السبت , أبريل 20 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / لم اكن مخير!!(11)…

لم اكن مخير!!(11)…

     لم يمنحه القاضي فرصة الرد ليواصل سؤال الشاكي :
ماهو الوضع الذي وجدت فيه المتهم عندما دخلت الصالة ؟
أخذ العسكري نفسا” طويلا” ، وقال للقاضي : كان يجلس في الكرسي يا مولانا ، أومأ ، القاضي برأسه ، وواصل السؤال وهو يدون : 
وعندما طلبت منه النهوض ، ونهض من الكرسي ، وقبل أن تفتشه رمي المخدرات في الكرسي ؟ 
فقال العسكري : نعم يا مولانا ، فقال له كم المسافة بين مكان الذي يقف فيه المتهم والكرسي ؟ فقال له : 
لا أذكر ولكن بالتقريب نصف متر ، فقال له القاضي :
حديثك الأول يوضح انك سحبت المتهم في نصف الصالة ، حتي تقوم بتفتيشه ، كم طول وعرض الصالة؟ ومن هم المتواجدين فيها غير المعلم والمتهم ؟ 
فقال له الشاكي : اظنه ثمانية امتار في ستة يا مولانا ، والمتواجدين انا ، والمعلم ، والضابط ، فقال له القاضي : 
من الذي شاهد المتهم يرمي المخدرات في الكرسي ، فرد العسكري : لم يشاهده أحد سواي ، فقال له القاضي : وجميعهم لم يشاهدوا ، لحظة رمي المتهم للمخدرات رغم بعد المسافة بين المتهم والكرسي ، فرد الشاكي : نعم يا مولانا ، لقد احسست يا مولانا بان هنالك شئ يحمله المتهم ، قاطعه القاضي لم اطلب منك وصف شعورك الاجابة بلا او نعم ، صمت الشاكي ، فتدخلت انا وقلت للقاضي :
أريد أن أساله ، فقال القاضي لقد انتهت فرصتك في الاسئلة ولكني امنحك أن تسأله بواسطة المحكمة تفضل اسأله ، فقلت له : 
لماذا تركت المعلم وهو المقصود ولم تقوموا بتفتيشه ، فقال لي : 
أنا غير مسئول عن تفتيش الجميع ، ولكني اجتهد ، فقلت له :
هذا يعني ان بقية التيم لم يهتموا بتفتيش المعلم (عبدو) الذي بسببه إستخرج امر التفيش والمداهمة ، ولكن علي العموم ، صف للمحكمة كيف اسقطت أنا المخدرات ، طالما أنت الوحيد الذي شاهدني كما تدعي ، والأفضل ان تمثل للمحكمة ؟
(هذا السؤال أوصاني به أحد السجناء) .
فقام الشاكي بالتمثيل لهيئة المحكمة منذ نهوضي من الكرسي ، وبيدي اليمني قذفت لفافة المخدرات في الكرسي ، فقلت له : ولكن عند دخولك كان في يدي ريموت الرسيفر أضبط به القنوات ، هل كان ريموت الرسيفر والمخدرات جميعها في يد واحدة ؟! ، تضايق العسكري وبدأ يتزمر، ويقول لم أشاهد الريموت ، فقال لي القاضي هل انتهيت؟ فقلت له نعم ، فقال القاضي للشاكي هل لديك شهود ، فقال :
نعم المعلم (عبدو) لم اعترض فهذا ما كنت ابحث عنه ، فقال القاضي لا يحق للمعلم الشهادة فيجب ان يكون هو المتهم الاول وهو المقصود بالتفتيس والمداهمة ، فقلت يا مولانا : 
أنا أيضا أريد اسأل المعلم (عبدو) ، فصمت القاضي برهة ، وقال إستدعي يا عسكري المعلم (عبدو) مشيرا” لحاجب المحكمة ، فقام حاجب المحكمة بإستدعاء المعلم ، الذي وقف امام القاضي واملى عليه البيانات المتعارف عليها ، ثم قال له القاضي : اشرح للمحكمة ما حصل ، فبدأ المعلم يسرد في التفاصيل حتي جاء في لحظة تفتيشي وقال :
ان في لحظة تفتيش الشاكي للمتهم مشيرا لي سقط من المتهم شئ ! ، حقيقة في تلك اللحظة تفاجأت بما قاله المعلم (عبده) وهو يدلل علي أنه يريد الإيقاع بي ، حاولت أن أتحدث فنهرني القاضي ، فواصل المعلم (عبدو) حديثه ، وانا أغلي وأكاد اهجم عليه ، فطلب مني القاضي أن أساله ، فقلت له : 
نرجو من المعلم تحديد ما سقط مني اثناء التفتيش ؟ ، فقال المعلم لا أعرف ولكن هنالك شئ سقط منك في كرسي ، وعندما تناوله هذا العسكري ، مشيرا” اليه ، يقصد الشاكي ، اتضح انها مخدرات !.
