الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *حول ما يحدث في الحركة الشعبية -شمال السودان.*

*حول ما يحدث في الحركة الشعبية -شمال السودان.*


لاشك أن الحركة الشعبية لتحرير السودان تنظيم له وضعه ومكانته في السودان ، من ناحية تاريخه وانتشاره ودوره السياسي .
ارتباط التنظيم بالجنوب لم يلغ دوره في السودان ككل ، لقد كانت حركات التحرر الجنوبية قبل ظهور الحركة الشعبية في1982 تحصر أهدافها  وسياساتها في إطار جنوب السودان ومنها من تسمى بحركة تحرير جنوب السودان ، ولكن وضح أن مؤسسي الحركة الشعبية قد درسوا الإخفاقات التاريخية المرتبطة بمحاولات إحلال السلام في الجنوب ، وآخرها تجربة الحكم الذاتي 1973 ،ووصلوا إلى قناعة أن الحل الشامل لمشاكل السودان وليس الجزئي من خلال برنامج سياسي محدد هو السودان الجديد . وقدمت  الحركة نفسها كتنظيم  ثوري راديكالي حداثوي لكل السودان وبرز قائدها د جون قرنق ذو الشخصية الكارزمية والملهمة للجماهير وبالذات في الأطراف البعيدة عن المركز في  الخرطوم.
لازمت علاقة الحركة الشعبية بالأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى الاضطراب بعد زوال حكم مايو ،حيث كان من المأمول أن تشارك الحركة في التجمع الوطني لإنقاذ البلاد وتساهم في مسيرة ترسيخ الديمقراطية والسلام لكن عدم انخراط الحركة في الحراك السياسي بل إعلان معاداتها للحكومة الانتقالية والمنتخبة من بعد وتصعيدها للعمل العسكري قد أحرج قوى الحداثة التي تؤيدها بل ساهم في انكماش قوى الانتفاضة في مقابل بث الروح في بقايا مايو من الإسلاميين الذين انتهزوا فرص تراجع القوات المسلحة في الجنوب والكرمك الخ..حيث ضخوا دعاية قوية وسيروا المواكب (امان السودان ) و ادعوا أنهم الوطنيين الذين يقفون مع الجيش في حماية الوطن و نظموا نفرات الدعم بالحلي الذهبية والأموال للجيش واحرجوا الحكومة التي وضعوها في موقف العاجز عن حماية الوطن والمواطن وتجهيز الجيش . لقد تقدير الحركة الشعبية للموقف السياسي ابان فترة الديمقراطية الثالثة دون المستوى المطلوب منها ، وهو ما وضع قوى الانتفاضة في موقف ضعيف وافقده حتى المنابر الطلابية في اتحادات الطلاب ، تلكم ايام عصيبة واجهت قوى الانتفاضة لذلك فشلت في إزالة آثار النظام المايوي ومهد ذلك الطريق إلى انقلاب الثلاثين من يونيو 1989. يجب أن نكون صريحين وشفافين،  الحركة الشعبية اعتبرت أن التغيير الذي حدث في1985 هو إعادة إنتاج لنظام مايو وهو قطع لطريق تحريرها للسودان بالعمل العسكري ،لذلك نشطت بشكل أشد في عملياتها العسكرية لدرجة أسقطت طائرة  سودانير المدنية في سماء الناصر. عدم تقدير الموقف بشكل سليم لم يكن وليد اليوم او مرتبط بعرمان او عقار وانما هو امر ملازم للحركة منذ بداياتها. نحن لانعفي بعض النخب مما لازم فترة الديمقراطية الثالثة من اخفاقات ، ولكن للحركة الشعبية بقيادة جون قرنق النصيب الاكبر في اضعاف قوى الانتفاضة. والنتيجة واضحة انقلاب فنظام شمولي إلى اليوم لا نستطيع أن ننفك منه ، ادخل البلاد في مصائب لا حصر لها. هذي  هي ثمار التشدد ، أن الفرصة التاريخية التي وأتت قوى الانتفاضة بعد إزالة نظام مايو للمضي قدما في إنجاز برنامجها والذي هو نفس برنامج الحركة النظري .. كان الموقف أيامها تقديم تنازلات ومرونة في الموقف المتصلة للحركة ولكن هيهات  هيهات ..
جاء نظام الإنقاذ شمولية أسوأ من ذي قبل وكنا نظن أن الحركة قد وعت الدرس ! ولكن تنصلت من اتفاقها مع قوى المعارضة وسلكت طريق التفاوض المنفرد مع النظام ،وتمت التسوية في نيفاشا التي نتنسم عبيرها الفواح الآن ، دولة رغدة ديمقراطية في الجنوب يعيش مواطنوها أفضل من مواطني سنغافورة،  وكذا في الشمال !!
يا للمهزلة وياللهوان الذي وصلنا اليه، خطابي هذا لكل النخب الديمقراطية ، لقد فرطنا في حريتنا وفي كرامتنا الادمية يوم أن سلمنا مصيرنا إلي الثالوث ( نظام انقاذ- حركة شعبية- مجتمع دولي ) في نيفاشا التي جاءت بجنينها المشوه ..أو الدولتان الفاشلتان الديكتاتوريتان، ، وبعد كل هذا يحدثك هذا عن السودان الجديد!!؟تنظيم الحركة الشعبية في الشمال والذي يتبع لقيادة الجنوب وما أدراك ما الجنوب الفاشل يريد بنفس البرنامج أن يحرر الشمال !!؟ أين المنطق هنا . لذلك طبيعي خالص أن تطفو إلى السطح سلبيات الحركة في الشمال وتدور الخلافات لأن البناء لم يؤسس بشكل سليم .
ماكنا لنخوض في هذا الأمر ، ولكن الحركة الشعبية شريك بالاصالة فيما نحن فيه من حال بائس.  لاتحدثونا عن الديمقراطية في حركة باعت شعب السودان بثمن بخس ، يومها اتفقت مع نظام الإنقاذ على تمرير القوانين المقيدة للحريات وعلى رأسها قانون جهاز الأمن الذي نجلد به كل يوم  في مقابل قانون الإستفتاء لتقرير مصير الجنوب.

محمد أمين ابوجديري
نائب رئيس  حشد الوحدوي
8 أبريل 2017

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.