لقاء اليوم مع الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي
*******
برنامج لقاء اليوم
قناة الجزيرة
الخميس 9 فبراير 2017
تقديم :الأستاذ المسلمي الكباشي
ضيف الحلقة: الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان
كُتب من تسجيل لفيديو الحلقة:
الأستاذ المسلمي: مشاهديننا الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله. مرحباً واهلاً بكم في برنامج لقاء اليوم. لقاء اليوم هذه المرة مع الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة وإمام الأنصار. مرحباً بك السيد الإمام.
الحبيب الإمام: وعليكم السلام والرحمة.
الأستاذ المسلمي: مرحباً بك في قناة الجزيرة ومرحباً بك في السودان بعد فترة الغياب.
الحبيب الإمام: شكراً جزيلاً.
الأستاذ المسلمي: السيد الإمام، ثلاثون شهراً قضيتها في القاهرة، فترة غياب إختياري. بعد عودتكم إلى السودان، ما الجديد في المشهد السياسي. ما الجديد في المُعادلة السياسية بين الحكومة والمعارضة؟
الحبيب الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم، ويسُرني أن اجيب على اسئلة الجزيرة، وأقول، الثلاثون شهراً التي قضيتُها في الخارج لم تكن كلها في القاهرة، بل كانت في ما يمكن أن تسمي ثلاثين موقعاً فيما يتعلق بالعواصم العربية والأفريقية والإسلامية. وكانت هى فترة انشغلت فيها بتوحيد الرؤية الوطنية السودانية، وبطرح، عبر منتدى الوسطية فكرة لإيجاد مخرج للإستقطابات الحادة القائمة في المنطقة، وإيجاد عبر نادي مادريد، تصور أكثر موضوعية لأسباب التطرف والإرهاب. في العودة كان واضحاً أنها هى عودة لشخص ذو مهام قومية وليست حزبية، ولذلك إجتمعت مع كل القوى السياسية في الخارج لنتفق معهم على أن هذه العودة الهدف منها واضح، تحقيق سلام عادل وشامل. في هذا الأثناء حدث في السودان تطورات، منها أن حوار الوثبة قد اكتمل واصدر توصياته، وهى توصيات نحن قلنا فيها بعض الإيجابية ولكن ليست فيها إيجابية كاملة وأنها على أى حال تُلزم من اشتركوا فيها. هناك بالتوازي مع هذه العملية في الداخل، عملية اطلقتها خريطة الطريق التي انطلقت من مجلس السلم والأمن الأفريقي والتي يقودُها السيد ثامبو أمبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق. وهذه العملية فيها خريطة طريق وقعت عليها الحكومة السودانية في مارس 2016 ونحن وقعنا عليها في أغسطس 2016، وهى عموماً إذاً تضع أسس وملامح لحل شامل كامل، يحقق هذا الهدف إجراءات لبناء الثقة ويحقق سلام عادل شامل ويحقق تحول ديمقراطي.
