✍? *تحديقة* *لحظة ان قراء اسياس افورقي رواية مرسي فاطمة*

——–
*هل كان يمكن لبني الانسان ان يعبروا جحيم التاريخ الي الرؤي الاجتماعية الجديدة والمساواة والمواطنة واستقلالية وسلامة الابدان و حقوق الانسان من دون ان يشحذ خيالاتهم ويهيئهم  الي ذلك فلاسفة وكتاب وروائين وشعراء وفنانين ؟*
*روسو من خلال روايته( جولي) طور الضمير البشري واعاد اكتشاف بيولوجيا التعاطف الانساني وتمكن من اختراق حتي القلوب  القاسية لرجال الجيش والشرطة حتي ان ضابطا عظيما متقاعدا قال ان دموعه سالت وان الرواية اثرث علي مشاعره وغيرت حياته واكتشف بعدها جوهره الداخلي..مما يؤكد ان روسو قاد معركته الكبيرة بنجاح باهر دون ان يملك ادني قطعة سلاح سوي قلم يزن اقل من جرام*

*وكان حريا برجل الدين الكاثوليكي جاكوين ان يقاوم تلك الاعمال الادبية الانسانية في القرن السادس عشر وعصر التنوير ويكتب في ما يزيد عن الاربعمائة صفحة محذرا من قراءة الروايات المغوضة للاخلاق والدين والنظام الاجتماعي وازدراء اولي الامر*

*عبر رواية مرسي فاطمة يجعلك  الروائي الارتري حجي جابر تنغمس في وجدان ذلك الشعب وعذاباته ونضالاته المستمرة وينتقل بك من اسمرا الي ساوا حيث يقطتف النظام الارتري فاكهة اعمار الشباب والشابات قبل ان تنضج وتقع في سلة الثورة في معسكرات التجنيد الاجباري المؤبدة او القلقلاويت والي سجون زبانية تجار البشر في الحدود السودانية الارترية وحتي معسكرات اللجوء في الاراضي السودانية حيث يشيح  الضمير الانساني العالمي بوجهة عن تلك الماساة وينقلك الي سعير سيناء ونزع الاعضاء البشرية في راوية تفضح واقعا مرا وفائق الالم*

*كان حجي عبقريا وهو ينزع عن بطل الرواية اسمه ودينه وقبيلته وقد لا يستدرك المرء ذلك اذ تندمج شخصية القارئ في انسانية ونبل بطل الرواية فيتنفس بانفاسه ويحلم بحلمه ويتالم بالمه ويصمد بصموده الذي هو صمود ذلك الشعب الموجوع الذي حصد ثمار نضالاته ديكتاتورية فظة وفظيعة*

*ما ان تنفذ الي ارض الرواية وتتذوق ملح الدموع الارترية وتشعر بحب هؤلاء الاناس لوطنهم الجميل لن يحول بينك وبينهم حائل وليس فقط في ان تشاركهم هذا الحب بل تكون متحفزا لمنافستهم في حبه وحبك لهم*

*فالي سلمي في ساوا و كلمة وابوشوك وشعيرية ومهاجرية وازوم وايدا واجونق والمابان ويابوس وكيلو خمسة او ايا كان اسمك او مكان انتحاب انسانيتك لك كل المجد وبكراك خلاص*
*وكونوا بخير*
*علي الزين*
*27 مايو 2017م*