الإثنين , أكتوبر 7 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

هل يجوز ؟؟؟…

أنا : عاصم محمد يوسف
صاحب (مكتبة الأنوار) مشكلتي هي : محاولاتي الفاشلة للبحث عن تؤام روحي ، وأيقونة تشاركني بقية حياتي ، زوجة تسعدني وتبقي مصيفا” ومتكئا” استند عليه وتستند علي ، ويبقي عائقي الوحيد أنني كلما تقدمت لفتاة فأما مخطوبة ، وأما صاحب أموال خطفها قبلي او بالمعني الأصح خطفني ؛ وانا متوسط الدخل لا اجاري ميسوري الحال ، واذا لم يحدث هذا أوذاك ، فتكون (شعنونة ) مجنونة ، أو ذات طباع عابثة مكفهرة ، أو يتقمصها الجشع وحب الذات ، فأبحث  من جديد عن البديل حتي صار جميع اصدقائي يشاركونني البحث والتنقيب ، فتجدهم في حالة إنعقاد اجتماعات طويلة ومملة والعروض لا تتوقف ، حتي اشتهرت بعدة القاب ، بمجنون ليلي والأخطل ، والأهطل ، ورغم ذلك لم اجد ليلي ولا سلمي!
وجميع الاجتماعات التخطيطية كانت تتم  في مكتب صديقنا المحامي (عادل التجاني) وهو جواري في المكتبة ، وكاتم اسراري وأفضل من ينظم لي لقاءات بصورة قانونية تحاشيا للمرتدات ، وقضايا التحرش فهو دائما ينتظر الموعد ويعطيني الارشادات الأخيرة قبل ذهابي للمقابلة ، أما البقية فعليهم الترشيح وطرح الصفات للمستهدفة وتقديم طلب للفتاة بصورة مباشرة او غير مباشرة  ياتي ومن ثم انطلق انا نحوها عل وعسي أن أجد فيها مواصفات زوجتي المستقبلية ، حتي امسي برنامجا” لهم ، فتجدهم يقدمون لي العروس وينسحبوا وابدأ أنا المحاورة والمجادلة ، ويكونوا علي أهبة الانتظار بعد انتهاء اللقاء ، والجميع علي اعصابه وكأنها مباراة كرة قدم ، ويتصلون ببعضهم مراهنين ومتشاكسيين ، ولكن معظم النتائج فادحة فمجملها هزائم متتالية ، حتي اصبحت أكره التحدث في موضوع الزواج .
ولكنهم جميعا لم ييئسوا او يملوا خاصة (سامر) فقد كان أوفرهم عطاء” وأكثرهم ترشيحا” ، وأذكر في الاجتماع الثلاثمائة والثلاثة والثلاثون ، باغتني (سامر) بان هنالك مرشحة جديدة ، ولكنها صغيرة بعض الشئ فعمري كان اربعون سنة وهي اثنان وعشرون وهذا فرق شاسع بالنسبة لرجل مفلس او حالته المادية ليست بالجيدة ، فقبول الفتيات الصغار لرجال يكبرونهم سنا” تكون بسبب المال والجاه ، ولكنه قال لي دعني أسألها فانها مهذبة ، وذات اخلاق طيبة ، فقلت له دعني أقدم لها نفسي بشكل مختلف عما تعودنا عليه ، وامنحني مكان عملها ومواصفاتها ، واسمها فصمت الجميع لقد تغيرت الخطة ، ولكني كنت مصرا”لاحداث نوعا” من التغيير ولمصلحتي .
وبعد شد وجذب وافق (سامر) كانت تعمل في المحلية في قسم (شئون العاملين) ، وتدرس في الجامعة ايضا ، ولكنها في اجازة .
انفض الاجتماع ، وكالعادة خرجت صبيحة اليوم الثاني ، وشباب المنطقة يداعبونني الاخطل ،  يا ابن الملوح ، ولم أعرهم اهتماما ، وانطلقت نحو هدفي ، حتي وجدت نفسي داخل مكاتب المحلية ، وانا اتجول في اقسامها ، حتي وقعت عيني علي لافتة( شئون العاملين )، واندلفت مباشرة ، ووجدت موظفين وهم يتسامرون ، فوقت العمل لم يبدأ ، فسألتهم بأدب :