الأستاذ المسلمي: السيد الإمام اضافة إلى ما ذكرت لرفع الغقوبات الجزئي عن السودان، تنفست الحكومة الصعداء وتأسست علاقات تقوية وتحالفات مع اطارها الإقليمي سواء العربي أو الأفريقي، في ذلك معادلة القوى بين الحكومة والمعارضة كيف تراها؟
الحبيب الإمام: نعم الرفع الجزئي للعقوبات الأمريكية خطوة للأمام في تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، ولكنها خطوة محدودة للغاية، قبل ذلك الولايات المتحدة وعدت النظام السوداني وعود كبيرة جداً عندما ابرمو اتفاقية السلام، ولذلك كان مُنتظراً في إبرام اتفاقية السلام تحقيق تجاوب كبير جداً من الأمريكان، لم يحدُث لأن دارفور انفجرت. الآن هذا الأمر مربوط بإجراءات سياسية مُعينة…
الأستاذ المسلمي: (مُقاطعاً) ولكن السيد الإمام وهذه ايضاً خففت كثيراً عن الحكومة، الحكومة الآن في علاقة تحالفية مع الخليج، وهى علاقة يمكن أن تستثمرها إقتصادياً، في علاقة جيدة مع أفريقيا، كسبت بالأمس موقعاً مُهماً في الإتحاد الأفريقي، بالتالي الحكومة الآن في موضع أكبر وأقوة من حيث معادلة القوة؟
الحبيب الإمام: نعم بشرط الوفاء بمقاييس مُعينة. يعني، أنا في رأيي، لا يمكن حل المُشكلة الإقتصادية ما لم توقف الحرب، لأن وزير المالية كان قد قال، نصرف نحن في اليوم على الحروب ما يساوي دخل الحكومة في شهر. فلابد من وقف الحرب، كذلك لابد من وقف الإجراءات الأمنية القاهرة على المواطنين. في رأيي، نعم هذه الخطوة ولكن يجب أن تؤخذ في اطار إجراءات، إذا حدثت هذه الإجراءات، وفي رأيي جزء مُهم جداً لهذه الإجراءات خاصة بالنسبة للولايات المتحدة. هنالك عناصر كثيرة جداً تشترك في القرار، هؤلاء جميعاً يتطلبون إنفراج سياسي، يتطلبون إحترام حقوق الإنسان، يتطلبون نشاط المجتمع المدني. نعم هذه لو حدثت، في رأيي، سوف تؤدي إلى إنفراج سياسي.
الأستاذ المسلمي: إذا حاولنا نستقصي ونستوضح بطريقة مركزة نتائج الثلاثين شهر بما يباشر السياسة الداخلية للسودان، بإختصار ما هى هذه النتائج؟
الحبيب الإمام: ببساطة شديدة نحن عن طريق إعلان باريس قد حققنا تضامناً بين قوى المركز ممثلة بين حزب الأمة وقوى الهامش، ثم طورنا هذا في نداء السودان، بحيث أنه يمكن أن نقول هذا يمثل توازن قوى جديدة. كذلك حدثت العملية التي ادت إلى تحرُك قطاعات شبابية، نحن نعتبر هذه ايضاً فيها تحرُك لقطاع لم يكن مُتحركاً بنفس القدر فيما يتعلق بالتطلُعات السياسية. هذه كُلها في رأيي، حصيلة لهذا العمل. والمُهم جداً في هذا الموضوع أن القوى هذه صار مُعترفاً بها لدى الإتحاد الأفريقي، ومُعترفاً بها لدى الأسرة الدولية في اطار خريطة الطريق.
الأستاذ المسلمي: أنت اسلوبك واداتك في النضال السياسي باداة سلمية وهذه قوى عسكرية، هل هذا تحالف بينكم كسلميين وقوى اخرى عسكرية؟
الحبيب الإمام: ابداً لا لم يكن هذا ممكن لأنه نحن قلنا بوضوح تام، إذا اردنا أن نتفق يجب أن نتخلى عن تحقيق الأهداف السياسية بالوسائل العسكرية، وهذا ما اُتفق عليه، ويجب أن يُتخلى عن المطالبة بتقرير المصير، وهذا اُتفق عليه. إذاً صارت هذه القوى، هى قوى مُسلحة نعم، تتطلع لحل وتلتزم بعدم تحقيق اهدافها بالوسائل العسكرية، اللهم إلا إذا هُجمت تدافع عن نفسها. كذلك نحن نعتقد أن من أهم الإنجازات لهذا، المنطقة الآن صارت الإرهاب والتطرف جزء من وسائل العمل السياسي، نحن نلتزم بصورة قوية تجنُب هذه الإجراءات الإرهابية التي في رأيي صارت في المنطقة يعني منبسطة كثيراً. أنا اعتقد أن ما حدث في هذا التطور شئٌ مُهم جداً للوطنية السودانية إبعاد أية محاولة لإسقاط النظام أو لتحقيق أهداف سياسية عن طريق القوة المُسلحة.
