*كلمة الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال/تأبين الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم*

#السادة والسيدات الحضور.. جماهير الشعب السودانى العظيم التى تحتشد الان فى هذه اللحظات العظيمة لتأبين الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم..

#الاخوة والاخوات أسرة فاطمة وجميع الاهل والاقارب والجيران  بحى العباسية أمدرمان ورفيقاتها على درب النضال..

#الرفاق والرفيقات أعضاء الحزب الشيوعى السودانى وقيادات الاحزاب السياسية والتنظيمات النسائية وعلى رأسها الاتحاد النسائى السودانى وجميع منظمات المجتمع المدنى والشباب والطلاب..

#الرفاق والرفيقات اللجنة القومية للتأبين وجميع اللجان التى قامت بالاعداد لهذا العمل العظيم..

أقف اليوم أمامكم وفى هذه اللحظات التاريخية نيابةً عن قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان/شمال ممثلة فى رئيسها الرفيق مالك عقار وأمينها العام الرفيق ياسر سعيد عرمان وجميع قواعدها وجماهيرها  على إمتداد الوطن وخارج الوطن وبالاراضى المحررة، ونشارككم هذه المناسبة العظيمة لتأبين امرأة عظيمة..
رحلت  فاطمة بعد أن نقشت بصماتها على ذاكرة الوطن ورسمت خطواتها على درب الكفاح
رحلت وما زال اطفال الشوارع ينتظرون مجيئها ويحلمون  بعطائها.. والشوارع تزداد وجعاً وقد إزدحمت بالحفاة العراة الجائعين..
رحلت المرأة العظيمة التى جسدت شموخ وعظمة وانسانية هذا الشعب الجبار.. تشبعت فاطمة بكثير من الصفات الانسانية منذ نعومه أظافرها ونشأتها فى منزل والدها.. ذلك الرجل الورع المتفانى فى مساعده المحتاجين ودعم الفقراء، ففى هذه الاجواء الاسرية وجدت فاطمة نفسها  منحازة الى قضايا وحقوق البسطاء والمستضعفين، فخرجت إلى العمل العام بهذا الإرث الانسانى النبيل..
ولا يسعنا الزمن فى هذه العجالى أن نعدد مأثر وصفات وإنجازات هذه المرأة الاستثنائية العظيمة، إذ كان لها دور كبير فى الحركة الوطنية فى مراحلها المختلفة عبر عضويتها فى الحزب الشيوعى السودانى وعبر وجودها كواحدة من المؤسسات للاتحاد النسائى وما حققته مع رفيقاتها الرائدات من مكتسبات إجتماعية وإقتصادية وسياسية للمرأة السودانية..
فكانت أبرزها على سبيل المثال لا الحصر العمل المتساوى والاجر المتساوى للمرأة مع الرجل، وإجازة الوضوع وساعات الرضاعة، الغاء بيت الطاعة، هذا بالاضافة الى المكتسبات السياسية إذ نالت المرأة حق الترشيح والتصويت والمشاركة السياسية، فكانت فاطمة أول سودانية تحقق مبدأ المشاركة السياسية عملياً، إذ تمّ إنتخابها كأول برلمانية سودانية فى العام 1965م..
ونحن فى الحركة الشعبية إذ ننعى فاطمة ننعى صديقة مخلصة ومناصرة قديمة لقضايا الهامش ومشروع السودان الجديد، وعبر هذه العلاقة الحميمة سجلت فاطمة زيارات ميدانية للمناطق المحررة التى كانت تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية عبر كفاحها المسلح فى مرحلة ما قبل نيفاشا، لرفع الروح المعنوية للمقاتلين ولسكان تلك المناطق ونسائها، ومن بين ذلك كانت تلك الزيارة الشهيرة التى قامت بها الى مناطق العمليات وخطوط الدفاعات للجيش الشعبى بالجبهة الشرقية فى العام 1997م، مما أثار حفيظة النظام فأطلق إشاعاته وأكاذيبه وفيديوهاته المدبلجة والمشوهة، ونراه اليوم يدعى الرغبة فى تكريمها..
وفى ختام كلمتنا ننتهز هذه المناسبة، وهذا الجمع الغفير من جماهير الشعب السودانى الكريم بتنظيماته الفئوية والمهنية وأحزابه ومنظمات المجتمع المدنى والافراد، وندعو الى ان تتبنى هذه القوى رعاية مشروعها في جمع المشردين واطفال الشوارع علها ترقد قريرة العين فى سلام، كما نلفت إنتباه هذه القوى وتذكيرها بأن الفقيدة كانت مهمومة بوحدة المعارضة وظلت دائماً تنادى بذلك، ونناشدهم بوحدة الصف وترتيب اليات النضال واولويات التغيير *حتى إسقاط هذا النظام*.
فهذا هو التكريم الحقيقى للراحلة المقيمة الاستاذة فاطمة أحمد إبراهيم
لها الرحمة والمغفرة وإنا لله وإنا اليه راجون.