   بدأ صوتي يتغير ، ورأسي كأنه يشتعل من الغضب ، وحاولت التقدم خطوة نحو المعلم فنبهني القاضي وحذرني ، واستغلها المعلم (عبدو) ذريعة للإيقاع بي ، وقال للقاضي : هذا المتهم خطير يا مولانا ، ويريد التهجم علي فقد تهجم علي من قبل داخل الزنزانة ، لم يرد عليه القاضي ، فواصلت اسألتي وقلت له :
ماذا كنت افعل عندما حضر تيم التفتيش داخل منزلك ، فقال لي : كنت تضبط في التلفاز مع الرسيفر ، فقلت له : وبماذا يضبط التلفاز ، فقال  : بالريموت ، ما هذه الاسئلة الغبية؟ ، فانتهره القاضي بصورة حاسمة وقال له:
رد على الاسئلة بدون تهكم ، فقلت له :
اذا” كنت احمل في يدي ريموت الرسيفر ، وانا استعمل يدي اليمني ، اذا هنالك شيئا” في يدي الشمال ، فرد المعلم بسرعة : 
نعم ، ولكني لم انتبه له ، فقلت له :
لقد ذكر الشاكي أنني كنت احمل لفافة المخدرات بيدي اليمني وانت تقول كنت احمل المخدرات بيدي اليسري؟!  فلم يرد ! فقلت له : 
من أين أتيت بالمخدرات ، وانت التاجر الوحيد في المنطقة ، فقال لي :
انا تائب منذ آخر مرة تم سجني فيها ، ولا اعلم من اين اتيت بالمخدرات ! فقلت سؤال أخير : المخدرات التي وجدت سواء في يدي ، أم في الكرسي أليست داخل منزلك ؟ ، فانتفض المعلم : بل أنت من اسقطها ، فقلت له : ولكنك عندما اخرجوا المخدرات من الكرسي هاجمت الشاكي ، وقلت هذه مكيدة ، فقد اسقطت جميع المخدرات في بئر منزلك الداخلي تحوطا” ، وافراد اسرتك يشهدون بأنك كنت تصرخ بانها مؤامرة وكنت المقصود بها ، فقال لي :
لا اذكر ولا تملك دليل ، فقلت للقاضي :
لقد انتهيت فهذه مؤامرة لقد دفع المعلم للشاكي (ثلاثة مليون) وهذا ما قاله لي الشاكي والمعلم ، تجاهل القاضي حديثي ، ونظر للشاكي وقال له  : هل لديك سؤال للمعلم ، فرد شاكي : بلا .
   وهذا يدل علي أنني قد قضي علي ، فسأل 
القاضي  المعلم :
ما سبب حضور المتهم لمنزلك ، وكانت اجابات المعلم جميعها تستهدف الإيقاع بي ، فنظر القاضي للشاكي ، وقال له : 
لديك شاهد آخر فقال الشاكي : لا .
  فطلب القاضي مني السرد : فقمت وسردت له جميع التفاصيل ، منذ حضوري لمنزل المعلم (عبدو) وحتي تحويلي لسجن امدرمان ، واخفيت عنه توزيع المخدرات في السجن ، فقال القاضي للشاكي : 
هل لديك سؤال للمتهم ؟. فقال الشاكي : 
نعم يا مولانا ، وسألني عن اسم صديقي الذي ذهب معي لمنزل المعلم ، فقلت له : انه من ابناء الحي ولا اعرف اسمه ، هذا السؤال الذي استغله المتحري للزج بي في السجن يستغله ، الشاكي الآن ، فربما أخبره المتحري بهذه هي نقطة ضعفي في القضية ، فجميعهم عصابة ، لقد انتهي امري !
جلس الشاكي مكتفيا” بالسؤال وهو سعيد ،تلوح في وجهه شبح ابتسامة خبيثة ، حتي أشعر القاضي بأن وجودي في منزل المعلم سببه المخدرات ، والمخدرات التي وجدت هي ملكي ، وشعرت بضيق في التنفس ، وثقل في جسمي ، لقد إنهار كل شئ ؛ فقد أحكموا قبضتهم ، وأوقعوا بي ، وهذا القاضي يحكم بالقانون الذي امامه ولا يحكم بالعواطف ، فالقانون لا يحمي المغفلين من أمثالي ، فقال لي القاضي : 
هل لديك شاهد ؟، فقلت له : الشاهد الوحيد الذي كان معي لا أعرف حتي اسمه يا مولانا !! .
صمت القاضي وهو ينظر لي ، لقد حزم أمره لمحاكمتي دون شك ، فقال لي هل هنالك شئ يخفف عنك الحكم؟ ، فقلت له : يا مولانا ، ولم أكمل حديثي حتي سمعت صوت ، (هيام) وكأنه آتي  من بئر عميق ، انا أشهد له يا مولانا ، فهنالك وقائع شاهدتها ، ويجب ان أسردها ، التفت جميع المتواجدين في القاعة ناحية الصوت ، كانت (هيام) أبنة المعلم تقف خلفي ، والمعلم (عبدو) فاغرا” فاه يكاد يبتلعها ، والشاكي مشدوه …

(يتبع) 

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.