الأستاذ المسلمي: لا شك أنك حاولت ذلك أنت ولكن لا تزال هذه القوى تتدرب وتستعد كل يوم وتُخرج دُفعات جديدة من قواتها المُسلحة وتبحث عن اسلحة وتتحالف مع جهات اخرى لممارسة العمل المُسلح.
الحبيب الإمام: كما قلت لك، عندما ابرمنا إعلان باريس هم أنفسهم من جانب واحد اعلنوا وقف إطلاق النار ووقف العدائيات والآن هم مُستعدون أن يلتزموا بوقف العدائيات، وأن يُراقب هذا الوقف. نعم أى قوى عسكرية بتكون موجودة لابد لها من إحتياط حتى لا تُهاجم، ولكن صارت هذه القوى مُستعدة، مُستعدة للإتفاق على فترة طويلة أو دائمة لوقف العدائيات وإنسياب الإغاثات وأن يُراغب هذا دولياً. فأنا اعتقد نعم نحن قدِمنا على موقف مُشوه، كما تعلم بالنسبة للحركة الشعبية مثلاً، كان في الفرقة التاسعة والفرقة العاشرة، وكانت هذه جزء من إتفاقية السلام، فهذه القوى المُسلحة الحكومة كانت مُعترفة بها وعملت معاهم بروتوكول على هذا الأساس، فهؤلاء وجودهم العسكري كان مُعترفاً به من قِبل الحكومة السودانية. المهم نحن نتحدث الآن بأن هذا الوجود لا يُستغل ولا يُستخدم لتحقيق أهداف سياسية، يُدافع عن نفسه إلى أن يكون هناك إتفاق سياسي.
الأستاذ المسلمي: طبعاً الستاتس بتاعهم مُعترفاً به في اطار الحركة الشعبية لتحرير السودان الجنوبية وهم كانوا جزء منها لكن بعد الإنفصال الحكومة ما إعترفت بوجودهم العسكري، بل بالعكس تعتبر الفرقة التاسعة والعاشرة جزء من جيش الحركة الشعبية الذي إنفصل بالجنوب.
الحبيب الإمام: ما هذه المُشكلة مُتعلقة بعدم ضبط إتفاقية السلام، لأنه إتفاقية السلام بعدما انجزت ما انجزت وحققت ما حققت علقت أمر المنطقتين وجنوب كردفان، وجعلت أمر هؤلاء مُرتهناً بمُشاورات، لم تصل هذه المُشاورات لنتيجة. فنعم هذا كان جزء مُشوه من عدم ضبط تنفيذ إتفاقية السلام، كان ينبغي أن تكون الإتفاقية مُتوقتة، مُش كدة بس، اسواء من ذلك، إتفاقية السلام في عشرين نُقطة خلاف عن الحدود تُركت مُعلقة.
الأستاذ المسلمي: السيد الإمام بعودكتم حقيقة من حكم بوزنك السياسي وخبرتكم السياسية، علقت المعارضة بمختلف عناوينها امالاً عراض على دورة نضالية جديدة تقودونها، ما قولكم في ذلك؟
الحبيب الإمام: تفائلوا بالخير تجدونه، ولكنني لا اعرف، أنا على كل حال استطيع أن أقول بوضوح تام، سأبذل كل جهدٍ ممكن لإجاد حل سياسي للسودان يوقف الحرب ويؤدي إلى نظام سياسي مُتفق عليه. المُهم أن يكون في إتفاق على النظام على شرعيته. وأنا اعتقد هذا ممكن لأن النظام الموجود حالياً، واضح تماماً بعد 27 وزيادة عام ما عاد عنده ما يُقدم، لكن يمكن أن يكون عنده ما يُقدم إذا إتفق مع الآخرين، إنتقل من خانة القهر والإلزام إلى خانة التوافق الوطني، بهذا الآن في رأيي ممكن.
