نحن ونظرية الفأر

تقبل الاخر وقبول الاختلاف يعني ان تقبل ان تتعايش مع الاخرين وان تتعايش مع افكارهم مالم تكن تهين او تنتهك كرامة الانسان لقد حول معتنقوا الايدلوجيات ومؤيدوا مجهودات ومحاولات اصحاب النظريات لتشخيص اسباب المعضلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لاجل هدف واحد هو الوصول لحلول تضمن التعايش وتحفظ الكرامةالانسانية حولها المريدين والانصار الى مقدسات وعقائد وصار معظمهم ينزه نظريته وفكره ولا يرى في سواه خيرا ،يغرق معظم الجدل حول طرق الوصول للحل وتفاصيله القاسم المشترك لمعظم الجدل هو الجدال عن طريق نظرية الفأر وماهي نظرية الفار هذه هي بالبطع ليست نظرية هي حكمة في شكل طرفة يحكى ان احدهم ولد وعاش  كفيفا شاءت الاقدار ان يرجع اليه بصره لمدة دقيقة واحدة ثم يعود كفيفا مرة اخرى لكن ما حدث في تلك الدقيقة انه لم يري غير شي واحد سال ما هذا الشي الذي مر منذ قليل بجانبي فقيل له هذا فأر ومالبث ان عاد فاقدا بصره مرة اخرى ، لكن طيلة حياته بعد هذه الحادثة ظل هذا الفار الذي راه مقياسا لكل  وجهات نظره في الحياة يؤسس عليه وجهة نصر ورؤيته من خلاله مثلا اذا سمع احدهم يقول ان راي بنتا جميلة يقول له هل هي اجمل من الفار او سمع احدهم يقول انه راي اليوم فيلا ضخما فيقول له هل هذا الفيل اضخم من الفار …الخ ..انتهت الطرفة

وهذا هو ما يحدث في اي جدال او نقاش تدخله  عندما لا ترى الحق الا في ما تؤمن وتعتقد انه الحق المبين . لذلك اعتقد ان الغرق في تفاصيل الاشياء لا يؤدي للحل فاذا كانت طرق الوصول لمكان ما متعددة فهذا شي ايجابي للوصول للاهداف التي يمكن الاتفاق عليها لا باس ان نسلك طرق مختلفة للوصول لهدف واحد كل يسلك طريقه الذي يريد .

اخيرا ارى ان التغيير هو محاولة التجديد والخروج عن المألوف اكثر ما يميزه انه لا يعجب غالبية الناس في حينه .لذا ثمرات نجاحه تقتطف بعد حين. ومن غرائبه ايضا اذا كان تغييرا  ايجابيا انه وبسبب الغالبية التي لا تتقبله بسهوله وتحاربه قد يزبل. لكنه يصمد ودائما يبعث من جديد وعلى اكثر من فترة الى ان يسود ويكتب له الخلود . .اما اذا كان تغييرا سلبيا فهو وان  كان له مناصرين قد  يستمر لفترة قصيرة ولكنه لن يستطيع ان يصمد وبختفي ويفنى

سامح الشيخ