الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *✍? تحديقة* *من فانون الي ابوقردة ومن شابهه*

*✍? تحديقة* *من فانون الي ابوقردة ومن شابهه*

*********
*يكون للتحديقة اليوم شرف ان تعيد نشر استقالة فرانز فانون التي وجهها لوزير الصحة الفرنسي متخليا عن الوظيفة التي عين بها كطبيب نفسي بالجزائر فاختار ان يكون في صف ثوار التحرير الجزائريين انحيازا لضميره الانساني*
*تذكرت تلك الاستقالة العظيمة لفانون حينما اختار طلاب دارفور بجامعة بخت الرضا انسانيتهم مقابل نظام تعليمي جامعي محط للكرامة  في داخل وطنهم فقدموا اعظم الدروس بينما لم يفتح الله علي امثال الوزير ابوقرده بكلمة واحدة وظل في موقع اختياره الذاتي المنقطع عن الواجب النضالي الانساني*

*فالي نص الاستقالة:*
*سيدي الوزير،*
*بناء على طلبي، ووفقًا لقرار رسمي بتاريخ 22 تشرين الأول/أكتوبر 1953، أراد السيد وزير الصحة العامة والإسكان أن يضعني تحت تصرف السيد الحاكم العام في الجزائر لتعييني في مستشفى للأمراض النفسية في الجزائر. فتم تنصيبي في مستشفى بليدا – جوانفيل للأمراض النفسية في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 1953، فبدأت أمارس مهمة طبيب-رئيس قسم فيه منذ ذلك التاريخ.*

*ورغم أن الظروف الموضوعية لممارسة طب الأمراض النفسية في الجزائر تشكل لوحدها تحديًا للعقل السليم، فقد تبين لي أنه لابد من بذل جهود للحد من فساد نظام تتعارض مبادئه العقائدية بشكل يومي مع الأبعاد الإنسانية الحقيقية.*

*فكرست نفسي بشكل كامل لخدمة هذا البلد وسكانه لمدة ثلاث سنوات. ولم أوفر جهودي ولا حماستي. ولم يبق أي جزء من عملي إلا طالب ببزوغ عالم متين، وتلك غاية يتمنى الجميع تحقيقها.*

*ولكن ما مصير حماسة المرء وقلقه إذا كان الواقع اليومي منسوجًا بالأكاذيب والنذالة واحتقار الآخر.*

*وما مصير النوايا إذا كان تجسيدها مستحيلاً بفعل انعدام المشاعر وعجز الفكر وكره سكان هذا البلد الأصليين؟*

*الجنون هو أحد السبل المتاحة أمام المرء لفقدان حريته. ويمكنني القول إني من على هذا التقاطع شعرت بالرعب حين تبين لي مقدار الحرمان لدى سكان هذا البلد. وإذا كانت المعالجة النفسية تقنية طبية هدفها أن تسمح للإنسان بعدم البقاء غريبًا عن محيطه، فعلي أن أؤكد أن الجزائري المحروم دومًا في بلده يعيش في حالة ضياع مطلق لشخصيته.*

*وما حالة الجزائر؟ يجري فيها انتزاع منظم للإنسانية.*

*ولكننا كنا نريد برهاننا العبثي أن ننشئ، بأي ثمن، بعض القيم، فيما كان غياب القانون وعدم المساواة وقتل الناس الجماعي اليومي مشرعة كلها كمبادئ قانونية. كما تعارضت البنية الاجتماعية القائمة في الجزائر مع كل محاولة لإعادة الفرد إلى مكانه الصحيح.*

*سيدي الوزير، نصل أحيانًا إلى وقت يصبح فيه التشبث مثابرة مرضية. فلا نرى نافذة أمل مفتوحة على المستقبل، إنما حفاظًا غير منطقي على موقف ذاتي منقطع بانتظام عن الواقع.*

*سيدي الوزير، إن الأحداث الحالية الدامية في الجزائر لا تشكل فضيحة لمن يراقبها، فهي ليست ناجمة عن عارض طارئ أو عن عطل في النظام. إن الأحداث في الجزائر تشكل النتيجة المنطقية لمحاولة غسل دماغ جماعي باءت بالفشل. فليس من الضروري أن يكون المرء عالمًا نفسانيًا ليتبين وراء طيبة الجزائري الواضحة وخلف تواضعه البسيط حاجته الأساسية إلى الشعور بالكرامة. ولا حاجة للاستغاثة بشكل من أشكال المواطنية عند بروز ظواهر لا يمكن احتواؤها.*

*وتكمن وظيفة البنية الاجتماعية في إنشاء مؤسسات تقلق على مصير الإنسان. وحين يرغم مجتمع ما أعضاءه على اللجوء إلى حلول يائسة، يصبح مجتمعًا غير قابل للاستمرار، مجتمعًا لابد من استبداله.*

*ومن واجب المواطن أن يقول ذلك صراحة. فلا يمكن في هذه الحالة أن تطغى أي أخلاق مهنية ولا أي تضامن طبقي ولا أي رغبة في حل المصاعب الداخلية بشكل سري. ولا يمكن التسامح في مسألة اللجوء إلى أي خداع وطني موهم عوض المطالبة بالفكر الحر.*

*سيدي الوزير، إن قرار معاقبة المشاركين في إضراب 5 تموز/يوليه 1956 يبدو لي إجراء مخالفًا للمنطق بالكامل.*

*وبما أن الإرهاب قد مورس على أشخاص المضربين وعائلاتهم، كان لابد من تقدير موقفهم وإيجاده طبيعيًا نظرًا للجو السائد.*

*وبما أن امتناعهم عن العمل يترجم تيارًا فكريًا جامعًا واقتناعًا لا رجوع عنه، فكل موقف معاقبة تجاههم سيكون حتمًا موقفًا اعتباطيًا لا تأثير له وغير ضروري. وعلى أن أقول إني لم أجد الخوف سمة غالبة عند المضربين. إنما الغالب بالأحرى كان القرار المحتم لأحياء عصر جديد من السلام والكرامة عبر التزام الهدوء والصمت.*

*وعلى العامل في المدينة أن يشارك في التظاهرة الاجتماعية. إنما عليه أن يقتنع بجودة هذا المجتمع المعاش. ولكنه وصل إلى وقت أصبح فيه السكوت كذبًا.*

*كما أن النوايا الرئيسية بالعيش الفردي لا ترضى بالتعرض الدائم لأبسط القيم.*

*وهكذا، فإن ضميري يشهد منذ شهور طويلة مشادات لا ترحم. وخلاصتها الرغبة في عدم اليأس من الإنسان أي من نفسي.*

*وقررت ألا أتحمل مسؤولية بأي ثمن وبحجة خادعة مفادها أن هذا أفضل ما يمكنني إنجازه.*

*فلهذه الأسباب كلها، لي الشرف سيدي الوزير أن أطلب منكم قبول استقالتي وإنهاء مهمتي في الجزائر. وتفضلوا بقبول فائق احترامي وتقديري.*
*انتهي*
*كونوا بخير*
*علي الزين*
*26 يوليو 2016م*
********
*فرانز فانون طبيب وكاتب ومناضل مارتينيكي  (1925 – 1961) أحد أبرز من كتبوا عن مناهضة الآخرين، العالمي والمحلي، في القرن العشرين. ألهمت كتاباته ومواقفه كثيرًا من حركات التحرر في أرجاء العالم لعقود عديدة وماذالت*

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.