الأستاذ المسلمي: هل هنالك من تفكير في عمل جبهوي، تحالف اوسع للمعارضة يجمع كل هذا الشتات المُختلف والمتشظي احياناً في جبهةٍ واحدة ورؤيةٍ واحدة وبرنامجاً واحد؟
الحبيب الإمام: هناك عظم ظهر، حزب الأمة، نذاء السودان، القوى الموجودة في نداء السودان، هذا عظم ظهر. ولكننا نسعى الآن لكى يتسع هذا العظم ليشمل كل الذين يُريدون سلام عادل شامل وتحول ديمقراطي كامل مُتفقٍ عليه. وفي رأيي هذا من أهم المسائل التي سنسعى لها. كما قلت أنا، وأكرر، أنا قلق جداً أن الإحتراب الذي حدث خلف صراعات ومرارات قبلية لا قِبل للعالم بها، وهذه ستكون مُستمرة حتى إذا تغير النظام. ولذلك أنا اعطيت هذا الموضوع أولوية للتصالح بين القبائل العربية والزُرقة وغيرها بإعتبار أن هذه أولوية. فإذاً نعم نحن في المرحلة القادمة سنسعى لتكوين أو تطوير الموقف المُتطلع للتغيير في حقيبة واحدة، حتى يُسهل هذا مُهمة الأخذ والعطاء مع النظام القائم.
الأستاذ المسلمي: اعزائنا المُشاهدون فاصلٌ قصير ونعودُ لمواصلة حوارنا مع السيد الإمام الصادق المهدي.
الأستاذ المسلمي: مُشاهديننا نعود ونواصل الحوار مع السيد الصادق المهدي. بمناسبة إعتبار حزب الأمة واخريات كعظم ظهر، اجتمعتم بالسيد مبارك الفاضل ومشهود ومعلوم ما بينكم وما بين السيد مبارك الفاضل، على ما إتفقتم، هل للأُفق جديد لوحدة حزب الأمة، حزب الأمة الآن عدد من الأحزاب؟
الحبيب الإمام: يا أخي، حزب الأمة عدد من الأحزاب نتيجة لإنقسام حصل في سنة 2002، ولكن حزب الأمة الأصل، اصلاً لم يتأثر بهذا. السيد مبارك إلتقاني في اطار إجتماعي فقط. لم نتطرق لشئ من هذا الأمر، لأن السيد مبارك الآن جزء من منظومة السُلطة. من منظومة السُلطة، وأى نوع من الكلام في هذا الإطار سيخضع للحوار بيننا وبين السُلطة إذا قام. يعني أنا لا أنظر لتحرُكات هؤلاء الإخوة الذين يسمون أنفسهم أسماء مُختلفة بالأمة، لا أنظر إليها مُستقلة من موقف النظام الحاكم. النظام الحاكم هو الممثل لهم.
الأستاذ المسلمي: ولكن مهما يكن السيد الإمام هناك تشوهات في النظام السياسي ككل، يعني هنالك مئات العناوين لأحزاب صغيرة على أحزاب كبيرة وكذا. هل تعتقد أنه بهذه الطريقة يمكن أن يُجمع شعث السودان لتكوين النظام السياسي الذي تتحدث عنه لإصلاح النظام السياسي الذي تتحدث عنه؟
الحبيب الإمام: في رأيي، نحن في حزب الأمة نستطيع أن نقول إننا قد دافعنا عن كياننا بصورة مُدهشة. الكيان ككيان موجود، كما شُفت في إستقبالي وكل مُناسبات التي نعقدُها، هنالك دعم شعبي كبير جداً. فإذاً حزب الأمة كحزب، يعقد مؤتمراته، عقد حتى الآن سبعة مؤتمرات، ونحن بصدد أن نعقد المؤتمر الثامن. أكثر الأحزاب السياسية عافية، من حيث فكره، وتنظيمه، ومُبادراته، حزب الأمة. نعم خرجت اطراف مُختلفة، الذي خرج من داخل المؤتمر الوطني أكبر، أنا عددت عشرة تنظيمات خرجت من المؤتمر الوطني.
