الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *افادتى لصحيفة حريات الالكترونية عن تجربتى مع استاذة فاطمة وما لفت نظرى فى اجاباتها عن اسئلة حواراتنا معها فى مجلة عزة*

*افادتى لصحيفة حريات الالكترونية عن تجربتى مع استاذة فاطمة وما لفت نظرى فى اجاباتها عن اسئلة حواراتنا معها فى مجلة عزة*

اخذت الافادة الاستاذة/ هادية حسب الله

فاطمة السمحة ام الكل تترجل شامخة..
نعم عاشت شامخة، قوية، لا تخشى فى قول الحق لومة لائم.. جسورة فى نضالها.. شرسة تجاه العسكر والظلاميين وتجار الدين.. ثابتة على المبادئ التى امنت بها.. انسانة الى حد بعيد.. يبكيها اطفال الشوارع وهم يقتاتون من النفايات ويعيشون تحت الجسور والخيران.. إلتقيتها اول مرة بمدينة اسمرا فى العام ٢٠٠٦.. وربط بيننا ود واحترام.. امرأة تجبرك على الاحساس بالهيبة وانت فى حضرتها.. تحترم الصغير قبل الكبير.. مهمومة بالوطن للحد الذى يلفت انتباه اى من يلتقيها..
ولاقامتى باسمرا طوال مرحلة التجمع الوطنى الديمقراطى.. كنت محظوظة فى ان التقيها عبر كل اجتماع تعقده هيئة قيادة التجمع والذى بدأ ذكوريا وانتهى ذكوريا لعدم تمثيل النساء بهياكله التنظيمية.. وكانت هذه القضية ضمن اولوياتها الاساسية فى تلك المرحلة.. وكنت اعلم انها تأتى على حسابها الخاص ولا يلتزم التجمع بتوفير تذاكر الحضور لها لانها غير ممثلة بشكل رسمى للحزب الشيوعى.. عبر هذه اللقاءات تحاورنا فى كثير من القضايا خاصة ما يخص المرأة.. كانت مقهورة لتهميش التجمع الوطنى للمرأة بعدم تمثيله لها فى مواقع صنع القرار عبر هياكله التنظيمية..
فى مجلة *عزة* لسان حال التجمع النسوى السودانى الديمقراطى بالاراضى المحررة شرق السودان واسمرا.. اجرينا اول لقاء معها عند عودتها الى الوطن فى الثامن عشر من سبتمبر من العام ٢٠٠٣م.. وفى هذا الحوار قمنا بارسال الاسئلة للاستاذة منال محمد محجوب وتكرمت باجراء الحوار معها.. وكانت استاذة منال قد ارسلت لنا تقريرا مفصلا عن عودة البرلمانية السودانية الاولى للوطن منذ وصولها مطار الخرطوم.. لفت نظرى فى ذلك الحوار.. وصيتها لبناتها من هذا الجيل قائلة: (وصيتى لهن الا ينبهرن بنساء الغرب، فحسب احصائيات الامم المتحدة لا امريكا ولا انجلترا حققت المساواة للمراة بالرجل.. وكل ما فعلوهو حولوا المرأة الى سلعة لاستغلال جمالها وتعريتها فى مسابقات الجمال ومعارض الازياء والاعلانات التجارية، وانتشر الفساد والشذوذ الجنسى، وبكل اسف هنالك بعض النساء يعتقدن ان “المساواة” تعنى الملبس الرجالى وشرب الخمر والسجائر.. و “الحرية” تعنى الانحلال والسفور.. اقول لبناتى.. ان تقاليدنا وادبنا السودانى هو الاصل وليس المظهر المرتبط بالظواهر الغربية التى لا تصلح للمراة السودانية.. المراة يجب ان تتحلى بتقاليدنا وان تكون واعية بدورها فى كافة نواحى الحياة الكريمة للاسرة السودانية والمجتمع عامةً)
