Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
والشمس في طريق رحلتها السرمدية لتغرب في مكان ما لينعم هناك اهل ذاك المكان بسكينة الظلام الذي يشبهه البعض بعصورالدكتاتورية والاستبداد ، وهو تشبيه بشري يظلم به البشر الشمس التي تهدي الضياء والاشراق لينعم بنو البشر ذووا النفوس الامارة بالسؤ بالجمال بصرا كما تهديهم الظلام لينعموا بنعمة الهدؤ والراحة سكينة، بعد عناء، فلا تقبيحهم لشئ يعني صحة انه قبيح وليس كل ما اتفقوا على جماله هو جميل .
اشرقت شمس ذلك اليوم الصيفي على نور الدين وصديقه علي وهما واقفين في احد صفوف مكاتب تقديم اللاجئين باحد دول الاسكندناف بالشمال الاوروبي بعد ان نجوا من الغرق في لجج البحر المتوسط العمياء ، كما انهم نجوا من اجراء البصمة المفروضة عليهم عند عبورهم جميع الدول التي في طريق هدفهم الذي حددوه مسبقا قبل خروجهم من السودان وهو الشمال الاوربي ، كان الصف عبارة عن شعوب وقبائل لتعارفوا ايهم عند لله اتقاهم .
من التقاليد المعروفة في مكاتب التقديم ان يحضر باكرا بعض الطيبين من الجنسيات المختلفة علهم يجدوا قادم جديد من جنسيتهم يقدموا له بعض العون بتعريفه بالاجراءات او يساعدوه بقليل من مال او طعام .
كان من حظ نور الدين وعلي ان قصدتهم احدى السيدات يبدو من لكنتها في الانجليزية انها من احد دول وسط وشرق افريقا ، بعد ان القت عليهم التحية وعرفتهما بنفسها وبلدها قالت لهما انها تعتقد انهما قادمان من افريقيا وانها تظن انهما من شرقها تحديدا ،اجابها علي بنعم وسط دهشة لاحظها علي وجه نور الدين وكأنه اول مرة يعرف انه قادم من دولة افريقية ، بعد ان تسامروا قليلا واعطتهم بعض الساندوتشات وقليل جدا من مال كما اعطتهم مارغريت وكان هذا اسمها رقمها تلفونها الخاص وودعتهم بعدها وركبت عربتها من النوع والطراز الالماني الفاخر ودعها علي وسط دهشة نور الدين ببلاهة للمرة الثانية ، ضحك علي وسأل رفيقه ماذا دهاك يا صديق في المرتين الا تعلم اننا قادمين من دولة من دول شرق افريقيا ووسطها ،قال اعرف لكننا دولة عربية قال له علي وما الغريب في ذلك اننا دولة من وسط افريقيا نتحدث العربية كما السنغالي مثلا من السنغال ويتحدث الفرنسية ، لكن اندهاشتك الثانية مما كانت ، اجاب نور الدين بنفس البلاهة التي لم يلحظها علي الا مؤخرا بصف مكتب تقديم المهجرين والبلا وطن الذي يقفون به وهذه هي التسمية الرسمية لمكاتب التقديم للجؤ ،قال له اندهشت من تلك السيارة الفارهة التي تقودها تلك الافريقية ، التي ظننتها للوهلة الاولى بائعة شاي .
سامح الشيخ مايو 2017