لو سمحتم (صفاء) موجودة ، رد عليهم احدهم ، بإستهزاء :
وعليكم السلام ، صفاء في الكفتريا فهي تحضرها طعامها اولا” ويبدو أنني نسيت أن أحييهم أولا” فإعتذرت ، وانطلقت نحو مكان الكفتريا ، حتي وجدتها ، ولكنها ممتلئة بالفتيات ، ولم أجد شخصا يدلني سوي موظف( الكاشير) ، فإنحنيت اساله بهدوء ، سلام عليكم ، لو سمحت اسأل عن (صفاء) ، كان غشيم غريب الطباع ، ولم يمهلني وصرخ وهو ينظر الى ناحية من انحاء
الكفتريا ،من كرسيه العالي : آنسة (صفاء) آنسة (صفاء) هذا الرجل يطلبك ، وشعرت بالكفتريا كلها تلتفت لي ، حتي اصبحت صغيرا” ، حتي برزت هي ، وكانها نسمة تهب من مكان عالي ، وتلك الابتسامة التي تشابه ، فصل الربيع في أحلي بداياته ، وتقدمت نحوي وكأنها سوف تأخذني ، وتطير بي بعيدا” عن هذا العالم ، وامتدت يدها لتصافحني ، ولم اشعر سوي بقطعة من الحرير داخل اناملي ، وشعرت براحة حتي وددت أن لا اطلق يدها من راحتي ، وقالت لي:
مرحب استاذ ماذا تطلب ، وطاشت كل افكاري وشجاعتي توارت أمام ناظريها ، ولم أجد الكلمات التي أرد بها تحيتها ، دعك من أن أشرح لها طلبي ، واصبح لساني يتعلثم ، ووجهي يمتلئ بابتسامة عريضة ، حتي شعرت بأنني أبله ، وشعرت بإحراجي وسحبتني بهدوء ، من الأنظار ، وهي تحمل في يدها افطارها ، وسايرتني حتي خرجنا من الجموع داخل الكفتريا ، ووقفنا في الباحة في منتصف المحلية ، وهي تنظر لي تنتظر طلبي ، كانت تشابه الشمس في كبد السماء ، وهي تقف امامي بهيبة ، وتعلوها ابتسامة تتغني بها المطربات ، وتتدفق من عينيها نظرات الحياء ، واعتلاء الثقة ورصانة الملكات ، وانحنت نحوي وهمست لي بأدب ،
وقالت لي :
أتطلب يا استاذ ؟
وتمالكت نفسي ، واستعدت رباطة جأشي ، وقلت لها بهدوء انا :
عاصم محمد يوسف صاحب (مكتبة الأنوار) وصمت ، فقالت لي:
ماذا تطلب سيد عاصم ؟ فقلت لها بهدوء :
لقد سمعت عنك ، وأنا اطلب يدك علي سنة الله ورسوله ، رفعت رأسها تنظرني بدهشة واستغراب ، والحقيقة تقال لقد تمالكت ؛نفسي ، فتفكيري في هذه اللحظة يقول لي انطلق أجري بعيدا” ستحدث مشكلة ، وستصرخ وتتجمع الكفتريا ، والجميع سيضربك ، هل انت مجنون يا عاصم لا يوجد انسان يتقدم بهذا الشكل!! ، والغريبة في الأمر هي تنظرني للتأكد من حالتي العقلية ، أو تظن الأمر مداعبة من أحد الزملاء ولكني حزمت أمري واخرجت الكرت الخاص بي ومنحته لها ، وهي تنظرني ، ولم تنبس ببنت شفة ، وقلت لها :
انتظر ردك فرقم هاتفي معك ، وواصلت الترجل ، وحقيقة سأكون منتظر علي أحر من الجمر ، وابتعدت وكأني اسير علي الجمر ، والحظها بأطراف عينيي وهي مشدوهة  لم تتحرك من المكان الذي تركتها فيها ، وهي تحمل الكرت والطعام حتي اختفيت في أول منحني ، ولكني لم أصدق نفسي حتي وصلت للمكتبة ، وكان الجميع ينتظرني ، وراودني احساس  وكأنهم ذهبوا يترقبونني من بعيد ،وعيونهم تلمع بترقب وتشوق ، ليعرفوا ماذا حدث ؟؟؟

(يتبع)

Ghalib Tayfour

 

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.