*الموت لعصابة الشيطان*

*قصة*…..

*كان الفارس يمتطي جواده  ومسبحته تدلى من عنقه كالدرويش في ساحة حرب*

*وخديجة يحترق قلبها كلما سمعت صرير باب حديدي أو رأت دابة تمشي بين الحقل*

في يوم شتوي قارس انتفضت خديجة من الصباح الباكر لتجمع بقايا محصول القمح من الحقل لأنها الوحيدة المتبقية لوالدها بعد موت اخوتها الخمسة ذات صباح اسود وملعون من من (أيام عصابة الشيطان) هكذا سمي  هذا اليوم في القرية الوادعة المليئة بالحقول والوديان والمياه الجميع هنا فقراء على باب الله يأكلون من الأرض ويشربون من السماء عندما تجود عليهم بالمطر بعد دعاء شيوخ القرية عند كل صلاة يمضي اليوم والجميع منهك هناك من يعمل في الحقل و من يصطاد في الوادي الغزلان والارانب حتى ينعم في المساء بحفل شواء على طبول واغاني العم (دكو) سمي  بهذا الاسم لأن له قصة طريفة في القرية أيام شبابه كان يملك حصان أبيض ضخم وقوي يمتطيه كلما مر الخفر المسلحون المواكبون لكل قافلة اتية من قرية (رأس الشيطان) هكذا يطلق عليهم أهل القرية لأن أفعالهم تنبع من الشيطان كان العم دكو. يقف شامخا بحصانه أمامهم ويمنعهم من دخول القرية مع بقية الفتيان ويطلق عليهم (أولاد دكو ) في أحد الليالي وقد اجتازت القافلة جزء لا بأس به من الطريق المؤدي إلى قرية العم دكو إذ بحصانه الأبيض يقطع عليهم الطريق في جنح الظلام ومع حفيف الأشجار يقفز العم دكو ويترك حصانه الأبيض يواجه مصيره المحتوم في الصباح الباكر سأله أهل القرية أين حصانك إياك أن تكون تركته لعصابة رأس الشيطان قال لهم بضحكة هستيرية لو لم اتركه لكان الشيطان نفسه يعيش بينكم  في القرية الآن وتفرق الجميع ولم يفقهوا شيعا من ما يقول. كانت خديجة ترتجف بشدة في الحقل وشعرت لأول مرة بشعور غريب وقشعريرة تسري في جسدها وتوقف الدم في شرايينها عندما رأت زعيم عصابة الشيطان في الحقل أمامها يمسك بيده عصابة سوداء ودون أن ينبس ببنت شفة وضع العصابة على عين خديجة وربطها بأحكام على عنقها ثم وثب إلى ظهر جواده وجذبها نحوه بقوة إلى سرج حصانه ودثرها بردائه الابيض الواسع ثم تبادل بعض الكلمات مع جنوده وأمرهم بالتحرك سريعًا نحو الجبال حتى لا يشعر أهل القرية وأولاد العم دكو ويقطعوا عليهم الطريق انكمشت خديجة وتمسكت بقوة بسرج الحصان وقرأت احاديث وايات كانت تسمعها كل صباح من والدها وكزها زعيم عصابة رأس الشيطان وطلب منها الصمت. استمر الجميع في السير حتى خرجوا من الحقل وفي منطقة قريبة من وادي الشيطان وهي مناطق نفوذ العصابة توقف زعيمهم وربط خديجة على شجرة تحيطها المياه من كل جانب ثم تبادل حديثا قصيرا مع مجهول ثم نكز حصانه مجدداً إلا أن خطواته هذه المرة كانت أكثر بطئا واحتراسا طالبا من الجميع الصمت حتى وصلوا كوخا صغيرا دخل زعيم العصابة طالبا من جنوده البقاء لدقائق ريثما يعود .
هبت رياح باردة من أعماق سحيقة فأحست خديجة بخروج قلبها من اضلاعها توقف لثانية: إلا إنها هذه المرة سمعت صوتا جهورا ينادي عليها بأسمها المحبب إليها (خدوج) تمتمت بكلمات غير مفهومة حاولت فك الحبال المربوطة بقوة في وسطها إلا أنها لم تستطع ما زال الصوت ينادي عليها كما لو أن هذا الصوت خارج من السماء تلفتت يمنى ويسرى لم ترى أثر لشئ بين الأشجار .
تجمدت في مكانها حتى كادت أنفاسها أن تنقطع من الرعب وشعرت كأنها كرة من اللهب تدهرجت من  جبل عالي لترتطم برأس طفل رضيع في هذه الأثناء مر شريط من الذكريات أمامها والدها الشيخ الكبير الذي تعود أن لا ينام ما لم يطمئن عليها أهل قريتها الوادعة الذين ينامون مع مغيب الشمس ويصحون على أصوات الحمير والدجاج في القرية محصولها الذي لم تستطع جمعه العم دكو واهازيجه ورقصته البلهوانية الجميلة وقصصه البطولية الشجاعة قطتها وكلبها الأسود الذي تعود على مرافقتها في الحقل وقبل أن يكتمل مشهد إعادة الذكريات امتدت أصابع طويلة ناشفة قوية لتلامس جسدها النحيف مرت الأصابع بلطف واستقرت في عنقها لتقطع أخر أنفاسها غابت  عن الوعي لدقائق ثم عادت لتجد نفسها في كوخ مبني من القش بين جبال ضخمة ملتفة بالاشجار والجنود على رأسها يتمتمون بكلمات غير مفهومة. ظنت بأنهم يسبونها حاولت تحريك جسدها بعيدا عنهم صفعها أحد الجنود حتى أحمر وجهها بصقت عليه رد لها البصق بصفعة على وجهها حتى تجمد الدم في عروقها حتى كادت أن يغمى عليها عاجلها جندي أخر بضربة على مؤخرة رأسها بيده المشققة من..

https://m.facebook.com/NOURYjA?refid=7#

Nouralddin jarjara