الاستعمار البريطاني ومناضلا صميما ضد حكم الأقلية البيضاء في بلاده، وهو أحد قادة حركات التحرر الإفريقية البارزين ، ناضل وحارب في سبيل حرية بلاده واستقلالها حتى ناله عام 1980 .. وكان التاريخ سينقش اسمه بأحرف من الذهب ويضعه مع المناضلين العظماء من أمثال “مانديلا ولوممبا ونكروما وسيكوتوري” وحسن أولئك رفيقا ، لو انه تنحى بعد استقلال بلاده ، ولكنه أختار أن يمسح نضاله وتاريخه الناصع بخرقة مهترئة وقذرة ويكتب اسمه في قائمة الخزي والعار مع “عيدي أمين وبوكاسا والنميري والقذافي” وساءوا سبيلا!
إن نموذج التحرير بالأجل هو نموذج إفريقي بامتياز، وهو لا يزال ماثلاً أمامنا في مثال الرئيس الأريتري أسياسي أفورقي ، الذي يعتبر من أعظم قادة حركات التحرر الوطني في إفريقيا ، ناضل بكل شجاعة حتى نال الاستقلال لبلاده ، وكان يمكن أن يصبح أيقونة للنضال في إفريقيا كما المناضل البوركيني الراحل “توماس سينكارا” ولكنه طالب بلاده بأن تدفع له فاتورة نضاله ، ولا تزال تدفعها فقراً وجهلا ومرضاً وقمعا ! وينطبق الحال على “سلفاكير ميار ديت”، ، رئيس جنوب السودان، والذي لا يشكك أحد في نضالاته وتضحياته من أجل حرية شعبه واستقلال بلاده ، ولست بحاجة إلى أن أذكر لكم ما فعله بشعبه وببلاده ، فما فعله بشعبه من إبادة وقمع وما أوصل إليه بلاده من خراب وتردي ينفطر له القلب وينشطر من هوله الحجر!
بالطبع لن أحدثكم عن الديكتاتور الذي يحكمنا ، ولن أضع اسمه في هذه القائمة ، لأنني لا أبخس الناس أشيائهم ، ولن أساهم في تلويث وتطليخ نضالات الآخرين وتاريخهم أكثر مما فعلوه بأنفسهم ، فالرجل لم يطلق طلقة واحدة في سبيل الدفاع عن بلاده وصون استقلالها وحريتها ، بل ساهم في تمزيقها وتدميرها وسام أهلها القتل والعذاب ، وأجزم بأن لا قائمة من قوائم الخزي والعار تتشرف بوضع اسمه .. ربما سيصنع العالم مرتبة أدنى من الخيانة والعمالة خصيصاً له !
سقط الديكتاتور الأكبر وسيسقط الديكتاتور الأقذر.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.