الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / متنوعة / نظرة في عوالم العلامة البروفيسور الشيخ حسن الشيخ الفاتح الشيخ قريب الله

نظرة في عوالم العلامة البروفيسور الشيخ حسن الشيخ الفاتح الشيخ قريب الله

نظرة في عوالم العلامة البروفيسور الشيخ حسن الشيخ الفاتح الشيخ قريب الله

التصوف ليس مذهبًا وإنما هو منهج يهتم بتحقيق مقام الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وهو طريق يسلكه العبد للوصول إلى معرفة الله والعلم به عن طريق الاجتهاد في العبادات واجتناب المنهيات ويحمد للطرق الصوفية أنها أدخلت الإسلام إلي السودان واشعلت نيران التقابة لتعليم القران ولعل الطريقة السمانية الطيبية القريبية الحسنية من أكبر الطرق الصوفية بالسودان وأعرقها وهي إسم إصطلاحي لخمسة طرق القادرية .النقشبندية ، الخلوتية ، طريقة الأنفاس ، طريقة الموافقة : المُسماة أيضاً (الطريقة الأسمائية) هذا وقد نُسبت لمؤسسها الشيخ محمد بن عبد الكريم السمان (1132هـ/1189هـ) فاشتهرت بالطريقة السمانية، وقد نشرها الشيخ أحمد الطيب بن البشير (1155هـ/1239هـ) بالسودان، ولأثره في الطريقة عُرفت بعده بالطريقة السمانية الطيبية. ومن أبرز خلفاءه حفيداه المجددان الأستاذ الشيخ عبد المحمود بن الشيخ نورالدائم بن الشيخ أحمد الطيب بن البشير والشيخ قريب الله بن أبي صالح ، ولدوره التجديدي عُرفت الطريقة بعده بالطريقة السمانية الطيبية القريبية،ثم خلفه إبنه الشيخ محمد الفاتح الشيخ قريب الله، ثم خلفه إبنه البروفيسور الشيخ حسن الشيخ الفاتح الشيخ قريب الله ،والدته فاطمة مجذوب حجاز إبراهيم، وجدته لأمه هي الشول أحمد البصير، المسمى شارع (ود البصير)بود نوباوي بأمدرمان باسمه.

اليوم بمسيد الشيخ قريب الله بود نوباوي تجري الإستعدادات علي قدم وساق إحياءاً لذكري أحد الائمة الأعلام من رجالات الطريق في عصرنا هذا بمناسبة الحولية السنوية لانتقاله في يوم الخميس الموافق 17/7/2014م رضي الله عنه الا وهو الشيخ حسن بن الشيخ محمد الفاتح بن الشيخ قريب الله رضي الله عنهم أجمعين ونفعنا بعلمهم وفكرهم وجمعنا بهم في مقام كريم.

تولى البروفيسور الشيخ حسن خلافة والدِه الشيخ الفاتح رضي الله عنه فحمل راية الدعوةِ إلى الله بالتي هي أحسن ، فقد عمل جاهداً على توثيق عُرى المحبةِ والتآلف بين الإخوان في الطرق الصوفية حتى يكونوا يداً واحدة ، وكان كثيراً ما يدعو إلى توحيد الطرق الصوفية في كيان جامع يحقق أهدافهم السامية وقيمهم النبيلة لخلق مجتمعات زكية ، كما عمل على ربط المتصوفة في السودان بإخوانهم في بقية دول العالم ، فأصبح بذلك شخصية عالمية ، ومن أجلِ هذا أُختير عضواً في كثير من المجالس العالمية فقد كان عضواً في الرابطة العالمية لعلماء النفس المسلمين وعضواً في إتحاد الجامعات الإسلامية وإتحاد الجامعات العالمية ، كما كان من المشاركين الدائمين في الدروس الحسنية الرمضانية التي يقيمها جلالةِ الملك الحسن الثاني ملك المغرب ومن بعدِه ابنُه الملك محمد السادس ، واشترك في عدد كبير من المؤتمرات والندوات العلمية و الدينية والأدبية المحلية والعالمية ، وقام بأداء عشرات المحاضرات العامة في موضوعات مختلفة داخل وخارج السودان .

وفي جمهورية مصر العربية قلعةِ العلم الحصينة ، التي كتب علماؤها في كل ضروب المعرفة وألَّفوا في صنوف العلم المختلفة وتفردوا بالريادة في مجال البحث العلمي ، فإذا به يقتحم هذه القلعة العلمية ( بمؤلفاتِ في شتى صنوف المعرفة والتي بلغت مائة وستة وعشرين مؤلفاً ) ويتخطى أسوارها ويلجُ أبوابَها فيعترفُ له الجميع بالتقدمِ والريادة والفضل والعرفان كفارس مغوار في هذا السبيل مما حدا بالسيد محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصرالعربية أن يقلده وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وذلك في أكتوبر 1988م تقديراً لعلمه واعترافاً بفضله وإعلاناً لتفوقه .