التقيتها اخر مرة فى منزلهم بالرياض لاجراء حوار صحفى معها فى العدد الخاص بالذكرى الاولى لرحيل دكتور جون قرنق حيث كنت اعد ملفا خاصا بهذه المناسبة تحت عنوان *(السودان بعد قرنق)* كان ذلك فى يونيو/٢٠٠٦.. كان للقاء طعماً مختلفاً اذ اختلفت الاجواء منذ اخر مرة التقيتها فيها بمدينة اسمرا حاضرة الدولة الاريترية فى يونيو/١٩٩٩ حيث جاءت لحضور اجتماعات هيئة قيادة التجمع الوطنى والتى اقيمت فى اعقاب لقاء جنيف الذى تم بين السيد الصادق المهدى ودكتور حسن الترابى.. وكان الاجتماع لنزع فتيل الازمة التى خلقها هذا اللقاء داخل قيادة التجمع الوطنى.. وبالرغم من اختلاف الاجواء والراهن السياسى الذى التقيتها فيه بالوطن فى ذلك الوقت بحكم اتفاقيات السلام الا انها لم تكن سعيدة بتلك الاجواء ولم تكن متفائلة.. فمن ضمن ما سالتها عنه..
كيف ترى السودان بعد غياب قرنق فقالت: *(غيابه كان عظيم للوطن.. فهو رجل السلام وفى الحرب هو رجل الحرب.. وفى كل الاحوال هو رجل الوحدة ورجل السودان الحادب على بنائه على اسس جديدة ومفاهيم جديدة)*
وواصلت حديثها عن دكتور جون وطبيعة علاقتها به وقالت انها عرفته عن قرب.. وتحدثت عن انسانيته ومرحه وحسن تواصله مع الاخرين..
وعن اتفاقيات السلام قالت:
مجرد توقيع اتفاقية نيفاشا للسلام يعتبر عملا عظيماً.. ولكن تبقى الشراكة هى المعضلة لان الشريك عسكرى ومدعى للاسلام وهو ابعد ما يكون عنه.. وستبقى الاتفاقية مرهونة بذلك وعرضة لتقلبات هذا الشريك وتناقضاته..
وعن اتفاقية القاهرة التى شارك الحزب الشيوعى بمقتضاها فى السلطة التشريعية قالت:
*(دخلت البرلمان غير مقتنعة وبضغوط من الحزب.. ولكن بعد دخولى حمدت الله على ذلك.. فما رأيته من الداخل ما كان يمكن ان اراه وانا فى الخارج)*
وحول رحيل قرنق وجهت اتهاماً صريحاً لامريكا وبريطانيا بالتدبير لاغتياله ووضحت قائلة:
ذهب دكتور جون بمفرده الى يوغندا بطلب من الامريكان والبريطانيين.. وقالت السودان عاصمة اكبر دولة افريقية ويوجد بها سفير امريكى وسفير بريطانى.. فلماذا طلب منه ان يلتقى السفيرين الامريكى والبريطانى بيوغندا ؟!!!
واضافت.. السفير الامريكى  بصفته سفير الدولة التى تحكم العالم باسره.. وسفير بريطانيا هو سفير الدولة العظمى وبامكانهم ان يجتمعوا فى قصر الدولة المضيفة.. لماذا التقوا بقرنق فى مزرعة رئيس الدوله.. بالاضافة الى الطائرة التى اقلته من يوغندا..  فرجل فى مكانته ووزنه كيف تقوده طائرة غير معروفة.. بالتأكيد هم من دبروا لكل ذلك.
الحوار معها ممتعاً وسلساً إن كان عادياً او صحفياً.. عادةً ما يتخلله  التندر احيانا والتعجب احياناً اخرى ومزيج من الحكى الجميل والسرد المرتب..
آلا رحم الله الاستاذة فاطمة احمد آبراهيم رحمة واسعة واسكنها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.. وإنا لله وإنا اليه راجعون.

*إحسان عبد العزيز*
١٣/اغسطس/٢٠١٧

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.