الأستاذ المسلمي: نحن نتحدث عن النظام السياسي السوداني ككل، حالة التشظي الحزبي والتشتُت الحزبي. مثلاً المرحوم الترابي في آخر أيامه طرح ما أسماه بالمنظومة الخالفة، بحيث تتجمع العناوين المُتقاربة فكرياً وسياسياً وتتكون كُتل كبيرة بدل مئات الأحزاب والعناوين والأسماء، كيف تفكر في الشأن العام السوداني من هذا الموضوع؟
الحبيب الإمام: ايوة أنا طرحت فكرة مُختلفة لكنها ذات أهداف مُماثلة. أنا قلت ينبغي أن نُفكر فعلاً، نحن في حزب الأمة نُفكر فيما سميته التأسيس الرابع لحزب الأمة، وعددتُ الساس السابقة، التأسيس الرابع لحزب الأمة. وقلت هنالك في الحقيقة معنى لثلاثة تيارات سياسية في السودان. تيار يساري يجمع أهل اليسار والعلمانية، وتيار يميني يجمع أهل المرجعية الإسلامية، التي أنا اسميها منكفئة، وتيار يُمثل ما اعتقد أنه الوسط السياسي والوسط الديني، وهذه التيارات الثلاثة يمكن فعلاً أن تطور هذه المواقف، ولكن هذا يجب أن يكون إختيارياً لأن أى محاولة تكون بطريقة ترزية لا تنفع.
الأستاذ المسلمي: هل يمكن أن يُشكل مثلاً حزب الأمة والمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي ما تسميه التيار الوسطي؟
الحبيب الإمام: كل شئ وارد، يعني أنا لا استطيع أن أقول من وماذا، لكن اصف المواقع. هناك بالفعل مجال في السودان لمواق ثلاث واعتقد هذا نفسه جزء من وجود عافية في التكوين السياسي السوداني، لأنه مهما فعل النظام لم يستطع محو التركيبة السياسية السودانية في يسارها وفي يمينها وفي وسطها. فنعم موجودة هذه المكونات ونحن ندعو إلى هذه المعاني لكن الشكل النهائي لا استطيع أن أقول عنه ماذا.
الأستاذ المسلمي: إذاً السيد الإمام ما هى الخطوة القادمة القريبة بينكم وبين الحكومة؟
الحبيب الإمام: بالنسبة لنا، نحن نتوقع من السيد ثامبو أمبيكي أن يُقدم مُبادرة، فيها يُخاطبنا ويُخاطب الحكومة. هذه المُبادرة، أنا بصدد أن أكتب له خطاب. كتبت له خطاب أن يُحدد لنا موعد، ولكن سنكتُب له خطاب بعد التشاور معنا جميعاً نحدد فيه ما نتوقع منه. والمُبادرة، طبعاً الحكومة إلتقت به وقالت له ما تُريد، هو بعد أن يسمع من الحكومة ويسمع منا في رأيي سيُقدم مُبادرته، تكون الطريق إلى خارطة الطريق، وهذا وارد. ونحن بصدد بعد المطالبة بلقاءه، بصدد أن نكتب له بعد التشاور ما نعتقد أنه مطلوب، لأنه هو هناك اصلاً قضايا مُحددة، أولها ضرورة تهيئة المناخ، وقف العدائيات، إنسياب الإغاثات، كفالة الحريات، إطلاق سراح المُعتقلين، إلى آخره. هذا بند. البند الثاني، الإتفاق على الحُكم وكيف يكون. البند الثالث، الإتفاق على الدستور. في رأيي المرحلة الأولى إذاً تهيئة المُناخ، الثانية الإتفاق على الحُكم، الثالثة الإتفاق على الدستور.