أسس الإمام المجدد البروفيسور الشيخ حسن مدرسة صوفية تجديدية استطاع فيها بنهجه التربوي الإرشادي أن يجذب الآلاف من طلاب الجامعات إلى دوحة التصوف بعد أن اقتصر التصوف في فترة من الزمان على كبار السن وكان رضي الله عنه يقول لأبنائه الطلاب إن أورادكم وأذكاركم هي موادكم التعليمية فاستطاع بذلك أن ينشئ جيلاً متسلحاً بسلاحي العلم والإيمان ليحمل هم الدعوة بين جنبيه ومواصلاً لمسيرة الأجيال .

كانت له اسهامات واضحة في شتى نواحي الحياة الإجتماعية والفكرية في السودان وخارجه. كما كان كثيراً ما يقوم بتقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية ويعمل على إسداء المشورةِ لهم في سبيل تحقيق الوفاق الوطني الذي يحفظ البلاد والعباد ومن منطلق حياده السياسي وقبوله من كافة الأطراف ، وقد سجّل آراءه كتابةً في القضايا القومية وسلمها للمختصين ، وقد كانت له اسهامات جليلة في تحقيق السلام فقد سافر بنفسِه إلى نيفاشا بكينيا وألقى كلمة ضافية من أجل ذلك ، كما كانت تزوره الوفود والشخصيات العالمية تستنير برأيه وتطلب مشورته وبركته حيث كان يسخر كل هذه العلاقات الإيجابية لخدمة الدين والوطن .

كان السيد الإمام رائداً سباقاً في ولوج الصوفية إلى الشبكة العنكبوتية فقد كان يشرف بنفسه على عدةِ مواقع وبرامج إسلامية في شبكة الإنترنت فقد كان رضي الله عنه ذا نظر بعيد وفكر سديد سعى به إلى تسخير كافة الإمكانات والوسائل لخدمة الدعوة واعترافاً بهذا العطاء الزاخر والتاريخ الفاخر قلده المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية وسام العلوم والآداب والفنون الذهبي في يونيو 2003 م .

حفظ القرآن الكريم بروايتي حفص وأبي عمرو والدوري في كل من خلوة الشيخ قريب الله بأمدرمان، تحت إشراف الفكي الطيب الزين، وكُتّاب معهد أمدرمان العلمي بحي السوق، تحت إشراف الشيخ حسن محمد سعيد ثم التحق بمعهد أمدرمان العلمي، فجامعة أمدرمان الإسلامية، فجامعة القاهرة بالخرطوم، حيث أحرز من الأخيرتين شهادتي بكالوريوس، انتظم بعدها في الدراسات العليا بجامعة الخرطوم حيث أحرز درجة الشرف أولاً، ثم درجة الماجستير ثانياً. هذا وفي سبتمبر عام 1965م بُعِث إلى جامعة إدنبرة ببريطانيا، حيث أحرز درجة الدكتوراة في مطلع عام 1970م.

أجيز الشيخ حسن شيخا في الطريقة السمانية عام 1970م وأصبح خليفة لوالده الشيخ محمد الفاتح عام 1986م الذي أختاره ليكون خليفة له قبل وفاته وقد أجيز في كل ما سبق أن أجيز فيه والده. وقد إختار قبل أعوام من وفاته ابنه الشيخ محمد و ليكون خليفة له وأوكل إليه إمامة الناس واستقبالهم في المناسبات وقضاء حوائجهم اليومية ، كما أنابه عنه في المناسبات الخارجية والعقودات والصلوات وأعلن عن ذلك في دعوة الذكرى السنوية للعام 1324هـ.

أبناؤه أربعة من الذكور وهم : محمد، أحمد الطيب ،عبد الرحمن، الفاتح وله بنت واحدة ، توفي في فجر الجمعة الموافق 2/ جمادى الأول 1426ه الموافق 10/6 /2005م.

أحمد بطران عبد القادر

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أغلقت المسارح ووسائل إعلام سلطات الخرطوم الغاشمة في وجهه – وفتحت له الدول العظمي أفئدتها لتكريمه .

Share this on WhatsApp ردّدها مراراً وفي آخر حفل له في  مدينة جدة 2016م  قال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.