في العمق
في لحظة إنغمار كلي مع الذات أبحث عن بقاياك في داخلي واتأمل تلك الحياة لاصنع من كلماتي البالية ثورة لفقراء الأرض يا ويح نفسي منك يا وطني لولا عاديات الزمان لكنت هادئ وعنيد ومتشبث بك حد الجنون سأنتظرك هنآك عند حافة النهر لعلك تعود كما كنت شظايا شظايا في الأرصفة والشوارع الرملية. أنا لن أتركك تسير وحدك في هذا العالم الغريب دعني أسير بمحاذاة جسدك لنهتف سوياً في الطريق سدوا رمق وجعكم من اطرافنا ألتي تئن من الحنين لماضي الإنسانية الأول حيث لم تكن الدماء
تحت أحذية المارة ولم تكن جثث القتلى كاكياس القمامة في أرصفة الشقاء. والفوضى لم تكن غاية البرجوازية والفقراء كانوا بعيدين وصغار كالغبار. خذ نصل الوجع من وجوه أطفالنا السمر ولا تبيع لهم الوهم بدلاً عن اللبن وقطعة خبز في النهار لا تبيعنا في سوق الحرب ولا تقتلنا برصاصة في الصدر فالفقراء هم ملح الأرض والضوء ساعة غروب الشمس عن المكان هم ضحكة في زمن التتار هم رحيق او عبير هم ورود هم مروجنا الخضراء يا سلطان الأحرار في مملكة العبيد سيزيف لن يحمل الصخرة للأبد تأكد بأن أبناءه ثوار حتى الممات أن تلك الثورة هي يقين المصير الساحق بدون الاستسلام ألذي يجب أن يرافق ذلك اليقين.