الأستاذ المسلمي: دعنا نتفائل، ولكن إذا لا قدر الله حدث، يعني تعثر التقدُم في هذا الإتجاه، ما هو البديل؟
الحبيب الإمام: المشاكل السودانية باقية، ومن يُريد حل المشكل السودانية الإقتصادية والأمنية والعلاقات الخارجية، لأنه مثلاً في العلاقات الخارجية مُش بس مسألة العقوبات الأمريكية، في الدين الخارجي 50 مليار، في العقوبات الدولية موجودة، في 63 قرار مجلس أمن موجه للنظام السوداني. في اعباء كثيرة جداً، هذه كلها، في رأيي رهن أن يكون في السودان حل سياسي يُحقق السلام ويُحقق الإستقرار. في رأيي إذاً نحن نحمل للوطن بشرى كبيرة ‘إذا تحقق هذا الإتفاق أن تزول هذه النكبات.
الأستاذ المسلمي: هل ترى من خلال قراءة المُعطيات الإقليمية، مُعطيات الربيع العربي، الثورات والثورات المضادة، ومن خلال التجربة السودانية، هل ترى أن الإنتفاضة الشعبية لإسقاط النظام هل اصبحت شيئاً بعيداً؟
الحبيب الإمام: لا، في المنطقة كلها، الإنتفاضة واردة. الإنتفاضة واردة ليه؟ إذا فشلت المفاوضات المرضية. نحن، أنا كعضو في نادي مادريد، دعونا في البحر الميت في عام 2010، دعونا إلى مُلتقى، حضر هذا المُلتقى 19 دولة، في اطار ناس مؤيدين الحكومة وناس مؤيدين المعارضة، وقلنا هنالك حاجة إلى حوار جاد بين الطرفين، وإلا ستنفجر الحالة، دة سنة 2010، وقد كان. أنا اعتقد الآن كل المنطقة محتاجة لإجراء مُماثل بين الحُكام ومعارضيهم، على أن يُتفق على صورة قائمة على التوافق والتراضي، تمنع أو تعالج توفيقياً مسألة الإسلام والعلمانية، الشيعة والسنة، كل هذه الأشياء لابد أن تُعالج وإلا ستنفجر حروب وحروب أهلية.
الأستاذ المسلمي: السيد الإمام ذكرت أكثر من مرة، وأنت منذ سنوات مضت، أنك بصدد أن تخلى عن ادوارك السياسية التنفيذية، وذكرت هذا في اللقاء الحاشد الجامع لإستقبالك، ولكن هذه الخطوة تأخرت.
الحبيب الإمام: ما تأخرت، في ناس بيفتكروا أنه مافي ليها داعي حتى. شوف، أنا بعتقد إنه عندي مهام أُخرى غير العمل التنفيذي السياسي، ولكن حتى أتخلى عنه لابد أن أرتب البيت. عشان كدة نحنا سنعمل ورشة تُناقش هذه القضايا ثم تعرض توصياتها للمؤتمر الثامن.
الأستاذ المسلمي: يعني إذا قُدر لحزب الأمة أن يفوز مثلاً في الإنتخابات القادمة أو أن يُشارك من خلال إتفاق سياسي معاً في السُلطة، لن نرى السيد الإمام رئيساً للوزراء أو رئيساً للجمهورية مثلاً؟
الحبيب الإمام: لا هذا غير وارد لأنه أنا قلت أنا عايز أتخلى عن هذه المهام ولأنه عندي مهام أُخرى اُريد أن اركز عليها. أنا الآن عندي مؤسسات كثيرة داير اعملها، عندي كُتب مُعينة، من أهم الكُتب التي اشتغل فيها الآن، كتاب عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنه أنا اعتقد إنه كثير من السيرة الموجودة ظلمته، وأنا أتحدث عن محمد رسول الإنسانية، وهكذا. أنا عندي مهام يعني وطنية وفكرية، إقليمية ودولية، اُريد أن اعمل على تحقيق ثمار فيها فيما بقى من العمر.
الأستاذ المسلمي: السيد الإمام نشكرك شكراً جزيلاً على هذا اللقاء… ونشكُركم اعزائنا المُشاهدين وإلى أن نلتقي في حلقة اُخرى من حلقات لقاء اليوم
قناة الجزيرة